مهران، مدينة المرايا ـ 24

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2022-04-11


عندما وصلنا، استقبلتنا مروحيتان عراقيتان بعدة صواريخ. عندما وصلنا صاح أحد قادة الجيش خلف اللاسلكي:

ـ أتوا مَن لا يرتدون قبعات، لا تقلقوا.

علمت أنهم يقصدوننا، قوات التعبئة.

ـ يا للعجب، نحن من لم يضع القبعات؟!

لم يكن الشباب قد استقروا بشكل صحيح بعد عندما ظهرتا طائرتان مروحيتان عراقيتان أمامنا وهاجمتنا بوابل من الصواريخ. عند رؤية المروحيات، نهضت قواتنا وأسقطت المروحيات بالمدفعية، آر بي جي، والدوشكا، وما إلى ذلك. قوات الجيش تفاجأت من عمل أبناء  الباسيج وأفرحتهم كثيراً.

في ذلك اليوم، قتلت الطائرات أثنين من مقاتلي رفسنجان وذهبا للقاء ربهما، أرض الشهداء..

وهربت المروحيات بعد اطلاق الرصاص من قبل مقاتلينا. ومن يسارنا هاجمت قوات جيش الرسول (ص) عدة مرتفعات عليها العراقيون وتمكنوا من صدهم.

كانت الساعة الثالثة عندما كنت أرغب في العودة لإحضار الذخيرة والإمدادات لوحدتنا. عندما جئت إلى جانب السيارة، رأيت أن السيارة قد تم تدميرها بشظايا المقذوفات. نظرت إلى محركها. كان آمناً، فقط المبرد تم ثقبه في المنتصف. كان علي أن أجلس خلف عجلة القيادة وأتحرك. لمنع سخونة السيارة، أخذت معي جالوناً من الماء. اضطررت للوقوف كل 500 متر تحت قذائف الهاون العراقية، التي أبقت الطريق تحت النيران، وأسكب بعض الماء في المبرد. استغرق الأمر مني ساعة للوصول إلى المخيم. أخذت السيارة إلى ورشة التصليح وحصلت على سيارة أخرى، وأرسلت الماء والطعام والذخيرة للشباب، وبقيت في المخيم بنفسي. بدأ الشباب المجتهدون في ورشة االتصليح بتصليح سيارتي في تلك الليلة.

في صباح اليوم التالي، حوالي الساعة 11 صباحاً، ذهبت إلى نهر لجلب الذخيرة للشباب. على طول النهر كانت هناك غابة صغيرة بين ارتفاعين حيث تمركز أسلحة الفيلق فيها. أثناء التحميل أصابت رصاصتان عراقيتان من طراز كاتيوشا ساق حميد عسكري، رئيس مقر الفيلق.

بعد تحميل الذخيرة مشينا إلى الخط مع السائق منصور تغرلي. فجأة، بدأت مجموعة من قذائف الهاون تتساقط علي رؤوسنا. أطلق الرصاص الكثير من الدخان والغبار في الهواء لدرجة أنه كان من المستحيل الرؤية. كان علينا أن نترك السيارة ونستلقي على الأرض. لأنّ الطريق كان في أيدي العراقيين لفترة [1]، فقد امتلكوه ورأوا سيارتنا، وكان من الواضح أنهم كانوا ينوون رمي جميع قذائف الهاون لكي نقع بأيديهم. لكن بغض النظر عن عدد الرصاصات التي أطلقوها، لم تصيب السيارة. ترجلنا أنا ومنصور على الفور من السيارة. لم يكن هناك مأوى نلجأ إليه. فقط حجر صغير بحجم صفيح 17 كيلوغرام يمكن أن يلفت انتباهنا. كلانا يرقد وراء ذلك الحجر. كانت الفائدة الوحيدة لهذا الحجر هو الحفاظ على رؤوسنا فقط من شظايا القذائف. منصور، ولأنه جاء لتوه إلى الجبهة ولم يشاهد مثل هذه المشاهد حتى ذلك اليوم، كان خائفاً للغاية ووجهه وحاجبه مجعدان وجبهته الحزينة المصحوبة ببكاء الدموع، حددت صورة رعبه بشكل كبير.

في تلك اللحظة، كنت أنتظر السيارة المليئة بالذخيرة أن تنفجر وتقطعنا أرباً إرباً. ولم تتوقف قذائف الهاون للحظة. إذا أردنا النهوض والابتعاد عن السيارة، فلا شك أننا سنواجه الشظايا المحترقة التي ستمزق أجسادنا.

ـ إلهي وربي! من لي غيرك.[2]

ـ كرومب!...كرومب!...

ـ وز....وز....و...

إنّ برعم الدعاء الذي يخرج من غصن لساننا وصوت الهاون والشظايا المحترقة هي صور تراودني في ذهني لحظات الأمل والخوف تلك. أصابتنا قرابة 60-70 قذيفة هاون. كان شخصان على دراجات نارية يقتربان من الطريق عندما انفجر الرصاص أمامهما مما أدى إلى إصابتهما واشتعال النار في الدراجة النارية. أصابتنا آخر قذيفة هاون على بعد 10 أمتار، ومرت شظاياها فوق رؤوسنا، وسقطت بضع شظايا كبيرة على الصخرة التي خلفنا. لم توقف بكاء منصور. أخبرته أن يثق بالله وأن يرضى برضائه، بعد حوالي 20 دقيقة عندما أصيبت شظايا عديدة السيارة، أدركت أن الرصاصة التالية ستصيب السيارة بشدة. لأنّ العراقيين كانوا موجودين بنفس الطريقة. أخبرت منصور أنني سأحرك السيارة وأسير بسرعة؛ حاول ركوب السيارة أثناء الحركة. فتحت السيارة وبدأت أتحرك أناشد أبو الفضل العباس عليه السلام. قفز منصور من مؤخرة السيارة ونام على نفس الذخيرة. أطلقت حولنا بضع رصاصات وأطلقت شظايا باتجاه السيارة وستصيب منصور بمقتل إذا ما كان جالساً...عندما أسرعنا بالخروج ووقفنا خلف تل، شجعت منصور وأخبرته عن الإيمان والثقة بالله والثقة فيه، وأخيراً همست الأبيات الشعرية التالية:

إذا كان قد يحرسني وأنا أعلم بذلك...

إذا كان قد يحرسني وأنا أعلم بذلك...

سيحفظنا من كل شيء...

عندما غادرنا، سقطت القذائف. كانت عدة سيارات وسيارات إسعاف تقف خلف التل تنتظر توقف النيران. أخبرت إحدى سيارات الإسعاف أن شخصين أصيبا حيث كنا. انتقلوا على الفور. وأصابتهم بضع رصاصات. دون خوف، حملوا الجرحى وغادروا. تفاجأ منصور برؤية هذا المشهد.

يُتبع...

 

 

 

 

-----------------------

[1]. تعيين يشير إلى التحديد التقريبي للمسافة بين الهدف والقوات الخاصة به.

[2]مقتطفات من دعاء كميل، إلهي!من لي غيرك؟

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1473



http://oral-history.ir/?page=post&id=10483