الخصوصية وتفاصيلها في التاريخ الشفهي

حميد قزويني
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2022-10-14


إنّ الخصوصية في عملية تسجيل الذكريات ونشرها لهي قضية تسببت في السنوات الأخيرة مع توسع نشاط الأفراد ومجموعات المذكرات، قد دخلت في القضايا القانونية.

تشمل مقابلات التاريخ الشفهي العلاقات الوثيقة والشخصية بين المُحاورين والرواة ومؤيديهم. هذه العلاقة مهمة لجميع المجموعات. يشعر المحاورون بالالتزام مع الأشخاص الذين سمحوا لهم بتقييم مواقفهم ومشاعرهم. من المؤكد أنّ المصالح المشتركة والمستمرة بين المحاورين والرواة والرعاة لها تأثير على استخدام المقابلات التاريخية الشفوية (كتاب ملاحظات التاريخ الشفهي والمكتبة الوطنية ومنظمة المكتبة الوطنية، ص 275).

من بين ذكريات الأشخاص مهما كان طبقتهم، ثمة مواد تتعلق بأكثر الأقسام الخاصة في حياتهم، وتأتي هذه الخاصية بتساؤل عن مدى حق الباحث التاريخي عن طريق التاريخ الشفوي في البحث، وفي حال الحصول على المعلومة كيف يتمّ المحافظة عليها أو نشرها؟

لذلك، فإنّ الخصوصية التي تشمل المعلومات الفردية، هي حق طبيعي وإنساني لا يتضرر من أي عذر ويسمح لأي شخص بتحديد الحدود لحماية خصوصيته ضد الآخرين؛ لأنّ كل شخص لديه معلومات مهمة والوصول إليها غير المصرح به قد يسبب أضرار نفسية أو جسدية.

في الأساس، إنّ احترام الخصوصية وحمايتها هي الحياة الشخصية والاجتماعية اللازمة وتجعل المواطنين يشعرون بالأمان. الخصوصية ليست منطقة خاصة ويتم تعريفها من خلال موقف الأفراد والثقافة المحيطة بهم.

بالنظر إلى الخصائص الثقافية والأخلاقية والقانونية لكل مجتمع، يجب على نشطاء التاريخ الشفهي احترام السياقات الثقافية والاجتماعية والقانونية للمجتمع، ومسؤولية عملهم، وفقًا لما ذكرته السياقات الثقافية والاجتماعية والقانونية للمجتمع الذي يعيشون فيه. (نفسه 174)

من الواضح، في مثل هذه الحالة، ستكون الاعتبارات الأخلاقية والقانونية هي الحل الأفضل. يمكن أن يسبب الالتفاف على الاعتبارات القانونية عواقب وخيمة على الباحثين، والانحراف عن الاعتبارات الأخلاقية لا يضر فقط بالرواة ويفرض المسؤولية الشديدة على الباحث، ولكن يمكن أن يشوه عمل الآخرين أيضًا. (نفسه 174).

في غضون ذلك، القضية الرئيسية هي احترام الشخص الذي نبحث عنه. يمكن عرض هذا الاحترام بعدة طرق. يجب أن يعتمد على الموافقة الواعية للراوي، حيث يخبر القائم المحاور الراوي بتقرير المقابلة ومواصلة هذا التعاون بناءً على ذلك. يجب أن يكون الرواة على دراية بغرض المقابلة، وكيف تتقدم وتوقعات المقابلة. يحتاج الأشخاص إلى معرفة من يقرأ مقابلاتهم في المستقبل وإتاحة الفرصة للدراسة ومراجعة نسخ المقابلة الخاصة بهم (نفسه).

بالنظر إلى ما مرّ، ربما تكون أفضل طريقة في أي مشروع تاريخ شفهي هو إعداد إرشادات أخلاقية وقانونية ومراقبة تنفيذها.

إذا أصبح باحث التاريخ الشفهي على دراية بضرورياته الأخلاقية قبل المقابلة وأثناء التدريب وتعلم المهنة ويطلب منه مراقبة التعليمات التي أعدتها منظمة دعم المشروع، فسيتم التخلص من العديد من المشكلات.

وأيضًا، من خلال إعداد مقررات، يمكن تعديل علاقات الأطراف مع قضايا مثل المقابلة وعقود النشر والحالات غير المنشورة وممارسات النشر، وما إلى ذلك من البداية في إطار قانوني. بالإضافة إلى ذلك، يجب تضمين ملف الصوت أو الفيديو أو النص على الخصوصية والنقاط الحساسة، أو لاستخدام الملفات الحساسة.

من ناحية أخرى، يجب إبلاغ الأشخاص الذين تمت مقابلتهم بأنهم يمكنهم رفض الإجابة على أي سؤال ومقاطعة الحوار أينما كان ذلك ضروريًا، دون أي مشاكل. (نفسه 177).

النقطة المهمة في هذا الصدد هو التعامل الذكي والدقيق والشفاف دون مجاملات فيما يتعلق بالخصوصية من البداية، والتي ستمنع المزيد من المشكلات. مما لا شك فيه، أنّ الاتفاق الواعي سيمنع سوء المعاملة وانتهاك حقوق الأفراد.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1358



http://oral-history.ir/?page=post&id=10805