أحداث انفصال البحرين عن إيران و ذكرى الجنرال فريدون جم

ترجمة: أحمد حيدري مجد

2015-10-18


في هذه الفترة لفت الحراك البحريني في سبيل كسب حقوقهم و الحرية السياسية انتباه الإعلام و الرأي العام، مع الأخذ بالنظر واقع أن أكثر الشعب البحريني شيعي و يود بعلاقة قوية و قريبة مع إيران، و قد لفتت إنتباهي رسالة من رئيس الأركان العامة للجيش الإيراني الجنرال فريدون جم في النظام السابق حول أحداث انفصال البحرين عن إيران، و حسب علمي أن الاعتراف باستقلال البحرين من قبل إيران هو نتاج اتفاق سري بين الشاه و بريطانيا و في المقابل حصول الشاه على وعد سيادة إيران على جزيرتي طنب الكبرى و الصغرى و أبو موسى. و تحددت القضية في ارسال لجنة من الأمم المتحدة لأخذ رأي الشعب البحريني في الإستقلال أو البقاء مع إيران. و أخذ الرأي ليس عن طريق الاستفتاء بل عن طريق ارسال لجنة تحقيق من قبل الأمم المتحدة و سلمت هذه اللجنة حسب التحقيقات التي قامت بها أن أكثر الشعب البحريني يطلب الإستقلال.

وقّع الجنرال فريدون جم رسالة في تاريخ 21 أكتوبر العام 1995 و نشرت في العدد 40 لمجلة ره آورد الأمريكية، و هي عن الجلسة التي شكلت في طهران بعد اعلان استقلال البحرين من قبل الأمم المتحدة و كتب (... حضر في هذه الجلسة الشاه مع الوزراء و حضرت بصفتي رئيس أركان الجيش. كان الشاه سعيدا جدا، كانت قضية البحرين الموضوع الأساس للحديث.

إنشغل الحضور بمدح الشاه و بعد نظره و ابعاد مشكلة كبيرة عنا و هم يباركون له عمله، كنت صامتا أقف في زاوية، فجأة وجّه الشاه حديثه لي: (أنتم العسكريون ماذا تقولون في هذا؟).

حسنا أذكر أني قلت له: لأنه ليس لدينا حق في التدخل في القرارات السياسية لذلك لا أعطي رأيي، واجباتنا محددة و علينا في كل الأحوال دعم سياسة بلدنا. قال الشاه حسنا، و لكن لا يمكن ألاّ يكون في داخلك رأي حول الأمر، مثلا كيف ترى عملنا الذي قمنا به في البحرين؟ ... قلت له: الآن و بما أن الشاه سألني عما يدور في داخلي، أعرض لحضرتك إما أن البحرين كانت جزء من إيران أو كنا ندعي بها. أعتقد أن كل الوثائق تدل أن البحرين مثل بقية نقاط هذه المملكة هي جزء من إيران، و على هذا لا أرى هذا الأمر صحيحا بأي صورة و هو أن يسأل قسم من الشعب الإيراني هل تريدون البقاء كجزء من إيران أو تختاروا طريقا آخر. من أعطى مثل هذه الرؤية عن البحرين هم خارجون على القانون و يجب علينا التعامل معهم كما نتعامل مع الخارج على القانون، و لا حق للدول الاجنبية التدخل في شؤوننا الداخلية.

كان الشاه قد سمع شيئا آخر من كل الحضور، بعد برهة قال (أنت تخرف!) ثم انتهى الحديث ...)

عزل فريدون جم بعد وقت قليل من منصب رئاسة الأركان العامة و عين في السفارة الإيرانية في إسبانيا و يعتبر إقصاء محترما، و دعي فريدون جم الى طهران  في الثورة من شابور بختيار لتسلم حقيبة وزارة الدفاع و لكن و بما أن الشاه لم يبقل شروطه و الأمور المفوضة له رفض هذا المنصب، قبل فترة قليلة توفي فريدون جم في لندن.

 

المصدرالفارسي



 
عدد الزوار: 4262



http://oral-history.ir/?page=post&id=5773