رحلة شاملو الى أمريكا

محمود فاضلي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2015-10-18


رحلة شاملو الى أمريكا

 

يوميات السفر الميمون للولايات المتفرقة الأمريغية

أحمد شاملو

دار مازيار

الطبعة الأولى 1393

السعر 7 ألاف تومان

 

صدر كتاب (يوميات السفر الميمون للولايات المتفرقة الأمريغية) للشاعر الإيراني المعروف أحمد شاملو بعد 23 عاما من دار مازيار في 136 صفحة، و كان ينتظر الكتاب الترخيص من وزارة الثقافة منذ العام 2005، و قبل ما يقارب الشهرين حصل على ترخيصه للنشر و مع استقبال القراء للكتاب و نفاد الطبعة الأولى صدرت الطبعى الثانية ، و يرى مدير دار مازيار في استقبال القراء للكتاب: ( نظرا الى أن مقاطع من الكتاب نشرت بصورة ملفات صوتية في العالم المجازي، كان لدى القراء معرفة بطبيعة الرحلة و بالطبع زاد من احتمالات استقبال هذا الكتاب، الى درجة أن الطبعة الاولى انتهت مع وصلوها لسوق الكتاب.) (1)

سافر شاملو إثر دعوة من ( مركز التحقيقات الإيراني سيرا ) الى أمريكا(2) ، و قال في إحدى محاضراته: ( إنشغلت هذه الأيام بكتابة رحلة ساخرة، بالطبع هي ليست رحلة شخصية، قد تكون رحلة على لسان ملك افتراضي من (الطائفة المنحوسة) القاجارية، حتى تتضخم و تتلاقي ثقافتان أو الرؤية الإجتماعية.) مطالبة شاملو ( من ثنائة الثقافة أو الرؤية الإجتماعية ) هي احتاك الثقافة الفارسية المهاجرة مع البلد المضيف و الذي لم يخلو من سخرية في تلك الفترة، كتب ناصر الدين شاه قاجار رحلاته، رحلة العتبات و رحلته الى مازندران و خراسان و كذلك رحلته الى أوروبا و هي نصوص باتت معروفة و مؤثرة في أدب الرحلة، كتب هذا الملك القاجري رحلته الأولى و الثانية الى أوروبا بيده و رحلته الثالثة كتبها مرافقوه مثل فخر الدولة و أبو القاسم خان ناصر الملك و أبو الحسن خان فخر الملك.

كتب شاملو في مقدة رحلته: ( يظن البعض أن فكرة كتابة (الرحلة) جاءت مع سفر العام 89 و 90 لأمريكا، و الحقيقة هي إجابة على ترهات كتبته الصحف الفارسية المهاجرة في تلك الديار بعد محاضرتي في جامعة (بركلي). و الحقيقة ليست كذلك و لا تستحق هذه الترهات الإجابة عليها، كنت أعتقد دائما أن الحكام الطغاة على إيران كان كل واحد منهم أسفه من الآخر و تمنيت أن أكتب رؤية عن هؤلاء الحكام و أتاحت لي زيارة أمريكا هذه الفرصة.)

و يكمل شاملو في المقدمة: ( من قرأ الرحلة من الأصدقاء قبل طباعتها، إلا زوجتي التي لم تكن سعيدة قبل تدقيق الرحلة، الجميع قيم النص كنص موفق و لكن بعد عودتي الى إيران و لاقفال هذا الملف ألقيت نظرة مجددة على رحلات مظفر الدين شاه الى أوروبا و ( ذكريات اعتماد السلطنة)، و توصلت الى هذه النتيجة: أن سفاهة حكامنا هي دائرة ممتدة لا حدود لها و صورتها في (يوميات السفر الميمون للولايات المتفرقة الأمريغية).

و كتب شاملو: ( رؤيتي المحددوة منعتني أن أفضح هذه الفضائح الواضحة في حال أن هذه الموجودات التاريخية استطاعت أن تكتب البلاهة كنبوغ لا يوصف في التاريخ المدون الإيراني، لا يمكن لكل القراء قراءة هذا النص ( ذكريات اعتماد السلطنة) و هو عبارة عن يوميات عن الاحداث التي حصلت لناصر الدين شاه، و من هنا و لعرض عدم توفيقي في كتابة نمط يماثله أحضرت تلك الذكريات مع ادخال اصلاحات طفيفة على العبارات المنقولة. )

و قال في محاضرته في جامعة بركلي العام 1989 في سفره الى أمريكا : (إنشغلت هذه الأيام في كتابة رحلة ساخرة، بالطبع هي ليست رحلة شخصية، قد تكون رحلة على لسان ملك افتراضي من (الطائفة المنحوسة) القاجارية، حتى تتضخم و تتلاقى ثقافتان أو الرؤية الإجتماعية.) و سبب اختياري الإسلوب الساخر لأنه أكثر تناسبا مع الجانب النقدي.)

