صلة التاريخ الشفوي والتاريخ المحلي في أطروحة

مريم أسدي جعفري
ترجمة: حسن حيدري

2019-2-22


أقيمت جلسة الدفاع عن أطروحة الدكتوراه ح عنوان «التحليل التاريخي للتطورات الناجمة عن الهجرة إلى مدينة أصفهان وآثارها الاجتماعية والثقافية (1925 – 1979 م) " قدمتها السيدة معصومة كودرزي في تاريخ 12 فبراير لعام 2019م في كلية الأدب والعلوم الإنسانية بإصفهان.

وفقاً لموقع تاريخ إيران الشفوي، تمّ إعداد وتدوين هذه الإطروحة بتوجيه من الدكتور مرتضي نورايي والدكتور أبوالحسن فياض أنوش وبجهود من قبل السيدة معصومة كودرزي، خريجة فرع تاريخ إيران الإسلامي ـ الإتجاه المحلي. وتكوّنت لجنة التحكيم من الدكتور علي أكبر كجباف والدكتور سيد محمد سيد بنكدار والدكتورة سهيلا ترابي فارساني. وحازت السيدة كودرزي علي درجة ممتازة بعد تقديمها إطروحتها.

قامت الباحثة في نصّ أطروحة الدكتوراه بالاعتماد على الوثائق والمصادر المكتبية والدراسات الميدانية والآثار الاجتماعية والثقافية للهجرة إلى أصفهان من عام 1304 إلى 1357 / 1979-1925  وتأثير الهجرة على مكونات الغذاء، والملابس، والتعليم، والطقوس والعادات والتقاليد.

وشملت الدراسة مجموعتين من «المهاجرين المحليين وهما: العشائر البختيارية، والقبائل البلوشية، والأكراد والمعاودين العراقيين، و المهاجرين الأجانب، بما في ذلك اللاجئين الروس والإنجليز والفرنسيين والأمريكيين والألمان والبولنديين».

تحدثت كودرزي، بالإضافة إلى الدراسات والوثائق المكتبية، مع عدد من مجموعات المهاجرين في إصفهان، وتمت مقارنة نتائج المقابلات مع تصريحات المهاجرين الآخرين، والسكان الأصليين لإصفهان.

وفقا للباحثة، كان هناك العديد من المشاكل في إجراء المقابلات. كان من الصعب العثور على أشخاص هاجروا إلى إصفهان في ذلك الوقت، و يقومون بإجراء المقابلة والتحدث في الموضوع. كما تم التعرف على العديد من المهاجرين، ولكن بعد أن تمت مقابلتهم ومراجعة ما تحدثوا عنه، تبيّن أنّ وقت هجرتهم لا يناسب فترة الدراسة . وكان بعضهم غير راغبين في إجراء مقابلات معهم. حتى بعض من تمت مقابلتهم لم يعطوا الإذن لتسجيل الصوت أو تسجيل هويتهم الشخصية بسبب بعض التحفظات الشخصية. كما كان الشعور بعدم الأمان لدى بعض المهاجرين  تسسب ببعض المشاكل والعراقيل للباحث في مجال الدراسات الميدانية.

وقد تمت زيارة الجاليات والأماكن والمراكز التعليمية للمهاجرين لإجراء محادثات متتالية مع عائلات مهاجرة مقيمة في مدينة إصفهان. على سبيل المثال، من أجل فهم أفضل للطريقة التي عاش بها بعض المعاودين، كان من الضروري مراجعة المقاهي المتعلقة بهم، و أيضاً من خلال التنسيق مع بعض المهاجرين، تم الحضور والمشاركة في مراسيم أفراحهم وأتراحهم للتعرف عليها عن كثب والقيام بدراستها.

في الفصل الثالث من هذه الرسالة، درست السيدة معصومة كودرزي، التفاعلات الثقافية للمهاجرين المحليين ومجتمع أصفهان المحلي وعواقبه الثقافية والاجتماعية، وفي الفصل الرابع، تمت دراسة التفاعلات الثقافية للمهاجرين الأجانب ومجتمع أصفهان المحلي وعواقبه الثقافية والاجتماعية.

كما يستعرض الفصل الخامس ظاهرة التهميش وتأثير المناطق المهمشة على البنية الاجتماعية والثقافية لمدينة إصفهان، حيث يستند إلى مصادر المكتبة والدراسات الميدانية، والظروف الجغرافية والطبيعية المناسبة لإصفهان، كما كان النمو الصناعي وخلق فرص العمل والتغيرات في البنية الحضرية من العوامل الرئيسية في جذب المهاجرين إلى المدينة.

تضمنت النتائج الأخرى لهذه الدراسة تأثير إنشاء المدارس الحديثة، وتأسيس جامعة إصفهان وجامعة الهندسة الصناعية، في استقطاب المهاجرين من أماكن قريبة وبعيدة بشكل كبير.  ولعدم وجود مرافق الرعاية والخدمات اللازمة في المناطق الريفية والمدن الصغيرة، والصراعات العرقية القبلية، وزيادة التفاعل بين القرويين وسكان الحضر، وعدم وجود مرافق تعليمية لمواصلة التعليم و عدم الإهتمام بمصطلحات مثل الريفي والقروي، وقيمة التحضر، أدّى التوسع في الخدمات الصحية والتعليمية في إصفهان إلى موجة من الهجرة إلى المدينة خلال العهد البهلوي.

وبالإشارة إلى الدراسات الميدانية، سعى معظم المهاجرين إلى الحفاظ على بيئة جديدة في عملية حداثتهم وعاداتهم ومشاعرهم ومعتقداتهم ، حيث يخضعون لتغيير أقل. في الواقع، تعلم الجيل الثاني والثالث من المهاجرين الثقافة الجديدة كطفل محلي. لكن الامتثال الكامل للبيئة الجديدة لم يكن ممكناً على الأقل بالنسبة للجيل الأول من المهاجرين.

في إشارة إلى الدراسات الميدانية لأطروحة بعنوان "التحليل التاريخي لعواقب الهجرة إلى مدينة إصفهان وآثارها الاجتماعية والثقافية (1925م-1979م)" ، يمكن القول: « أدى وجود مجموعات عرقية إلى جانب بعضها البعض إلى زيادة التفاعل بين المجموعات وتراجع في تكوين ثقافات مغلقة ومعمقة وأدى إلى تعزيز الدعم الوطني».

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2405


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة