الرحلة المطرية ـ 2

محمد حسين قدمي
ترجمة: حسن حيدري

2019-6-15


يصل حديثنا إلي هذه النقطة:

يقولون إنهم فتحوا السدّ بشكل متعمد!

بالطبع في هذه الأيام سوق الشائعات علي أشدّه يريدون أن يجعلوا من الناس متشائمين تجاه جهات معنية، يجب أن يكونوا علي دراية ووعي بما يحدث من حولهم. يجب أن يقال لهم أن هناك نهرين يصبان في نهر كارون وليس نهر الكرخة! لكن بعد مرور 5 أو 6 أيام، تغير الوضع، والجهود الحثيثة التي قام بها الحرس الثوري، والجيش والباسيج، غيرت وجهات نظرهم، حيث تغيرت آرائهم  وباتوا يقدمون كلمات الشكر.

ـ من زار المكان أيضا من المسؤولين؟

ـ لقد جاء المحافظ السيد خادمي، علي متن مروحية. كما جاء وزير الدولة علي متن المروحية ونظر إلي الأوضاع وذهب ثانية. كما جاء كل من العميد جعفري والعميد باقري وتفقدا أحوال الأهالي. كما جاء العميد نقدي وقال: سأقدم لكم ما أستطيع فعله.

ـ ومن سوي المسؤولين؟

لم ينته حوار الشباب حتي منتصف الليل. ذهبت إلي الفناء لأستنشق الهواء. مررت من طريق ضيق ومملوء بالطين ومظلم حيث كان يقع خلف المسجد حتي أصل إلي الفناء الرئيسي. كان الشباب يدردشون ويحتسون الشاي. كان إثنان منهم يتوضئان للصلاة ومعهم رجل طاعن في السن وسيمائه منيرة وواضع كوفية علي رقبته ويوزع الشكلات علي من حوله.

كما كان هناك عدد من الأصدقاء جالسين في المسجد ويتحدثون حول مواضيع مختلفة. كما كان البعض يرتل سورة الواقعة قبل الخلود إلي النوم... وباقي الشباب الذين أنهكهم التعب والجهود المبذولة طيلة النهار، ناموا ليأخذوا قسطاً من الراحة.

ذهبت قليلاً لأتفقد الفناء الواقع أمام المدخل. كان الشباب يترددون بشغف وشوق كبيرين. يشبه الوضع الجبهة إلي حد كبير، الدردشة والنقاش علي أشده، هناك من غسل ملابسه ووضعها علي الحبال والجدران، كما هناك عدد من الأخوة يتوضؤن للصلاة ... ورجل دين قابض بيده على إبريق من الشاي ليحتسي منه رفاقه ودائماً يردد الصلوات.

ـ هلمّوا واحتسوا الشاي... إنّ الشاي يضفي عليكم الهدوء، ستندمون إذا لم تحتسوا من هذا الشاي...

15 أبريل عام 2019م

الدوائر الحكومية مشغولة بالعمل اليوم. كان إفطارنا عبارة عن الشاي والخبز والجبن والبيض المقلي. فجأة تذكرت سيدنا سيد مرتضي آويني. جاء في إحد الأيام إلي مكتبنا في الصباح وقلت له آنذاك: "يا سيد مرتضي، اليوم أصبحت أنيقاً للغاية، ونورك يشع من بعيد... ماذا تناولت على الإفطار؟!" أجاب قائلاً: "نعم، أكلت مصباحين!هل تريدون مما أكلت؟"

نحن على استعداد للذهاب بعد الإفطار. قبل أن يستعد الأصدقاء للذهاب، أخذت جولة في فناء وأزقة المكان. قبل أن نخرج من هناك، وقعت عيني علي الآليات الملطخة بالطين والتي كانت متكئة علي الجدران ولم تستيقظ بعد! أول صورة فوتوغرافية حصلت عليها اليوم هي من الآليات المتعبة. بعد ذلك ركبنا علي متن تلك السيارة البيضاء وعبرنا من الأزقة حتي وصلنا لأول ساحة...

ـ هذه ساحة الشهداء وبعدها ساحة البلدية!

كان السيد ضرابي مضطرباً جداً:

سنذهب قريباً إلى أقصى منطقة تم تدميرها، ثم نذهب نحو جسر "بل دختر" لنري مدي الدمار الذي لحق به.

وصلنا إلي الحي الإداري، وظهر أمامنا رجل بملابس رثّة.

ـ لقد غمرت المياه منزلي، ولم آكل الطعام منذ أيام وأشعر بالجوع الشديد...

ـ أي لم تأكل شيئاً طيلة هذه الأيام؟

ـ نعم، نأكل الفاصوليا ومعلبات السمك منذ 12 يوماً.

ـ هل أتوا بشيء إلي منزلكم؟

ـ نعم، لكن...

همس السيد "ضرابي" في أذني قائلاً: "لاتهتم كثيراً، هؤلاء عندما يرون شخص غريب يتعاملون معه بهذه الطريقة".

لازال ذلك الرجل يتألم.

ـ كان لديه 8 أطفال.

سألت عن عنوان البيت، كان يقول إنّ البيت قد غمرته المياه!

مررنا مشياً علي الأقدام من عدة أزقة. لقد بدأ الجهاديون عملهم بكل شغف ونشاط. لا يمكن العبور من هناك دون بسطال، حيث أصبحت نادرة جداً، يجب أن نبحث عن صديق للعثور عليها. من أجل الحصول عليها ذهبنا إلي قاعة أمين حيث يوجد هناك مقر شعبي باسم الإمام الرضا (عليه السلام). سامان، وجد صديقه مهرداد لك هناك، واستلم منه ما نحتاجه وأخذنا معه مقابلة أيضاً. بدأ قبل أن نسأله عن أي شيء قائلاً:

ـ لقد أشار الحاج قاسمي قبل ليلتين إلي نقطة مهمة، كان يقول إنني قمت بالتدريس لفترة 10 أعوام في إدارة الأزمات، لم أهتم بالقدرات الشعبية بهذا الشكل علي الإطلاق! ما رأيته هنا، جعلني أمن به بشكل حقيقي. تري الشخص يبذل قصاري جهده دون أن يتمتع بالإمكانيات اللازمة مثل الطعام وماشابه ذلك!

ـ أين أبناء الكرامة؟

ـ اليوم ذهبوا وجاء أبناء كرج بدلاً منهم.لاتنسون الحديث مع علي نظري، لديه الكثير مما يقوله لكم.

تجذبني الشعارات الموجودة على الطاولة: "تأكد من أنّ الله ينظر إليك"، "إنّ العمل لله ولا يوجد أي متعاب فيه"، العمل لله، لماذا نقولها؟ "سنجعل التعب يتعب من قدرتنا وعزيمتنا"...

كان مهرداد منشغلاً لغاية الآن بالمقابلة، كان يطمح أن لانرجع دون الحصول علي نتائج، يتحدث بحذاقة ومسؤولية:

ـ من فضلكم لاتنسون الحديث مع السيد.. لديه مايقوله... كما قدمت قوات فاطميين والعراقيين إلي هنا أيضاً... إصبروا حتي اتصل بهم.... ألو سيد، سيأتون أبناء  دائرة الفنون نحوك وعليك أن تقدم لهم المساعدة... أين العراقيون الآن؟... نعم يريدون أن يجروا المقابلات... جيد.. هل هم في قسم التمريض؟... شكرا جزيلاً.

الوقت يداهمنا. ننوي الذهاب، لكنه لم ينته بعد..

ـ سجّل رقم هاتف الحاج داود من فضلك. إنه يرافق السيد هاشم....0912 .... تمهلوا حتي اتصل به...ألو، أبناء المركز الفني يريدون لقاء السيد، أين بامكانهم ملاقاته؟...نعم، سينسق معكم السيد سمان، شكرا جزيلا...

ذهب السيد كيوان نيا ليتصل من المطبخ، أمسكه السيد ضرابي من الخلف من ياقته:

ـ أين تذهب! إجلس لكي نذهب، تأخرنا كثيراً، "إنّ الحشد الشعبي" واجب الآن!

استلم البساطيل وجهزنا للذهاب. الآن ستدور الذكريات داخل السيارة حول البساطيل و... إلخ

ـ يسأل الصحفي المقاتل في الجبهة ويقول له ما هواستنباطك من الحرب، يقول له بسطال فقط!

ـ قالوا لمقاتل لماذا أتيت إلي الجبهة، قال لا أدري، أمرونا بالمجيء فأتينا إلي هنا!

كما قلت ذكريات لايمكن كتابتها!

ـ عن أي شيء تتحدث؟!

نعم نصل إلي كلية التمريض. كتبوا علي جدارها: "ساعدك الله يا رفيقنا".

ندخل إلي. هناك ضجة داخل الكلية. الطين والرمال والطاولة والكراسي والتي يتم تفريغها من داخل الصفوف إلي الخارج ويعبئونها داخل الشاحنات. تري هنا حضور طلاب الحوزات بشكل لافت. يتسابقون علي العمل بجد وشوق لايوصف.

كان الفناء كبير جداً، الطين والنفايات توجد بشكل كبير. ندخل داخلها بتلك البساطيل التي نرتديها. نمر من الممرات الضيقة والصفوف المظلمة. كانت لاصقة كعش النمل. كانت حواجز غريبة. والطريق يتخلله الطين والمياه. لا يمكن للعين أن تعمل بسهولة. ترفع قدماك بصعوبة بالغة.

إذا لم تتوخَ الحيطة والحذر، ستقع داخل حفرة من المياه الآسنة. لازالت كهرباء المدينة غير متصلة. إذا كان هناك ضوء  فهو نور مصباح النقال أو المصباح اليدوي فقط. يجب أن تجعل الكاميرا جاهزة لالتقاط أحدث الصور، لعل وعسي نلتقط صورة جيدة. لا يمكن مشاهدة أي شيء يذكر. فقط صوت الكرك وأنفاس الشباب الذين يعملون بإخلاص ودون رياء. يمكن أن تشاهد أعلي درجات الإخلاص والجهاد بالنفس في تلك اللحظات، حيث لاتوجد كاميرا هناك ولاضوء يغطي تلك الأجواء الدامسة... هؤلاء اختاروا غياهب الليل ليصلوا إلي النور. لم يهربوا من الضوء، بل لايريدون أن يراهم أحد، يأملون بأنّ يراهم الله عز وجل فقط وليس عباد الله، لكن للكاميرا أيضاً مهمة ويجب أن تعمل بواجباتها. ليس من المستغرب أن بطارية كاميرتي وكاميرا كيوان ليستا علي ما يرام!

لم يكن هناك مكان للبقاء ثانية، يجب أن نعود للخلف، من آثار متبقية من الطين علي وجوهنا. نضرب المثل بشعارات أبناء العراق، هناك شخصية تدخل المعركة. ذهبنا نحو باب المدخل، نعم، "سيد هاشم حيدر" أحد رؤساء وقادة "الحشد الشعبي" العراقي. هو نفس قوات التعبئة. كان مبتسماً ورزيناً وكله عزم وإرادة، لقد تعززت قوات "الحشد" بشكل كبير ويطلقون شعارات معبرة. كما كانوا يتسابقون علي التقاط الصور التذكارية. لقد شمّر السيد عن ساعد الجد وذهب نحو الغرف المملوء بالطين وحيث الفيضانات. كان أحد الشباب يصيح بصوت عال من بعيد: "سماحة الحاج تمهل قليلاً حتي أتي بالبساطيل..." لكن لقد تأخر في ندائه ، كما قال الشاعر "ما لم يصل أحياناً هو الصراخ".

يرفع يده بعلامة الشكر ويدخل داخل الغرف. قبل أن يعود سماحة الحاج، ذهبنا وتجولنا في فناء الكلية الواسع. كان يشبه أجواء الحرب بشكل كبير، الطين والمياه، وأصوات الجرافات والجرارات، وصوت العربات والجهود المخلصة والتسابق علي العمل، كلها خلقت أجواء مرحة داخل تلك الكلية.

كان السماء نقياً ومشمساً. ذكرنا بأجواء الجبهة، عندما كنا نستيقظ في الصباح الباكر ونري الأجواء مشمسة ونقية، نقول اليوم الجو "فانتومي"، أي ستظهر طائرات صدام الحربية قريباً، سيكون إطلاق نار كثيف! بصوت كيوان أعود من السماء بسرعة: تعال يا سيد قدمي، لقد عاد سماحة الحاج، دعنا نجري معه مقابلة قبل أن يذهب.

مرة أخري هجم الشباب والشعارات والصور التذكارية، من الصعب أن تستفرد بالسيد وهو من بين أصدقائه، مع توصيل المايكروفون بياقته، بدأنا المقابلة. السؤال الأول كان روتينياً وهو، ما هو دافعكم من الحضور هنا؟ وبدأ سماحة الحاج بكلمة بسم الله قائلاً:

ـ في الوقت الراهن، تري الشباب الإيراني كرمز في جبهات المقاومة حاضرين في كل مكان. لله الحمد أنتم الإيرانيون لكم حضوراً فاعلاً، هنا أيضاً تعتبر جبهة للمقاومة، في يوم من الأيام كان داعش واليوم أزمة الفيضانات. في كل حادثة ومشكلة، يجب أن تكون الدولتان إلي جانب بعضهما البعض، اليوم، يريد العدو بقيادة الولايات المتحدة أن يفصلنا و يشتت شملنا وأن يجعل بيننا الفرقة، ويجب أن نكون متيقظين، ويجب أن يتحرك الجميع تحت راية جبهة المقاومة تحت قيادة الإمام الخامنئي (حفظه الله)، لقد حان الوقت للإنتصار. لله الحمد ستزول المشاكل بشكل تدريجي. في الأمس كنا في محافظة خوزستان والحميدية، توجد مجموعة من قواتنا هناك، وستصل مجموعة أخرى في الطريق قريبًاً. لم ننسَ أبداً تواجد مقاتلي فيلق القدس في العراق إلي جانبنا. جئت لأقدم شكري "لرجال ولي الفقيه". ماشاء الله علي الشباب الملتزم، كما يوجد موكب ثقافي أيضاً. لمواكب الإمام الحسين (عليه السلام)كرامات وبركة عظيمتين.

ـ وآخر كلام ورسالة؟

ـ رسالتي هي أننا اليوم جميعاً تحت راية الولاية. يريدون منا أن تبقي الولاية وحيدة. قال الإمام علي (عليه السلام) في يوم من الأيام: "أين عمار"، لكن ليعلم العدو أنّ أمثال "عمار" أصبحوا كثر، وهم مستعدون للتضحية في كل مكان.

يتبع....

الرحلة المطرية ـ 1

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2762


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة