عوامل وأسباب قضية كنبد

نظرة علي كتاب «غبار الصحراء»

فريدون حيدري مُلك ميان
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2021-5-21


كتاب «غبار الصحراء» (الحربان الأولى والثانية لكنبد كاووس في عام 1979م ) للكاتب أحمد خواجه نجاد الصادر عن مكتب الثقافة ودراسات الاستدامة في محافظة كلستان. تم نشر الطبعة الأولى عام 2021م من قبل منشورات سورة مهر في 392 صفحة و 1250 نسخة.

يبدأ الكتاب بمقدمة قصيرة من قبل مكتب دراسات الثقافة والاستدامة التابع لمركز الفنون في محافظة كلستان. تليها مقدمة المؤلف وبقية النص المكون من تسعة فصول. خُصصت نهاية الكتاب للملحقات (بما في ذلك البيانات والوثائق المقدمة فيما يتعلق بموضوع حروب كنبد المزدوجة، وفي نهايته ثلاث صفحات من الصور)، وفهارس الأشخاص والأماكن والمصادر.

كما ورد في مقدمة كتاب "غبار الصحراء"، يتناول الكتاب الأحداث والصراعات في كنبد كاووس في الأيام الأولى بعد انتصار الثورة الإسلامية، فضلاً عن تشكيل وتأسيس مركز التركماني الثقافي والسياسي، كما تمت مناقشة دعم وتأثير الجماعات اليسارية وفدائيي خلق أيضاً.

في مقدمة الكتاب، يقدم المؤلف أولاً نبذة مختصرة عن صراع التركمان مع الحكام المركزيين (بشكل رئيسي في عصري القاجار والبهلوي) ثم يتناول وضع التركمان بعد انتصار الثورة الإسلامية، أي الصراع الذي حدث لأول مرة بسبب أنشطة وتحريض القوى اليسارية في منطقة كنبد، وكذلك التقارب والوحدة التي تشكلت في نهاية المطاف مع الثقة العامة للشعب التركماني في السيادة السياسية للجمهورية الإسلامية.

في هذه المجموعة أيضاً، حاول المؤلف التعامل مع قصة حربيّ القبة عام 1979. ومع ذلك، يؤكد أنّ أبعاد هذه القضية واسعة للغاية وهناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به لتوضيح طبيعة القصة. يكتب: إنّ المعلومات الواردة في هذا الكتاب تركز أكثر على تاريخ السرد ولا تستند إلى تحليل الوقائع. وهي لا تستند إلى تحليل الحادثة ولم يرد فيها سوى القليل من المناقشة التحليلية، ويبرز فيها اقتباس القوات المنسوبة إلى عصابات فدائيي خلق والمقر الشعبي التركماني. لأنّ القصد كان التآمر وإثبات حقيقة القصة من خلال لغتهم. رغم أنني ذهبت إلى عدد من أصحاب النفوذ في اللجنة الثورية الإسلامية،  إلا أنهم للأسف لم يتعاونوا معنا لتقديم معلوماتهم. (ص 13)

يشير الفصل الأول من الكتاب إلى الوضع السياسي والاجتماعي والاقتصادي لتركمن صحراء. أولاً، تناول حالة التركمان حتى العهد البهلوي، ولبدء النقاش، يسمي القبائل التركية التي عاشت "في شمال بحيرة بلخاش لفترة طويلة. في فترات لاحقة، قبيلة من الغزان تسمى السلاجقة غزت إيران وآسيا الصغرى. تدريجياً، ظهرت صحراء شاسعة بين جيحون وبحر قزوين، والتي أصبحت موطنًا للتركمان. عُرف هؤلاء الغز بالتركمان في عهد جنكيز خان وتم تعريفها بطابع التركمان الحديث ". (ص 15) ثم يناقش وضع التركمان في العهد البهلوي الأول، وقد قالوا عنهم إنهم "التركمان، كشعب له خصائص عرقية ودينية معينة، حيث تجاهلهم النظام البهلوي ولم يكن لدى الحكومة في ذلك الوقت أي إرادة أو تفاهم للدفع بالاهتمام بهؤلاء الناس ". لم ينظر البلاط البهلوي إلى التركمان على أنهم مجموعة اجتماعية ذات مستحقات إنسانية ومشروعة، بل على أنهم مواطنون مزعجون." (ص36) ويضيف إلى أنه، مع استمرار سياسة احتلال الأراضي الزراعية في تركمان صحراء في الفترة البهلوية الثانية، زادت تحركات القوى التركمانية، وخاصة بعض المتعلمين من تركمن صحراء، من نضالهم السياسي وأصبحوا أكثر على استعداد للمشاركة في الأنشطة والبرامج السياسية للمنظمات اليسارية الموجودة، اتخذت هذه المعارضة نهجاً اقتصادياً أكثر في تركيبة الشعب التركماني، ولعب عاملا القمع العرقي والقمع الاقتصادي دوراً كبيراً في تكوين وجهة نظرهم المتشددة". (ص36) حتى يؤدي كسر مقاومة قوات النظام البهلوي إلى انتصار الثورة الإسلامية. شكل الشعب اللجان الشعبية للثورة للسيطرة على المدن وتأمين أمنها آنذاك. تم ذلك في كنبد أيضاً، لكن لم يكن التركمان أعضاء في لجنة كنبد الثورية. وقد وفرت هذه القضية أحد أسباب خلق فجوة بين التركمان وغير التركمان في تلك المنطقة". (ص 40)

ويبحث الفصل الثاني في قضية الأراضي في جرجان و(دشت) ويؤكد بشكل خاص على أنّ "منطقة تركمان صحراء شهدت تغيرات اجتماعية واقتصادية مختلفة في القرن الماضي، بما في ذلك قضية ملكية الأرض".. (ص 45) بالطبع عند فحص جذور غيلة قنباد تم التوصل إلى نتائج مماثلة: ربما كانت القضية الأساسية التي استطاعت استقطاب جزء من الشعب التركماني إلى الجماعات الاحتجاجية هي قضية الأرض والعقلية السلبية التي كان لدى الجمهور التركماني تجاه موقف السيادة السياسية للبلاد من قضية الأرض في الماضي."(ص45)

ويتناول الفصل الثالث تشكيل النشاط السياسي اليساري في تركمان صحراء ويذكر أنّ "جذور النشاط السياسي اليساري بين القوى التركمانية الموالية لليسار ترجع إلى عهد رضا شاه. دوائر محدودة في بعض الأحيان تشكلت في مدن تركمان الصحراء، وتعاملت معها القوات الحكومية لكنها لم تكن منتشرة بشكل كبير. (ص61)

يتناول الفصل الرابع المنظمات اليسارية التركمانية: "إنّ تاريخ الأنشطة السياسية اليسارية والأوضاع الخاصة في إيران قبل انتصار الثورة الإسلامية بفترة وجيزة مهدت الطريق لأنشطة المركز التركماني الثقافي والسياسي كأول مركز رسمي شامل والتنظيم بشكل عام ". (ص76)

ينصّ الفصل الخامس من منظمة فدائيي خلق على أنه "في عام 1971م، مع انضمام بعض الجماعات السياسية والعسكرية، تم تشكيل هذا التنظيم" ونفذ عمليات عسكرية لضرب حكومة بهلوي ". (ص89)

الفصل السادس يشير إلى الوقت والأحداث التي كانت متشابكة عشية الحرب العالمية الأولى. "بين فبراير 1979 وانتصار الثورة الإسلامية، وحتى أبريل 1979، عندما اندلعت حرب كنبد الأولى، وقعت أحداث في هذه المنطقة كانت فعالة في خلق أجواء متوترة وصراعات مختلفة". (ص113)

ويتناول الفصل السابع الحرب الأولى في كنبد، والتي"نتج عنها ظلم واضطهاد الشعب التركماني في الماضي، وتجاهلت الحكومة الكثير من مطالبهم. مع انتصار الثورة الإسلامية، تم توفير مساحة لهذه المطالب ومتابعتها بشكل جدي. (ص121) ... أي أنّ سلسلة من العوامل والأحداث المختلفة تسببت في تأجيج الأجواء وخلق جو من عدم الثقة بين التركمان وغير التركمان وأدى في النهاية إلى الحرب الأولى.

يتناول الفصل الثامن المسافة الزمنية بين الحربين. رغم أنّ الاشتباكات التي اندلعت في الأيام الأولى من عام 1979 في كنبد هدأت نسبياً في منتصف أبريل واتفق الجانبان على وقف إطلاق النار، إلا أنّ جواً ثنائي القطب كان مهيمناً علي الجانبين، مواقف عدائية ضد بعضهما البعض وتحت ذرائع مختلفة، حيث  كل منهم حاول تجهيز نفسه أكثر. (ص207)

الفصل التاسع مكرس لحرب كنبد الثانية، الذي ينص على "كيف اختلفت بداية الحرب الثانية وأسبابها عن الحرب الأولى. مع أشهر من الخبرة في الأنشطة الرسمية المشتركة لمنظمة فدائي خلق والقوات التركمانية، كانت هناك همسات هادئة عن صدع بين المجموعتين. كانت منظمة فدائيي خلق تسعى جاهدة لتوسيع سلطتها ونفوذها في مواجهة الحكومة المركزية، وبذلت جهوداً كبيرة لتحقيق أقصى استفادة من المنصة التي تم إنشاؤها في تركمان صحراء، ومع مرور الوقت في منتصف فبراير 1979م، ازدادت دعايتهم وجهودهم لتأكيد وجودهم أكثر. (ص237)

يحتوي الملحق "غبار الصحراء" أيضاً على حجم كبير مقارنة بالنص الرئيسي للكتاب. تتضمن هذه الملحقات في البداية علي عدد من البيانات التحليلية المتعلقة بقضية كنبد، والتي نشرتها مجموعات ومنظمات مختلفة بعد الحادث بوقت قصير. هذه البيانات، كما هو مذكور في الكتاب، يمكن أن تكون مهمة ومفيدة في توفير معلومات وتحليلات مختلفة وأحياناً متناقضة من منظور مختلف المراقبين.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2139


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة