تعريف كتاب "اجلس لبرهة حتى يمر المطر ..."

مقتطفات من حياة المعلم الشهيد سيد أمير حسين موسوي، عن شمسي فلاحتي زوجة الشهيد.

فريدون حيدري مُلك ميان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-10-10


كتبت ليلى داورزني "اجلس لفترة حتى يمر المطر ..." صدرت الطبعة الأولى في عام 2021م عن مكتب الثقافة ودراسات الاستدامة في زنجان منشورات سورة مهر (التابعة لدائرة الفنون)، في 280 صفحة و 1250 نسخة، وتم عرضه للقراء  بسعر 55000 تومان.

للوهلة الأولى، ما يلفت الانتباه هو غلاف الكتاب، فإنّ العمل يحتوي على طباعة وتجليد جيد ومقبول.

وبحسب الفهرست، فإنّ محتويات الكتاب هي: بدلاً من المقدمة، هناك خمسة عشر فصلاً، ووصية الشهيد، وصور ووثائق. ويشير المؤلف في المقدمة إلى أنّ "هذا الكتاب عبارة عن زواج بسيط وحميمي". قصة حياة قصيرة لكنها رومانسي". (ص 12)

"اجلس لبرهة حتى يمر المطر ..." مذكرات السيدة شمسي فلاحتي، والتي من خلالها تتعامل مع معرفتها بالسيد أمير حسين موسوي، وزواجهما، وحياتهما معاً، وأخيراً الحديث عن استشهاده. وبهذه الطريقة يتعرف قارئ الكتاب على جزء من حياة هذا المعلم الشهيد. من ناحية أخرى، لا ينبغي إغفال عمل المؤلف، مقابلة زوجة الشهيد وأهله وأصدقائه استغرقت ثلاث سنوات. حتى خلال هذه الفترة، ذهب عدة مرات مع عائلة الشهيد إلى قرية إبدال، مسقط رأس الشهيد، ليشهد بنفسه على كل ما كان من المفترض أن يأتي به في الكتاب. كما يؤكد، إنّ وجوده في ذلك المنزل الريفي الجميل ساعده كثيراً في كتابة المذكرات. بعد كل جلسة مقابلة، أمام الكمبيوتر واستمع إلى المحادثات المسجلة. أثناء كتابته، ظهرت أسئلة جديدة كتبها ليطرحها في المقابلة التالية. في هذه الأثناء، يبحث أحياناً في الإنترنت لتكييف ما يسمعه من الراوي مع الأحداث التاريخية للثورة والدفاع المقدس. في بعض الحالات، كان يجتمع معهم للمناقشة والتوصل إلى نتيجة مشتركة. بعد ذلك، وبعد نهاية المقابلات، بدأ في كتابة أجزاء من النص تم حذفها تارة وتارة أخري يقوم بإعادة كتابتها بالكامل بناءً على طلب الراوي، بحيث يتم سرد الذكريات في النهاية بطريقة سردية. وبهذه الطريقة ينجح المؤلف في إيصال العمل إلى مرحلة إعادة الكتابة وسياقها بشكل نهائي.

تصف الراوية (شمسي) في الفصل الأول من الكتاب فترات الدراسة. من الذهاب إلى المدرسة في سن السابعة نحو الحاجة (معصومة) وختم القرآن الكريم في عامين ثم الالتحاق بستة صفوف ابتدائية في مدرسة علائي الإبتدائية. أمضت ثلاث سنوات في مدرسة شاهدوخت الثانوية في زنجان ثم ذهبت إلى جامعة بندر عباس للدراسة. حتى عادت إلى زنجان وبدأت التدريس في الصف الثالث في مدرسة خاقاني التي تزامنت مع عام 1978، أي عندما اشتدت النضالات الثورية للشعب يوماً بعد يوم. سيد أمير حسين موسوي هو أيضاً كان زميلاً لها في نفس المدرسة وتعامل معها وأحبّها بسبب حجابها وتواضعها ومعتقداتها وقرر حينها خطوبتها.

أما الفصول من الثاني إلى السابع فهي مخصصة للتحضير للزواج وبدء حياة مشتركة مع التعليم ومواكبة نضالات الناس حتى النصر الكامل للثورة الإسلامية ... بعد ذلك يولد طفلهم الأول ويخرجون أحياناً في جولات عائلية. يسمح لهم الصيف الحار القادم بقضاء ثلاثة أشهر في قرية أجدادهم. في المساء يمشون معاً في الحديقة. يصل أمير حسين للعمل في الحديقة: يقطع الأشجار، ويعتني بالأزهار، ويفتح المجرى المائي، وتعانق السيدة (شمسي) وابنهما ميثم وتمشي خلفه. نعم، كانوا يقضون أياماً سعيدة.

ويبدأ الفصل الثامن في 20 سبتمبر 1980 م، ويرافقه هجوم مفاجئ للجيش العراقي على الحدود الغربية والجنوبية وضربة جوية على عدة مطارات إيرانية. أفادت الأنباء أنّ عدداً من طائرات الميغ العراقية تحلق فوق مطاري طهران وتبريز. تحدثت الأخبار في اليوم التالي عن التفجيرات الهائلة. كما استهدفت القاذفات العراقية مطارات عدة مدن وأجزاء مختلفة من سنندج ودزفول ومحطة كهرباء تبريز وقاعدة همدان الجوية وعدة محافظات أخرى. إعلان حرب عامة! في نهاية المطاف، أي في نهاية شهر أكتوبر، أمر الإمام الخميني الناس بالجهاد، وأصبح الناس، بشكل فردي أو جماعي، حريصين على المشاركة في الجبهة والحرب لمواجهة العدو. تنشط السيدة شمسي بشتى الطرق في مدرستها التي أصبحت قاعدة شعبية، وتوفر مستلزمات الحرب للمحاربين، مثل المأكل والملبس. على الرغم من أنّ أمير حسين يتحمل مسؤولية ثقيلة في التعليم، إلا أنه كان يتحدث عن الذهاب إلى الجبهة ليلاً ونهاراً لبعض الوقت. كان يجب أن يذهب وعليهما (شمسي وابنها ميثم) الاعتناء بأنفسهم. وأخيراً يأتي اليوم الموعود: يغلق حقيبته ويذهب بهدوء إلى الجبهة. هذا هو رحيله الأول.

في الفصل التاسع، وفي إمتداد سياق الفصل السابق، تحدثت السيدة شمسي عن نية أمير حسين التوجه إلى الجبهة من جديد وعن عزمه، وأنها حامل من جديد. إنه الشهر الأخير من حملها الذي يستعد أمير حسين للرحيل. تضغط السيدة شمسي على شفتيها بإحكام حتى لا يرتفع كاحلها لتتبعه حتي باب منزلهما، لكنها تشعر بأنّ الباب قريب من خلفها وتشعر بشيء يسقط بداخلها. تفتح الباب مرة أخرى وتمشي عبر الباب لتعد خطواته وهو يعبر الزقاق. لكن أمير حسين لا ينظر خلفه إطلاقاً. تبقى واقفة لبضع لحظات. أخيراً أغلقت الباب وجلست هناك خلف الباب وهي تبكي وتذرف الدموع.

الفصول من العاشر إلى الخامس عشر مكرسة بالكامل لرواية السيدة شمسي فلاحاتي عن استشهاد زوجها سيد أمير حسين موسوي، ثم ولادة ابنتهما كلثوم بعد استشهاد والدها الشهيد. أطفالها يلعبون وهي تقوم بتربيتهم، بينما كان ميثم وكلثوم ينامان في الظلام مع صورة الشهيد، وهي وحدها وتتحدث وتحزن وتبكي، وتلجأ  إلى الله الواحد وتتحدث معه وتطلب منه العون والرضا. وهكذا عندما يكبر الأطفال ويكبرون أكثر فأكثر، عندما تريد والدتهم أن تعلمهم شيئاً ما، فإنها تعطيهم مثالاً من حياة أبيهم وتتحدث عنها، ثم يحاول الأطفال السير على خطى والدهم الشهيد، وتقليده وتطبيقه في حياتهم.

زيُنت نهاية الكتاب بوصيتين من معلم الشهيد سيد أمير حسين موسوي الذي كتب الأولى لزوجته مذكراً إياها بالتعليمات اللازمة في بعض الأمور الشخصية والدينية، والثانية لأهله وأصدقائه، وجميع إخوته وأخواته المتدينين، ويطلب السماح منهم  وفي النهاية ينصح الجميع: "... لا تنسوا القرب من الله والتقوى وعدم الانفصال عن القرآن والاهتمام بالفقراء والمساكين والصبر والشكيمة"  .(ص260)

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1887



http://oral-history.ir/?page=post&id=10149