مهران،مدينة المرايا ـ 9

خسرو محسني
ترجمة: حسن حيدري

2021-12-23


جلبت القوات اللوجستية الملابس والأحذية والمعلبات ووزعتها على المقاتلين. حصلت على عدد من الملابس وزوج من الأحذية. خلعت بدلة الغوص الخاصة بي وسلمتها. مع جاله ومرادي، تقدمنا ​​إلى الأمام. توقف المطر. اشتبكت الكتيبة 417 بالقرب من ثكنة غشلة. بحلول هذا الوقت، كانت العملية جارية على قدم وساق. وصلنا إلى جسر. خلف الساتر كان هناك طريق يؤدي إلى الفاو وقاعدة الصواريخ. على هذا الجانب من الجسر كان عدد من الجرحي يحتاجون للعلاج. كم هو مؤلم! كانت التربة الباردة وملتهبة بالأنين الدافئ لمن مزقت أجسادهم الشظايا والرصاص. وأتساءل ماذا ستقول هذه الأرض يوم القيامة؟

كانت هناك بعض الخنادق حولنا لم يتم تطهيرها بعد. ومن داخل الخنادق أصيب عدد من الجرحى بالرصاص وأصيب عدد من الجرحى والشهداء وعدد آخر بالرصاص. ذهبنا إلى الخنادق. خرج عدد من العراقيين من الخندق وركضوا باتجاه القصب. وبوابل من أسلحة جاله، قُتل اثنان منهم. قمنا بإلقاء القبض على 10 أشخاص ونقلناهم إلى صفوف الجرحى. نسي الجرحى آلامهم فرحاً. في الوقت نفسه، أحضروا 80 أسيراً من الجبهة وأرسلناهم جميعاً إلى خندق كبير. عبرنا الساتر بعد تلك الملحمة. وخلفه، في بداية الطريق، كانت هناك دبابتان بقنابل يدوية في حالة دمار، ومن حولهما جثث ستة عراقيين. سلكنا الطريق. حول الطريق كان هناك قصبة واسعة لا يمكن دخولها بأي شكل من الأشكال، لأنّ بعض العراقيين هربوا إلى القصب. على جانبي الطريق، نصبنا كميناً وأسرنا العراقيين الذين أرادوا الخروج من القصب. بدأنا في الجري للوصول إلى الشباب في الخط الأمامي. وصلنا إلى الكتيبة 417. وكان أبناء الكتيبة يقاتلون العراقيين في ثكنات غشلة. حيث كانت ثكنة غشلة المصنوعة من الخرسانة صامدة جداً. أمام الثكنات كانت هناك منصة يتمركز عليها مدفع مضاد للطائرات رباعي البراميل. وقتل شباب الكتيبة طاقم المضاد للطائرات. وعندما رأى العراقيون أنّ المقاومة غير مجدية، استسلم بعضهم قائلين "الله أكبر" و "الموت لصدام" . في خضم الاشتباك، كانت سيارة من طراز إيفا وسيارة جيب على وشك الفرار عندما قصفها المقاتلون بآر بي جي. بعد نصف ساعة من القتال، سقطت حامية غشلة. وقتل وجرح وأسر من تمركزوا في الثكنات وفر عدد قليل منهم وسط القصب. وصلت كتيبة إلى الثكنة لتطهيرها. بدأت الكتيبة 417 في التقدم. هنا ودعت جالة ومرادي. دخلت داخل مبنى الثكنة. وسقطت جثث عراقية على زوايا المبنى وأثارت رائحة الجثث المحترقة حفيظة عروق الوداج. كما اشتعلت النيران في عدة سيارات. قام الشباب بجمع الأسرى في مكان واحد. تقدمنا ​​مع أبناء الكتيبة. قطعنا مسافة 500 متر حتى وصلنا إلى سهل صافي بعد العبور من القصب. في السهل وصلنا إلى مقر وحدة الهاون العراقية التي أحاطت بالأسلاك الشائكة. وكان هناك عدد من الجرحى العراقيين الذين تم أسرهم جميعاً. وسقطت عدة قذائف هاون ذخائرها سليمة. أظهرت السماء شفق الهواء. كان أمامنا حاجز أطلق منه العراقيون النار علينا. اختبأ أبناء الكتيبة في الساتر بمركز لقذيفة الهاون. أمام الجسر كانت هناك جرافة تعمل. تم الاعلان لاسلكيا نبأ حصار "قاعدة الصواريخ العراقية". هذا الخبر شحذ أرواح الشباب للإستمرار في القتال والتقدم.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1784



http://oral-history.ir/?page=post&id=10285