مقتطف من ذكريات رمضان

حميد رضى أميني؛ شاهد دهقان

إعداد: فائزة ساساني خاه
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2023-04-16


تتعلق هذه الذكرى بأحد أيام شهر رمضان المبارك العام 1988 في مخيم الموصل بالعراق، مما يظهر لنا بركة شهر رمضان المبارك ومعجزاته. كان اليوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك وأنا وبرفقة الشباب الذين كانوا يصومون وفقًا للقرآن والدين وقيمه، كنا نقضي الأيام في ظروف ومرافق محدودة للغاية. أخبرني أحد أصدقائي أنّ والدته من كل عام في الليل الواحد وعشرون رمضان توزّع الحلوى، ومنذ وفاة والدتي وأنا أفي بهذا النذر. هل يمكنك أن تفي بنذر أمي. عندما رأيت وجه صديقي الحزين، قلت له: الله كريم، إن شاء الله، سيتم الوفاء بنذرك، وكنت أفكر لعدة ساعات عندما تذكرت فجأة حصة الخبز. كان يُعطى كل شخص رغيفين من الخبز في اليوم. مثل خبز الباجيت الخاص بنا، لكن كما يقول الشباب، تحوّل إلى قرميد. سألتُ صديقي ما هو عدد الخبز لدينا. قال صديقي بضعة أقراص؟ قطعت الخبز إلى قطع وأخرجتُ العجين، الذي كان صلبًا للغاية، وقمت بسحق العجين بالشوكة، وصُدم صديقي لحصولنا على الدقيق . ماذا عن الزيت والسكر والمكونات الأخرى؟ قلت ضاحكًا، وهل تحتاج الحلوى إلى كبير عناء! قال ماذا سنفعل قلت سنأخذ الباقي من المطبخ إن شاء الله. كان المطبخ في أيدي العراقيين وكانوا يقدمون كل يوم حصصاً كافية لإعداد الطعام. جهزنا العجين ووزعناه أمام النافذة وظل جافاً حتى يوم غد. وعندما وصلنا أمام المطبخ في صباح اليوم التالي، أخبرت صديقي أنه يجب أن تشدّ انتباه الحراس أنت والشباب أمام المطبخ، وسأوفر أيضًا المعدات اللازمة في هذه المناسبة. أخيرًا، بغض النظر عن مدى صعوبة الأمر، أعددت ما نحتاج إليه وكانت حقًا معجزة. الشباب المنشغلون باعداد شيء للإفطار سواء كان مرق البصل مع الباذنجان المسلوق بدون ملح لا ترجوه للعدو فما بالك بالصديق. باختصار، انتهزت الفرصة وانشغلنا في المطبخ، تم تشكيل الحلاوة، ودعنا نقول فقط، يا لها من حلاوة لذيذة، وفوجئنا بالرائحة ومن أين مصدرها. كنا نقليها حتى تشكل لون الحلاوة، لاحظ العراقيون عملنا وقالوا إن هذا الطعام ممنوع، وصديقي الذي كان خائفين من عدم الوفاء بقسمه وانهيار كل شيء، بمجرد أن أخبرت الحرس العراقي أن هذا للإفطار وخلطه مع الباذنجان ومرق الباذنجان لدينا وسيتم ذلك والعراقيون الذين تفاجأوا اعتقدوا أننا نريد ذلك. ومن المثير للاهتمام أن الحراس العراقيين قالوا إنها لذيذة. أخذنا الحلوى إلى دار المسنين وقسمناها على جميع الشباب. دعني أخبرك ما هو الإفطار المتقن وتفاجأ الجميع. تم تقديم الحلوى أيضًا في المخيم ودعني أخبرك أن نذر صديقي قد تمّ وكان سعيدا جدا لأنه أعطى نذره. ومنذ ذلك الحين أضيفت وجبة إلى وجبة الشباب وهي عبارة عن حلاوة لذيذة، ويدين جميع الشباب بهذه البركة وتوفير مكونات الحلوى لبركة شهر رمضان ومعجزة نذر الإمام علي (ع) وصديقي الذي كان سعيدا جدا ونذر هناك أنه إذا حصل عى حريته سيعدّ الحلوى كل ليلة من ليلة الحادي والعشرين من رمضان بقصد تلك الليلة والمعجزة. وبعد ذلك في إيران، يقوم بإعداد وجبة من الحلاوة الطحينية بنفس الطريقة التي تم إعدادها في الأسر. نشكر الله ونحمده في شهر نزول القرآن برحمته اللامتناهية، وأمل الإفراج عن جميع الأسرى في سجون النظام العراقي، وأمل شفاء جميع قدامى المحاربين في إيران الإسلامية، وبصحة جيدة، وطول عمر قائدنا الحبيب ، وسعادة جميع المعلمين والمعلمين والمديرين المجتهدين الذين كرسوا كل جهودهم لتعليم الشباب.

- العام 1988 ليالي القدر في شهر رمضان المبارك ومن الله التوفيق الأسير المحرر علي رضى أميني.

- العراق معسكر الموصل: منام رقم 1 عدد أفرادها 141 شخصا وعدد سجناء المعسكر 850 شخصا. 1

المصدر: معدني، طاهرة، قطرة من محيط القدر، مذكرات الدفاع المقدس في شهر رمضان، دار أمير محمد، 1383، ص 43.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1110



http://oral-history.ir/?page=post&id=11138