التاريخ الحي: دراسة أربعة عقود من التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية والدفاع المقدس -5

يجب أن يكون محاور المقابلة الشفوية محترفاً

مريم رجبي
ترجمة: حسن حيدري

2019-4-13


خاص موقع تاريخ إيران الشفوي، عُقدت الجلسة الثانية من «التاريخ الحي: دراسة أربعة عقود من التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية والدفاع المقدس» في يوم الثلاثاء الموافق 5 فبراير لعام 2019م وذلك بحضور حجة الإسلام  سعيد فخر زاده والسيد حبيب الله إسماعيلي والسيد مرتضي ميردار في صالة قصر شيرين بمتحف الثورة الإسلامية والدفاع المقدس. قرأتم في التقرير السابق كلمة حجة الإسلام سعيد فخر زاده حيث كان مسؤولاً لسنوات عديدة بقسم التاريخ الشفوي لمكتب ادب الثورة الإسلامية وأيضاً السيد حبيب الله إسماعيلي، الباحث والكتاب في مجال التاريخ.

وإستمراراً للإجتماع الثاني من « التاريخ الحي: دراسة أربعة عقود من التاريخ الشفوي للثورة الإسلامية والدفاع المقدس» قال السيد مرتضي ميردار،مساعد رئيس التاريخ الشفوي لمركز وثائق الثورة الإسلامية :« المعلومات الأكاديمية للأصدقاء الذين يعملون في مجال التاريخ الشفوي الماضية قليلة جداً. أنصح هؤلاء الأصدقاء بقراءة الكتب التاريخية التي كتبت في مجال الأنثروبولوجيا من القرنين الأول والثاني إلى نهاية القرن الثاني عشر. لقد وضع العلماء إطاراً لهم في كتبهم. لكي نكون مدركين لمصداقية الراوي ولإثبات ذلك، نحتاج إلى طرق وأساليب الماضين. في زمن ما، لم يتمكن مَن يقرأ الكتاب من استيعاب العلم ويجب عليه أن يذهب ويتعلم.علي سبيل المثال في مجال الأخبار،يجب أن يعلم ماهو الخبر الواحد والمتواتر. أولئك الذين يعملون في مجال معرفة الأحاديث، يشككون في الشخص الذي يروي حديث الإمام، لكنهم يشعرون بالقلق الشديد من القول إنّ الراوي لدينا هو الراوي الصالح والعادل. الحركات بطيئة جداً في الأنشطة الثقافية والعلمية.

في نفس مساحة التاريخ الشفوي التي نتحدث عنها، تم العثور على نهج ويتم اكتشاف الفئات التي تبقى في مجال السياسة والمجتمع و ... وفي معتقداتنا الدينية، فإنّ المؤمن لايرتكب عملاً باطلاً. حيث يقوم بالأعمال العقدية والقيمية، لهذا فإنّ الأعمال التي يقوم بها تكون ذات قيمة أكثر كلما كانت سرّاً وغير علانية. لهذا السبب، فإنّ الكثير ممن شاركوا في الثورة الإسلامية والحرب ليسوا على استعداد للدخول في حوار  ويقولون إنّ هذا كان لوجه لله عز وجلّ. الآن كيف تريد أن تأخذه من هذه القيمة إلى أخرى وتقول يا أخي! يجب أن تكون حاضراً هنا، وإذا لم تكن كذلك، فهذا يعتبر إخفاءاً للحقيقة.

الأشخاص الذين شاركوا في أحداث مختلفة، والأشخاص الذين شاركوا بشكل مباشر في حدث تاريخي ما، وشاهدوا جميع زوايا وخفايا ذلك العمل، من الصعب أن يتقبلوا إجراء مقابلة معهم، ولكن هناك من حضروا باتصال هاتفي واحد.

الشخص الذي من المفترض أن يقوم بعمل علمي لنا يجب أن يعرف التاريخ والجغرافيا وكل التخصصات.عليكم أن تتصوروه كالمثلث، جهة منه يكون الراوي والجهة الثانية الراوي والثالثة المحاور. الراوي موجود والموضوع هو الجانب الآخر الذي يجب إكماله ؛ فمن الذي أكمله؟ الآن في المؤسسات والأماكن التي يُطلب منك أخذ هذا التسجيل وإكمال المهمة لإكمالها. هذا اضطهاد لتاريخ الثورة. في المدن وفي أماكن مختلفة، يرغبون أيضاً في إعداد تقرير بأنفسهم. على الرغم من أننا نقول في بعض الأماكن أنّ نفس الشيء قابل للإشارة، إلا أنه لا يأتي من نفس النص التاريخي.

لقد وقع في تاريخ 2 من آغوست لعام 1953م حدث تاريخي وهو الهجوم علي بيت سماحة آية الله الكاشاني. في هذه الفترة انتجت نصوص تاريخية كافية. مرت ومرّ حوالي 12 عاماً من ذلك الحدث، عندما أستلمنا قضية مهاجمة منزل آية الله كاشاني من الشرطة. لقد حدث ذلك وقتل السيد حسن حدادي. مَن كانت لديهم نظرة قومية أو مصدقيّة، قالوا إنّ أقارب السيد كاشاني هم من قتلوه. يقال هذا باستمرار في النصوص التي كانوا ينتجونها. عندما جاءت وثائق الشرطة، رأينا أنهم جميعاً قالوا إنّ حسن حدادي كان تلميذاً للسيد كاشاني وأنه قُتل من خلال شخص كما ذكر في الوثائق. شهد عشرات الأشخاص في المحكمة وفي أماكن مختلفة بأنه من قتل حسن حدادي. الآن نريد إنتاج سجل شفهي لموضوع يوجد  نصّه ومستنداته. كان هناك الكثير من الناس في ذلك الوقت لم يعودوا على قيد الحياة . و في حالة خطاب السيد كاشاني التاريخي إلى مصدق، يقول القوميون إنّ الخطاب لايوجد علي الإطلاق، لماذا؟ لأنّ السيد سالمي، الذي أخذ هذه الرسالة وسلمها للسيد مصدق، كان في السجن حينها. كيف يمكن للشخص الذي في السجن أن يأخذ هذه الرسالة؟ مرت سنوات وذهب السيد سالمي إلى الخارج بعد انقلاب 28 أغسطس وعاش في ألمانيا لسنوات، وعاد إلى إيران قبل عدة سنوات وأحضر مستنداته. قال إنه في اليوم الذي يقولون إنني كنت في السجن، ذلك صحيحاً .تم إطلاق سراحي من السجن في الساعة 2 ظهراً من يوم 25 أغسطس. يأتي هذا الشخص ويحكي قصته ويقول آخرون إنها مزيفة. يقول أنني كنت في سجن القصر، اذهبوا وتأكدوا من الوثائق والمستندات الموجودة هناك. يجب أن يكون لدى الذين يعملون في مجال التاريخ الشفهي معدل ذكاء عالٍ، وهذا ليس كما  يقوم البعض بالتسجيل ويذهب ويقول إننا نعمل في مجال التاريخ الشفهي. بعد ترحيل الإمام الخميني (رحمة الله عليه) قامت جمعية الإئتلاف الإسلامي باغتيال حسن علي منصور. في ما لا يقل عن 10 روايات للعديد من الأشخاص الذين جمعناهم، زُعم أنّ: «ذهبت لأحصل على فتوى من السيد ميلاني». (هؤلاء الأشخاص كانوا معينون أيضاً). قلت، أعود إلى مدينة قم وآخذها للحصول علي أخذ فتوي لما نحتاجه، هل تعطي فتاوى لفعل شيء ما؟ يتخيل لنفسه أنه قد حصل على هذه الفتوى من السيد ميلاني. قد أجرى 10 إلى 15 مقابلات حول هذا الموضوع، وقد تلقيت تنزيلات من هذا القبيل. في موضوع التاريخ الشفوي  لدينا مناقشة عامة، ونعمل مرة واحدة كعمل استنتاجي وجزئي؛ العمل الجاد للمؤرخ والراوي هنا. قام الراوي بعمل شيء ما في الخمسينيات أو الستينيات أو السبعينيات، وعندما يريد أن يقتبس ذلك، فهو عمل عليه من المنظار الإجتماعي، ويقول إنني تلقيت فتوى اغتيال السيد منصور. في بعض الأماكن، ينتقل التاريخ الشفهي إلى الأمام باستخدام عنصري الإيماء والإشارة، على سبيل المثال، سألنا من أعطاه السلاح؟ قال السيد فلسفي أنني قدمت السيد هاشمي رفسنجاني بالجهات المعنية، الذي فعل الكثير من الأشياء خلال الثورة، وأنّ السلاح الذي حصل عليه السيد رفسنجاني من تلك الجهات أيضاً. قال السيد الهاشمي أدعوكم ألا تسئلونني أسئلة صريحة، وقال إنه سيجيب عليها بعد إيقاف تشغيل الكاميرا. أو، على سبيل المثال، فكّر في اللجنة الترحيبية للإمام الخميني، فالشخص الذي لديه شارة واحدة فقط يقول، أنا عضو في اللجنة، ويقول السيد مطهري أيضاً أنني عضو في اللجنة، ويقول السيد رفيق دوست إنني كنت هناك. هناك نقطة تجدر الإشارة إليها وهي  أنّ جزءاً منها تُشير إلى شخصية شعبنا، على سبيل المثال، يقول شخص ما إنني ذهبت إلى الإمام وقلت له هذا الأمر، ماهو موقعك ومكانتك لتقول للإمام هذه الكلمات. ماذا يعني هذا لجمهورك؟ أي ذهب مباشرة وقال له هذا الكلام. انه يريد خلق قيمة ومنزلة لنفسه. عندما سئل على وجه التحديد، يقول أنني قلت شيئا لنفسي! عمل المؤرخ الشفوي هو جلب هؤلاء الناس إلى المصلبة. إذا كان القائم بإجراء المقابلة غير محترف، فعلي الإسلام السلام ولقد أنتج نصاً مزيفاً في التاريخ، وفي وقت لاحق ومع مرور الوقت، نفهم أنها كانت كذبة لاغير.

السيد بتاوش هو الشخص الذي أتى مع الإمام الخميني من علي سلالم الطائرة. كان ضابطاً فرنسياً. منذ عشرين عاماً، اتصل بنا أحدهم وقال إنه على قيد الحياة ولماذا لا تعقدون مقابلة معه؟ جاء مع ألبوم الصور الخاص به. تحدثنا معنه ورأينا الصور. كان قد رتب ما يرنو إليه بشكل دقيق. لقد ترددت فيما تحدث عنه ذلك الرجل. أخذت صوره وذهبت إلى مكتب الأبحاث. قلت للخبراء أنّ الصور التي التقطتها والصور التي  تعكس ما يقوله عندما نزل من سلم الطائرة لا تمت بصلة. لدى المصور عشرون سبباً لعدم مطابقة الصور. أخبرنا الشخص أنك لست السيد بتاوش، وذهب ولم يعد ثانية. قام بسرد ماضيه بشكل محبوك ودقيق. في بعض الأماكن، ينبغي على القائم بإجراء مقابلة التاريخ الشفوي أن يأخذ روايات وصور الأشخاص إلى المختبر. التسجيل الصوتي هو أدنى مرحلة من أعمال التاريخ الشفوي. يجب أن لا ترسل شاباً يافعاً لأخذ ذكريات الجيش. حيث سيتأثر بتلك الأجواء بشكل لاإرادي. يجب أن يكون مجري المقابلة الشفوية على دراية كبيرة بكسر الحيز الذي يفسره الرواة لأنفسهم. في تاريخ الثورة، سلّطنا الأضواء علي مجال تاريخ الثورة  ونحن نتابع ذلك باستمرار. لقد نسينا أبعاد وجوانب التحول الاجتماعي. في تاريخ الحرب، سلطنا الضوء فقط علي العمليات وأجواء الحرب، وفي تاريخ الثورة، اختزلنا تاريخ البهلويين فقط. على سبيل المثال ، انفصلت البحرين عام 1971م عن إيران  ويبدو أنها لم تُحدث أي شيء في المجتمع. لم نقم بأي عمل كي يستشعر المجتمع هذه الأحداث، ولكن من ناحية أخرى، كان بحر خزر (قزوين)، تم العمل عليه جيداً في مجال الفضاء الاجتماعي وأصبحت وسائل الإعلام غامرة بهذا الحدث.

يجب أن يكون محاور المقابلة الشفوية محترفاً في جميع المجالات. لا ينبغي أن يكون منطويا. في بعض الأماكن، يجب عليه سحب الراوي من المكان الذي أقامه لنفسه. يجب أن نمضي في التاريخ الشفوي بشكل موضوعي وجزئي. بصفتنا باحثين ومحاورين في التاريخ الشفهي، نحتاج إلى التركيز على الموضوعات الفنية حتى لا نُقهر وننصهر بشخصية الراوي».

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2577


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة