إنتاج أفضل مؤلفات التاريخ الشفوي

كيف تولد الكتب الجيدة من صميم مقابلات التاريخ الشفوي؟

حاورته: عطية محمدي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2020-12-7


هدايت الله بهبودي هو أحد مؤسسي مكتب الأدب وفن المقاومة وأحد الرواد في مجال التاريخ الشفوي، وقد ارتبط اسمه بكتب التاريخ الشفوي. في مقابلة قصيرة وحصرية مع موقع التاريخ الشفوي، تحدث عن النقاط التي تجعل مقابلات التاريخ الشفوي تحفة فنية وفاخرة. فيما يلي حواره:

سماحة السيد بهبودي، ما هو تعريفك البسيط للتاريخ الشفوي؟

التاريخ الشفوي هو شكل من أشكال  إبلاغ وسرد الأحداث في وقت متأخر نسبياً، وبما أنه لا يعاني من صعوبات ومعاناة البحث التاريخي التقليدي، فهو يمتلك جمهوراً أكبر من نتاجات تحاذيه في الوقت الراهن.

ما هي النقاط التي يجب مراعاتها لإنتاج أفضل الأعمال في مجال التاريخ الشفوي؟

يعتمد إنتاج النتاجات الأفضل والأكثر استدامة في مجال التاريخ الشفوي بالضرورة على الخبرات التأريخية. في هذا المجال، يمكن ملاحظة ثلاث نقاط:

1ـ وحدة الإنتاج تتمثل بالممارسة المعتادة للمنظمات والمراكز التي تنتج أعمال التاريخ الشفوي في إجراء وأرشفة المقابلات مع الأفراد المعنيين بطريقة مستمرة ومتسلسلة، واتخاذ قرار بشأن تجميعها ونشرها في الأوقات المناسبة. في هذه العملية، عادة لا يكون المحاور والمحرر شخصاً واحداً وستكون النتيجة تقسيم العمل بين عدد أكبر من الأشخاص، وتقليل الإتقان الضروري في معالجة العمل وتحريره، وفقدان طبيعي للبيانات المهمة. لذلك يجب أن تكون في طور إنتاج الوحدة ويجب أن يسيطر شخص واحد على العمل من البداية إلى النهاية. يتم تحقيق هذه الوحدة من خلال الحصول على أكبر قدر من المعلومات من الشخص الذي تتم مقابلته، وذلك من خلال إنشاء العلاقات والصلات اللازمة، من أجل تجميع أفضل.

2ـ يتمتع القائم بإجراء المقابلة والمدون بفن الحوار والمعرفة التاريخية، وتظهر التجربة والملاحظات أنّ القائم بإجراء المقابلة عادة ما يكون مستمعاً جيداً. إنه لا يدخل في تفاصيل الموضوعات من المتحدث ولا يشعر بأنه ملزم بطرح أسئلة أكثر تفصيلاً، وانتقاد البيانات وتوجيه الشخص الذي تتم مقابلته بطريقة أقرب ما يمكن إلى الحقيقة. هذا لأنه يتم بشكل أساسي في مجال الشؤون الإدارية، ومن يتم تعيينهم لهذا الغرض يفعلون ذلك غالباً دون أن يكونوا مجهزين بالموضوعات التاريخية وتقنيات التاريخ الشفوي، لهذا السبب، لا يمكنهم التحقق من البيانات. لذلك، يجب أن يكون المُحاور مزوداً بتقنية الحوار والمعرفة التاريخية المتعلقة بموضوع المقابلة واستخراج المعلومات بأفضل طريقة من الشخص الذي تتم مقابلته. خلاف ذلك، لن يكون العمل المنتج منتجاً موثوقاً به.

3ـ إختيار أهمّ الموضوعات وتجنب اختيار الأحداث التي سبق ذكرها أو غير مهمة.

علينا أن نختار الموضوعات المهمة والمميزة وغير المعلنة. ربما في العقدين أو الثلاثة عقود الأولى من الثورة تمكنا من طرح القضايا التاريخية في شكل التاريخ الشفو، لكن في العقد الخامس من الثورة لم نتمكن من اختيار كل موضوع أو حدث مذكور أعلاه. وهذا يعني أنّ مراكز البحث المسؤولة عن أعمال التاريخ الشفوي يجب أن ترفع من مستواها وألا تسعى لإنتاج المزيد من الأعمال بميزانية قليلة، ولكن يجب إنفاق ميزانية محدودة على أفضل الأعمال والمؤلفات لإستقطاب أكبر عدد من القرّاء.

أخيراً، من الجيد أن نعلم أنّ مجال التأريخ في بلدنا - وهنا التاريخ الشفوي - قد مر بفترة من التجربة والخطأ ووصل إلى الاحتراف. يمكن لمراكز البحث غير الجامعية، والتي تعتبر المهتمين الرئيسيين للتاريخ الشفوي في البلاد، المساهمة في إنتاج أفضل الأعمال في هذا المجال من خلال مراعاة هذه المبادئ الثلاثة.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2060


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة