إنتصار الإيمان ـ 12

شهره أبري
محسن مطلق
ترجمة: حسين حيدري

2020-12-7


وصلنا إلى السكة الحديد، مع غروب الشمس.  علم الشباب أنه يتعين عليهم دخول السكة الحديدية مروراً بالعشب ليتم إرسالهم داخل القطار، لكن كانت البوابة مغلقة. ذهب الشباب داخل العشب من فوق الأسلاك، وتدفق هناك عدد كبير من القوات. عند دخولهم العشب بنفس الطريقة، فتحوا الباب الرئيسي، الذي لم يعد مفيداً، وضحك حينها الشباب بصوت عالٍ.

إصطف الجميع ثم وزعوا التذاكر عليهم. أعتقد أنه كان هناك قطاران أو ثلاثة قطارات تريد أن تقل الشباب، لكن التذاكر لم تصل إلى بعضهم، بما فيهم أنا. ولكن من دواعي سعادتنا، ولأنّ الله لا يريدنا أن نمكث هناك طويلاً، تم ترتيب تذكرتين لنا، وصعدت أنا ومحمد رضا مصلح إلى القطار معاً  وبطريقة ما، مع الكثير من الشباب، جلسنا في مقصورة. على الرغم من عدم وجود مكان، إلا أنه كان يستحق البقاء في القطار. وضعنا الحقائب فوق المقصورة وانتظرنا بدء انطلاقة القطار. كما أثار محمد رضا الضحك بمواقفه. كانت الساعة 7.40 مساءً عندما تنهدت مضخات القطار ثم اتجه قطار الذكريات نحو الجبهة.

في يوم 12/27/64 في تمام الساعة العاشرة صباحًا وصلنا إلى ثكنة الدكوهة ونزلنا من القطار مع مصلح. يبدو أنّ دكوهة كان ينتظر بفارغ الصبر. كان ضريحنا الأول الحاج همت الحسينية. هناك أصبحنا أفضل قليلاً ولبسنا النعال بدلاً من الأحذية. ثم توضأنا لنسير على خطى الشهداء. ولأنّ الشباب في الخطوط الأمامية كانوا في الغالب على اغتسال دائم. لمشاهدة معالم المدينة وزيارة الأصدقاء، ركبنا في دكوهه.

في يوم 18/3/1986 وفي تمام الساعة العاشرة صباحاً وصلنا إلى ثكنة (دوكوهه) ونزلنا من القطار مع مصلح.

في مساء ذلك اليوم، تأثرت بذكرى أصدقائي الشهداء وذكرى مهدي قد أشعلت قلبي. أشرت إلى ذكريات الماضي. أي قبل عام، عندما أتيت إلى ثكنة (دوكوهه) لمقابلة مهدي. لم أستطع التوقف عن البكاء وسلبتني الدموع جوهر صبري. التقطت صورة مهدي عندما أخرجتها من جيبيي، التي كانت دائماً معي  لأهدأ عندما أراه. شعرت بالوحدة والضيق. لقد اشتقت لمهدي كثيراً. ولم إستطع كتابة شيء. إلتقيت أحد المقاتلين وإسمه شعباني. لقد تحدث لي عن نبأ إستشهاد "هادي قرائي" والذي يسكن في حيّينا أيضاً. لقد اندهشت كثيراً من سماع الخبر. وسألته: "من أين تعلم بذلك؟"

قال:"كان شقيقي في كتيبتهم".

و بعدها فهمت أنه كان في كتيبة الشهيد مهدي جمال آبادي [1].

عندما جاء اسم مهدي، شعرت به وبأيام جمعتنا. قلت له: "هل رأيت جمال آبادي من قبل؟"

قال: "لقد رأيت مهدي قبل بضعة أشهر من شهادته".

وبعدها بدأ بالحديث.

في مساء نفس اليوم، تم تقسيم الأولاد الذين تم إرسالهم إلى كتائب مختلفة من الفرقة 27. كما وقعت قرعتي وقرعة محمد رضا في كتيبة كميل. لكن كان من السابق لأوانه أن نقدم أنفسنا، وفي الوقت الحالي قررنا قضاء بضعة أيام في (دوكوهه) بحرية وتغيير الجو. للتأكد من شهادة قرائي، ذهبنا إلى تعاونية المعسكر ولسوء الحظ، كان هذا الخبر صحيحاً. كنت مستاء جداً. أتمنى لو كنت ذاهباً بدلاً من قرائي، أو أن أحقق هذا النجاح. طوبى لمن كانوا أصدقاء الشهادة! لم تستغرق الجولة في (دوكوهه) وقتاً طويلاً وقد قدمنا ​​أنفسنا لكتيبة كامل.

في فترة ما بعد الظهر، أخذنا غفوة وقُرب غروب الشمس، ذهبنا إلى حسينية الحاج همت لنصلي المغرب والعشاء جماعة. توضأنا بالقرب من بركة حسينية الحاج همت الشهيرة. كانت صورة الشباب الواقفين بجانب البركة من أجل الوضوء، رُسمت بأمواج الماء على سطح البركة، تثير في ذهن الإنسان ينابيع الجنة، خاصة إذا كان النسيم يهب عليها. دخلنا الحسينية متوضئين. كما دخل شابان أو ثلاثة كنت أعرفهم إلي داخل الحسينية. كنا نجلس سوياً في صف صلاة الجماعة عندما دخل عدد من رجال الدين الحسينية مع الحاج آقا بخشي، وكالعادة، مع وصول الحاج بخشي، تلخبطت الحسينية. كان يرش الورود ويهتف بالشعارات المعتادة. سار على طول الحسينية إلى المنبر بالقرب من المنبر جلس وحكى لنا إحدي ذكرياته.

كما قال:

منذ فترة ذهبنا لزيارة الإمام. ولأنّ الإمام سمع بأنّ ابني استشهد، فقد قبلنا شخصياً. وكان هناك أيضاً الحاج الشيخ حسين أنصاريان والسيد توسلي. قبل أن يقول إنّ نجل الحاج بخشي استشهد، قال الإمام الراحل: "أنا أعرف ذلك".

كانت الدموع قد بانت في عيني الإمام. حتى لا يستاء الإمام الراحل قلت: يا إمامي! منذ فترة من الزمن، جاء صحفيون أجانب إلى الفاو للتصوير والتقاط الصور. عندما رأوني، جاؤوا لمقابلتي. قلت: "بو بو بو بو..."

قال الحاج بخشي إنه عندما قال ذلك شهدنا إبتسامة الإمام الراحل. بذكريات حاج بخشي، ضحك جميع الشباب الحاضرين في الحسينية وبعدها بكوا.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 1954


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة