مهران، مدينة المرايا ـ 20

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2022-02-25


ظل الشباب يسألون عن العملية. على الرغم من أنني كنت متعباً، فقد أجبتهم. لم أشعر بالتعب في ظل تواجدي مع الشباب. قلت لغلام حسين كيخا:

ـ خذ مفتاح السيارة واصطحب اللاسلكي معك وانقل الإمدادات، واحضر الماء والطعام، ثم اصطحب قارب الإمداد للذهاب نحو رصيف الفيلق ومن هناك استقل السيارة وانطلق نحو الشباب. وإذا حدث أي شيء أخبروني، وسأصل إليكم.

 بعد العشاء والشاي، وضعت جسدي المتعب على الفراش. يا له من نوم هانئ! استيقظت في الخامسة صباحاً، وأقمت صلاتي، وبعد تناول الإفطار، ذهبت للحصول على الإمدادات للحصول على البطارية - من أجل الاتصال اللاسلكي. بالقرب من قسم اللوجستيات رأيت "مراد رجوي" - أحد أعضاء الحرس الثوري. بعد التحية والسلام، سألني من أين أتيت. قلت من نفس الطريق. قال:

ـ ستدفع ثمن ذلك!

ـ لماذا؟!

ـ ألقت الطائرات قبل ساعة عدة قنابل كيماوية على الطريق ولم يتم تطهيرها بعد.

ـ لا تهتم بذلك! لا يوجد في بادنجان بم أي سموم!

أخذت البطارية من الخدمات اللوجستية وذهبت إلى الرصيف بالقارب. اتصلت. جاءني كيخا بالسيارة. ذهبنا إلى الشباب معاً. تناولنا طعام الغداء في الساعة 12. كان النعاس في عيني. نمت على أريكة داخل خندق عراقي. كانت الساعة الواحدة صباحاً عندما استيقظت من نومي وحرقان وألم في عيني، كنت في مزاج سيء. لم تكن عيناي تبصران. أدركت أنني أصبت كيميائياً. نقلني كيخا على الفور إلى غرفة الطوارئ. في غرفة الطوارئ، رأيت شهسوار إبراهيمي، ابن خالة أبي. كان مسعفاً وعمل في قسم طوارئ الفيلق. لقد رأيته قبل العملية. كان مستاء جداً لرؤيتي. قال لي:

ـ حالتك سيئة للغاية يجب أن يتم إرسالك إلى طهران على الفور.

لم أقبل بما قاله لي. بعد أن تلقيت الحقن وغسيل العينين ذهبت إلى مقر الوحدة. بعد ساعة شعرت بالمرض وتقيأت دماً. أخذني الشباب إلى غرفة الطوارئ. جاء شهسوار وألقى بي بالقوة في سيارة الإسعاف. تحركت سيارة الإسعاف. كانت عيناي تحترقان، وكان حلقي مغلقاً، وكانت أنفاسي معدودة وأتنفس ببطء كبير. كنت ألف نفسي بالألم مثل الثعبان. لم أعد أعي ما يدور حولي.

عندما استيقظت وجدت نفسي على السرير في صالة كبيرة. كان هناك العديد من الجرحى بجانبي، وجميعهم أصيبوا كيميائياً وكانوا يفركون عيونهم باستمرار بأيديهم من الألم. جاء شخصان. أمسكوا بي من الإبطين وأخرجوني من القاعة. رأيت الطائرات خارج القاعة. تم نقلي إلى الطائرة. لقد سالتهم:

ـ أين نحن؟

ـ انديمشك.

رُفعت عن طريق  سلّم الطائرة. لم تستطع عيني الرؤية. عندما صعدت إلى الطائرة التي كانت مليئة بالجرحى، سمعت أصواتاً تنادي من جميع الجهات. بسبب التهاب الحلق والحرق في عيني، لم أكن أعرف من هم وأين وكيف عرفوني. كنت أتقدم عندما جاءني حاتم صفي نجاد. لقد ناداني. كنت أعرفه. كنت مندهشا جداً. لأنني عندما أصبت بالكيميائي، كان حاتم في الخط الأمامي للجبهة. اعتقدت  ولأنني سيئ الحال، أني أتوهم. أمسك حاتم بيدي وأجلسني على الكرسي. لقد سالته:

  • ماذا حدث؟ ولماذا أنت هنا؟

بعد نصف ساعة من إرسالك إلى غرفة الطوارئ، قصفت الطائرات كيميائياً ساتر الوحدة. باستثناء غلام حسين كيخا وعدد قليل من الآخرين، أصيب جميع الشباب بالمواد الكيميائية. تم إحضارنا إلى الأهواز بطائرة مروحية ومن هناك في سيارة إسعاف ليتم نقلنا إلى طهران بالطائرة.

على متن الطائرة، كان الشباب الذين كانوا أفضل حالاً مني قليلاً يأتون إليّ ويبكون من الألم. لم يمض وقت طويل قبل إقلاع الطائرة، وعندما استعدت وعيي، كنا في طهران مقابل مستشفى الإمام الحسين (عليه السلام) دخلت المستشفى لمدة أسبوع. وبعد أسبوع تم ترخيص حاتم صفي نجاد. كانت حالتي الصحية ليست على ما يرام بعد. قال الأطباء إنني يجب أن أكون ضيفهم لبضعة أيام أخرى.

يُتبع...

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1606



http://oral-history.ir/?page=post&id=10418