مهران، مدينة المرايا ـ 29

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2022-05-22


كنا نتحرك في حقل الألغام، عندما أشعل العراقيون النار في المنطقة بأكملها. ملأت المنطقة التراب والدخان والانفجارات. لذلك لم أستطع رؤية أي شيء. اضطررت إلى الوقوف لتقليل التراب والدخان والنظر إلى الأمام حتى لا أسقط على الألغام.عندما وضحت الرؤية قليلا، تحركت؛ لكني لم أر أفضلي الذي كان يقود سيارته أمامي. كانت هناك طرق مستقيمة أمامنا. تقدمت على نفس الطريق. لكن لم يكن هناك أثر لقواتنا! على الطريق، اشتعلت النيران في دبابة. قبل وصولي إلى الدبابة تم إطلاق وابل من الرصاص نحوي. لم انتبه. مررت بنفس الدبابة وأطلقت رصاصتين من نوع آر بي جي وأدركت أنني أتقدم نحو الخط العراقي. كنت على بعد 200 متر من العراقيين. وقف العراقيون وأطلقوا النار علي. استدرت بسرعة. مع وجود الكثير من الرصاص وقذائف الآر بي جي نحوي، كنت خلف نفس الدبابة. لن تسمح لي شعلة الدبابة بالاقتراب كثيراً منها. في وسط الصحراء، ودون أي حصن، كنت في حيرة من أمري. تركت المحرك على الأرض. أصبت بعدة رصاصات، استلقيت بجانب المحرك. كانت الدبابة المحترقة هي الملجأ الوحيد. كانت الدبابة الوحيدة التي لم تدع رصاصات الآر بي جي تصيبني. ظللت تحت وابل من الرصاص لمدة 10 دقائق. في لحظة قررت رفع المحرك والهروب. قلت بسم الله وقرأت "وجعلنا" و ركبت علي المحرك. أطلق العراقيون  قذيفة هاون 60 وقذيفة آر بي جي. لكن الحمد لله لم أصيب بأي أذي.عندما وصلت إلى الجسر، تمركزت هناك قوات فيلق علي بن أبي طالب (عليه السلام) أوقفوني واستجوبوني. ظنوا أنني جزء من الطابور الخامس. أريتهم بطاقة الهوية. لكنهم لم يقبلوا. شرحت لهم القصة، ولكن لم يقتنعوا. لأنهم بالكاميرا رأوا قصتي كاملة. حتى أنهم اعتقدوا أنني عراقي وقرروا ضربي بقذيفة آر بي جي. باختصار، تعرّف عليّ أحد قادة كتائب فيلق علي بن أبي طالب (عليه السلام)، وبعد اعتذار  شامل، أظهروا لي موقف فرقنا.

وصلت إلى أبناء جيشنا. كانوا يتقدمون. رأيت جاله. تفاجأ برؤيتي وقال: هل انت على قيد الحياة!؟ أخبرنا أفضلي أنّ محسني ذهب نحو القوات العراقية. أشاعوا أنه تم القبض عليك. كان الحاج مستاء جداً من هذا الأمر. لقد أعلنت عن سلامتي لزندي عبر اللاسلكي. كان سعيداً جداً. كما كان شباب وحدتنا في حالة حداد. عندما سُمع صوتي من خلف الراديو، صاحوا جميعاً "الله أكبر".

وصلت إلى قوات الكتيبة. كانوا يتقدمون. وقد واجه بعض الشباب الكتائب، الذين سبقونا بفارق كبير، كتيبة دبابات عراقية، وحفروا ساتراً هناك، وقاموا بمطاردة عدد من الدبابات العراقية. أعطيت المحرك لـ كيخا وقلت له أن يمضي قدماً. بدأنا في الجري مع الشباب. على الرغم من أنّ الدوشكا كانت ثقيلة، إلا أنّ المقاتلين لم يشعروا بالتعب. وبجانب الوادي الضيق كان جسر عراقي سقط فيه عدد من الجثث. كما كان هناك عدد من السيارات المدمرة. بعد بضع دقائق من الجري، وصلنا إلى الساتر الذي كانت تدافع عنه قواتنا، وكانت الدبابات العراقية، التي كانت تتراوح بين 60 و 70 ، أمام الساتر. كما قامت عدد من الجرافات بحفر الساتر. كانت الساعة حوالي التاسعة صباحاً عندما انطلق الشباب ومعهم قذائف الآر بي جي من الساتر إلى الدبابات العراقية وأصابوا 6 منها. في الوقت نفسه، صعد جاله إلى أعلى الساتر بمدفع 106 مثبتاً على سيارة جيب وقام بمطاردة دبابتين. كما وصلت الدبابات وأطلقت الكثير من النيران على القوات العراقية حتى هدمت جميعها. كانت مدينة مهران الواقعة على اليمين تحت الحصار. كان ساترنا يقع تحت قذائف الهاون العراقية من نوع 60. كانت الساعة 11 عندما خرج رتل عراقي من مهران وتوجه نحونا حيث استقبلناهم بالدوشكا. كما أطلقت الوحدات الأخرى نيرانها على هذا الرتل المدجج بالسلاح، وباختصار لم نرحم لا صغيراً ولا كبيراً. عندما أحصيتهم، اشتعلت النيران في سبع سيارات جيب وخمس سيارات إيفا وأربعة راجمة آر بي جي.

وفي تمام الساعة الثانية عشرة ظهرً، أعلن خبر تحرير مهران عبر الراديو، ثم سمع صوت "الله أكبر" من قبل المقاتلين. جلبت القوات اللوجستية الكثير من الفاكهة والأطعمة المعلبة والبسكويت والماء لدرجة لم يأكلها أحد، كما قال الشباب؛ لأنّ الجميع شبعوا ولم يعرفوا ماذا يأكلون! في كل ركن من أركان الساتر، كانت هناك سيارة تقف وفتحت متجراً لنفسها، تقدم جميع أنواع الفواكه والعصائر والبسكويت والمكسرات، وما إلى ذلك للشباب المتمركزين في خط القتال.

مع تحرير مدينة مهران، أخذ العراقيون معظم قواتهم الباقية إلى مرتفعات قلعة ويزان حتى لا يسمحوا بسقوط المرتفعات المهمة لقلعة ويزان التي سيطرت على منطقة مهران بأكملها في أيدي قوي الإسلام.

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1414



http://oral-history.ir/?page=post&id=10548