و جاء في الكتاب: ( إجتمع اليوم في ساعة الغروب خدمُنا مع بعض علماء العالم الجديد حتى يجادلوهم في الدولة و السلطنة في هذه الزاوية المنعزلة من العالم لكسب معلومات جديدة، كانت نيتنا هي كم نقدر على كسب الآلات و السفن و استخراج النفط و بناء لوكاندة و أمثالها و كم نستطيع استخراج اليوفانج منهم، و لكن ما وصل لنا من نتائج الحديث حطم ثلوجنا، ليس لسطنة العالم البعيد موهبة إلهية و لا علم ملكي، من واجباتهم لا دائمي و لا موروث، سلطان هذه الأرض ليس لديه خزائن عامرة و لا قدرة فائقة، لا خادم لديه يبيعه حكومة الولاية و لا قوة اختيارية عند الاقتضاء نستحلب الرعايا، خلاصة الفشار هي : لا رائحة له و لا طعم، شئ لا حاجة لنا به و عجيب، تبا لهم ليس لدينا: مدينة الرياح لأهل المدينة رخيصة! الملوك الحقيقيون لهذا الملك ظهر أنهم ليسوا سوى حفنة دانقلية منهم الجهلاء و الأجامر و الأوباش و كل واحد منهم بلا تاج و عرش: أحدهم سلطان النفط ، الثاني سلطان المنسوجات، و البريد، و آخر سلطان أوراق النجاسة و يستخدم بدل الإبريق، و أحدهم سلطان المكسرات مثل حلوى ماما جيه جيم و السكاكر و الحمضيات، و الآخر سلطان أوراق الأخبار، و هناك من هو سلطان الكباب خانه- من قبيل الحاج مكدانولد اللقيط، و آخر سلطان ثياب الخواتين يلبسهن الثياب كل عام الضيقة و العريضة و القصيرة و الطويلة و يرقصهن دون طبل أو كمان، و آخر سلطان الرقص و بعده سلطان الطرب، أحدهم سلطان أنواع المسكرات و سلطان القمار و أقسام من المنكرات... الخلاصة واقع هذه الديار سلطان داخل سلطان .)

الكتاب في 136 صفحة و يشمل عدة فصول و أسماء. ( يوميات) ، ( ذكر المعمورة المشهورة برقلي) ،(الله صفا)، (في وجه تسمية ولاية قالي فورنيا) ، ( تكملة في شكاية انحراف الدهر)، (مقطع من الإفاضات التاريخية المستوجب كتابتها بماء الذهب)، ( فصل في باب أجوبة الهوى)، ( التفضل الإلهي لا ذيل له و لا قرون)، (كادت لغة سعدي أن ترحل لولا بحمد الله ..)، ( ضحك على قبر أبيه إذ قال الملك يضحك)، (أوضاع مملكة قار اشميش).

أحمد شاملو ( 12 آذر 1304-2 مرداد 1379) شاعر و كاتب و صحفي و محقق و مترجم و من مؤسسي اتحاد الكتاب الإيرانيين قبل الثورة الإسلامية و بعدها. أصدر أول عمل شعري له العام 1947 تحت عنوان ( ألحان منسية) و بعد عشرة أعوام أصدر مجموعته الشعرية ( هواء جديد) التي كانت مؤسسة للشعر السبيد (قصيدة النثر) في إيران.(3)

 

  1. الاستعداد الثاني للمكتبات لاستلام رحلة شاملو، موقع المكتبة الأدبية الاختصاصية،24 دي 93.
  2. دعي أحمد شاملو في العام 1990 الى محاضرات المركز البحثي لقضايا إيران سيرا(CIRA:     Center for Iranian Research and Analysis  ) في جامعة بركلي، عنون محاضرته ب( مفاهيم الاجزاء و الصخب في غزل حافظ) و ( حقيقة حجم الإصابة) و نشرها تحت عنوان ( مخاوفي)، و قد لاقت ردة فعل قوية في الداخل و الخارج بعد صدورها و نقدت.
  3. في العام 2013 صدر له كتاب آخر يتعلق برسائل أحمد شاملو( طهران، شارع آشيخهادي) من دار جشمه، للاطلاع يمكن مراجعة اسبوعية التاريخ الشفاهي عدد 21،182 آبان 1393 .

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 6718



http://oral-history.ir/?page=post&id=5786