ليالي الذكريات في نسختها المئتين والثامنة والتسعين

المقاتلون المدافعون عن الحرم، هم مقاتلي الدفاع المقدس

مريم رجبي
ترجمة: حسن حيدري

2019-1-10


خاص موقع تاريخ إيران الشفوي، عقد برنامج ليالي ذكريات الدفاع المقدس في نسختها المئتين والثامنة والتسعين مساء يوم الخميس الموافق 27 ديسمبر لعام 2018م في قاعة (انديشه) الفنية. و قام كل من السيد مسعود نوري وعباس بوستاني ومحسن صفائي بسرد ذكرياتهم عن مدافعي الحرم وفترة الدفاع المقدس في هذه المراسيم.

هؤلاء الشهداء...

تحدث بداية مسعود نوري والذي دخل جبهات الدفاع المقدس في التاسعة عشر من عمره . 51 شهراً، أي كان ولأكثر من أربع سنوات في ساحات الحرب. كما كان في ذلك الوقت يشغل منصب مساعد  القسم الصحي في فيلق 27محمد رسول الله (ص)، وبعد انتهاء الحرب، واصل مهمته في مستشفى بقية الله في طهران كمدير، وهو الآن متقاعد ومهتم بالشؤون الثقافية. من دواعي فخره أنه كان زميلاً في القتال للشهيد محمد إبراهيم همت. قال السيد مسعود نوري:«في بداية الحرب وفي ذروة المصيبة التي ابتلي بها بلدنا، قال الإمام الخميني (رحمة الله عليه) إنه إذا ما بقيت مدينة واحدة في البلد، و في تلك المدينة حيّ واحد، وفي ذلك الحيّ بقي منزلاً واحداً فقط، وفي المنزل بقي شخص واحد فقط، فعليه أن يقوم بواجب الدفاع عن الوطن. لقد حدد الإمام الراحل مهام الجميع وهو الدفاع عن الكيان الإسلامي. كنّا في مواجهة عدو شرس بمعني الكلمة.

كنا نستعد للعمليات في الجزء الغربي من البلاد، وكانت مرتفعات بمو والشيخ صالح مطلة علي مدن خرمال وسيد صادق  وحلبجة حيث تستمر هذه الإطلالة حتي مدينة السليمانية بالعراق. بعد عمليات والفجر 1 والتي لم نحقق من خلالها الغاية المنشودة، خططنا لعمليات إضافية أخري لتحقيق النجاح. تم القيام بالتحضير للأعمال الاستخباراتية مع التحضير للعملية لأكثر من خمسة إلى ستة أشهر. أصبحت جميع الوحدات جاهزة.

كنا نتموضع في المنطقة الواقعة بين إسلام آباد وكرمانشاه حيث كانت لدينا مخيمات على مرتفعات قلاجة. وقد تمركز فيلق 27 محمد رسول الله (ص) هناك أيضاً. كان المقاتلون يتهيئون لهذه العملية الجبلية الثقيلة. في مرحلة من هذه العمليات والخطة المرسومة لها، كان من المقرر أن يحصل المقاتلون علي معلومات كافية عن المناطق، حتي يقوموا بمهامهم بأسهل طريقة عندما يشن العدو هجماته ولكي يستعيدوا هذه المناطق بسهولة، لهذا قرروا أن ينكسر سد دربنديخان في العراق ليغطّي مساحة شاسعة من هذه المناطق. من أجل إنجاز هذا الغرض، استعنّا بالإمام الخميني واستفسرنا منه هذه القضية وقلنا له إذا ما تم كسر هذا السد، ستغطّي المياه مساحة كبيرة من هذه المناطق. قال هل هذا العمل يلحق أضراراً بأهالي المنطقة؟ قلنا نعم. ستغطّي المياه هذه القري ولا يمكننا فعل أي شيء يذكر تُجاههم. قال الإمام حينها: عليكم تغيير خطّة عمليتكم هذه. قلنا إذا ما قمنا بتغيير هذه الخطة، سنخسر 90 بالمئة من الخريطة التي رسمناها لهذا الغرض. قال الإمام لابأس بذلك، المهم ألا تلحقوا أيّ ضرر بالأهالي المتواجدين هناك. هذه وجهة نظر دينية ـ شرعية. في المقابل بإمكانكم أن تلاحظوا تفكير صدام العلماني. قام الإمام بالغاء تلك العمليات وتلك العلميات بدلاً من القيام بها في عام 1983م، أجّلت لعام 1987 – 1988م حيث من خلال عمليات والفجر 10 و في تلك المنطقة، دخلنا إلي مدن خرمال وسيد صادق وحلبجة. عندما دخل المقاتلون إلي مدينة حلبجة، قام الأهالي بتقديم القرابين أمام المقاتلين وكانوا فرحين جداً لأننا دخلنا تلك المدن. ما الذي حدث حتي قوبلتم بهذا الترحيب؟ في الواقع، هذه هي الإيدلوجية الدينية، وعلى العكس من ذلك، قام النظام البعثي بمهاجمة أهالي تلك المنطقة حيث قُتل أكثر من  5000 شخص في حلبجة. انظر إلى زاوية رؤية الإمام والعدو؟ كيف يمكن التعامل مع هذا العدو؟ المواجهة التي قام بها شبابنا ومقاتلونا. العملية التي تم إلغاؤها، تم فتح محور آخر على مرتفعات كاني منغا وتمت عملية والفجر 4 حينها.

لقد تدرّب واستعد المقاتلون لأكثر من ثلاثة أو أربعة أشهر للقيام بهذه العملية. كان أواخر شهر أغسطس/ جولاي. جاء المقاتلون وقالوا: «جئنا للبقاء لثلاثة أشهر هنا فقط والآن مرّت أربعة أشهر ولم نقوم بالعمليات. نريد العودة والمشاركة حد الإمكان في امتحانات شهر سبتمبر القادم».قام الشهيد همت باستدعاء المسؤولين وطلب منهم أن يتحدثوا مع المقاتلين للبقاء. يجب أن يبقوا في تلك المنطقة حتي لا نواجه نقص في القوات في العمليات المقبلة. كما تحدثت أنا وباقي مسؤولي الوحدات الأخري مع المقاتلين. في نهاية المطاف، إذا كان هناك بعض الإصرار على الذهاب، فسوف نحسم الأمر بهدوء بالنسبة للأشخاص المصرين علي الذهاب لكي يذهبوا ليلاً حتى لا يؤثروا على البقية. في يوم من الأيام وقبل أذان الظهر جاء ثلاثة شبّان وبأيديهم كتب الصف الأول للمرحلة الثانوية. قالوا نريد الرحيل، سألتهم، لماذا تريدون الرحيل؟ قالوا:« لقد جئنا إلى العملية، والآن بعد أن أصبحنا غير قادرين على القيام بها، نريد العودة». لقد تحدثنا معهم بأننا لم نأت للعملية، ولكن للقيام بالمهمة وسألتهم إن كنتم قد أتيتم إلى العملية أو لأداء الواجب؟ قالوا:«جئنا إلي هنا من أجل أداء الواجب، لكن نظراً لعدم القيام بالعمليات،علي الأقل نذهب لكي نشارك في إمتحانات شهر سبتمبر».قلت لهم :«لاتذهبون وابقوا هنا. لعله يكون واجباً عليكم البقاء هنا وأن تشاركوا في الإمتحانات في السنة القادمة.» سأل أحدهم:« هل ستكون هناك عمليات إذا ما بقينا هنا؟» قلت له::« لن أعطيك وعداً مؤكداً أن تندلع العمليات، لكن يجب علينا البقاء هنا للتصدي لهجمات العدو إذا أراد الدخول علينا من جهة أخري. علينا واجب الدفاع عن الجبهات والبقاء فيها، ويجب علينا عدم إفراغ الجبهات. لقد طالبوا بالتسوية. قلت لهم إذا أعطيتكم استمارة التسوية وذهبتم من هنا، بالتالي ستندمون. سألوا ثانية:«هل ستكون هناك عمليات وسنندم بعدها؟» قلت لهم:«لا أعلم تكون أو لاتكون.»أعطيتهم استمارات التسوية وطلبت منهم أن يذهبوا للوضوء والإستعداد للصلاة، وقلت لهم سنتحدث بعد ذلك. توضئنا وجلسنا في صف صلاة الجماعة. كان الشهيد محمد خاني من أبناء جيلاوند من توابع مدينة دماوند حيث جلس إلي جانبي في صف الصلاة. كان شاباً يافعاً جداً ولم تنبت شعرة واحدة في وجهه آنذاك. كان مقاتلاً شجاعاً ومقداماً. قال لي أنه لايمكنه البكاء في الصلاة أو أثناء دعاء الندبة أو أي مكان آخر، الكل يبكي إلّا أنا. عندما انتهينا من أداء فريضة الصلاة، صلّي المقاتلون السجدة الأخيرة ورددوا مناجات أمير المؤمنين (عليه السلام) «إلهي قلبي محجوب ونفسي معيوب و...».عندما انتهت السجدة، رأينا الشهيد محمد خاني يبكي بغزارة. ربّت علي كتفه وقلت له :«أخي ! التمسك الدعاء. أنت تبكي؟» قال لي :«أرجوك لا تهيّج مشاعري». سألته ماذا حدث لك؟ قال سأقول لك لاحقاً. بعد أداء فريضة الصلاة عُدنا إلي مواقعنا في المخيمات. سألت المقاتلين الثلاث:« ماذا ستفعلون يا أخوة؟ اذا نويتم الذهاب فاذهبوا من هنا، لكن اذا ماندمتم غداً بشأن البقاء ولم تؤدوا واجبكم، ماذا ستفعلون حينها؟»قالوا :أخي لاتضعنا أمام الواجب». قلت سنشن العمليات ان شاء الله تعالي. قالوا دعنا نتحدث لدقائق فيما بيننا. لقد تحدثوا هؤلاء الثلاث فيما بينهم وعندما عادوا، سلّمونا استمارات التسوية وقالوا إنهم امتنعوا عن الذهاب وسيبقون هنا. لقد عادوا إلي كتيبتهم ومن بين هؤلاء الثلاث، استشهد إثنان منهم وبقيت جثامينهم علي مرتفعات كاني مانغا. سألت محمد خاني لماذا كنت تبكي؟ قال لي أحد هؤلاء الثلاث كان يبكي أثناء السجود ويقول الدعاء باللغة الفارسية ويقول:« إلهي إني أحبك كثيراً وأعلم أنك تحبني أيضاً، الآن حين أحبك وأن تحبني، لمذا لم استشهد حتي أكون في جانبكم؟ هذه قمّة الروحانية. يمكن أن أقول بكل ثقة أنّ دعاء أمير المؤمنين (عليه السلام) لربما لم يطرق مسمع هذا الشاب، لكن ماذا سيحدث إذا أصبح لسانه كلسان مولاه أمير المؤمنين (عليه السلام)؟ يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): «أنت ذلك الذي أحبّه، لهذا إجعلني أن أكون كيف ما تحب.» نطق بهذه الكلمات ونال درجة الشهادة الرفيعة والتحق بالرفيق الأعلي.

كان الشهيد اسماعيل معينيان معلماً لمادة الكيمياء في الثانوية. كان مخيّمنا يقع في منطقة هاجمها المنافقون والكوملة ووضعوا كمين هناك وتسبب ببعض المشاكل لنا، لهذا نقوم في الليل بالحراسة المشددة. في تلك الليلة كنت برفقة مقاتل آخر نقوم بواجب الحراسة حيث فجأة سمعنا أصوات. وجدنا شخصا يحوم علي المخيمات. اقتربنا منه ووجدناه الشهيد اسماعيل معينيان. سألته ماذا تفعل ؟ قال: «توجد عقارب عناكب ذئبية وقد تدخل علي المخيمات وتؤذي المقاتلين». قام الشهيد معينيان بإنشاء غرفة له خارج المخيمات وأضاء الفانوس حتي يمنع دخول العقارب وباقي الحشرات من الدخول إلي المخيمات. كان الجو بارداً جداً ورأينا أنه يذهب داخل المخيمات ويضع البطانيات علي المقاتلين. قلت له إذهب واخلد إلي النوم حيث قال هؤلاء المقاتلون لازالوا في ريعان شبابهم ويزيحون البطانيات من بأقدامهم ويصابون بالمرض من شدّة البرد. كانت هذه سلوكيات مقاتل مقدام. رويداً رويداً اقتربت من اسماعيل أكثر فأكثر. هو وبالرغم من عناية المقاتلين، كان يقوم بإجراء جميع أعمال المخيمات. كما يقول المقاتلون أنه يستيقظ في منتصف الليل ويقوم بإعداد مايحتاجونه.

 كنّا نستعد لعملية والفجر 4 في منطقة كاني مانغا، والتي تطل علي مدينة ماووت في العراق. حينها أعلنوا حالة الطوارئ وذهبت جميع الكتائب. تم إلغاء جميع الإجازات عندما ذهب المقاتلون إلى العملية. و تم إجلاء الكتيبة وكان علينا القيام بعملنا كذلك. في نفس الوقت، جاء شخص وناداني. عدت ووجدته سيد فرج الله عليان، كان مساعد طبيب ومدير القسم الصحي في كتيبة بلال. كانت كل كتيبة تحتوي علي 18 مُسعف، مسؤول واحد للقسم الصحي ومساعد أيضاً. قال لي هل بإمكانك أن تمنحني إجازة تستغرق 48 ساعة كي أذهب إلي طهران ومن ثم أعود؟ كنت حذراً من الناحية الإستخباراتية. قلت له هل طلبت الإذن من مسؤول كتيبتك؟ قال كلا. قلت له ثانية :« إذهب واستأذن من مسؤول كتيبتك وإذا وافق إذهب إلي طهران». قال قد لا يوافق. قلت إذا لم يسمح لك بذلك لايمكنني أن أمنحك إجازة. قال أقسم عليك بالله أن تمنحني إجازة كي أذهب. قلت وما سرّ كل هذا الإصرار؟ قال غداً هو أول يوم من شهر اكتوبر. كنت ومنذ سنوات أتمني أن أري ذهاب إبني إلي المدرسة. أريد أن أذهب كي أرافقه للمدرسة ومن ثم أعود معه إلي البيت. قلت له إذهب وعُد ثانية. ذهب عندما سمحت له. كنا في مريوان وكان الجو مظلماً. فجأة جاء شخص من الخلف وقال السلام عليكم أخي! التفتّ نحوه ووجدته سيد عليان. سألته هل ذهب للبيت؟ قال نعم. قلت وكيف كان اللقاء؟ قال :«استمتعت كثيراً، شعرت بمتعة لاتوصف». بدأت عمليات والفجر 4 واستشهد عليان علي مرتفعات كاني مانغا. عندما تم تنفيذ عملية فتح المبين، قال الإمام أيها المقاتلون قمتم بعمل جبّار. فتح الفتوح بالنسبة لنا هم هؤلاء الشباب الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أداء واجبهم. كان هؤلاء الشباب هم فتح الفتوح بعينه. الشباب الذين ضحوا بجميع أمنياتهم لهذا الغرض.

لقد استقرينا في مريوان من أجل تنفيذ عمليات والفجر 4. حيث بدأت العمليات وجميع الكتائب كانت علي أتم الإستعداد. كان الدور لكتيبة حبيب بن مظاهر التي يجب عليها أن تستعد. قبل أذان المغرب والعشاء بقليل ناداني الشهيد أحمد ياوري. سألته ماذا تفعل هنا؟ و هل ذهبت كتيبتكم إلي الخطّ الأمامي؟ قال نعم لكني لم استيقظ ووجدت جميع من في الكتيبة قد ذهب. رأيت في المنام أنّ جميع الشباب يغتسلون في جانب النهر. تقدمت نحوهم وسألتهم ماذا تفعلون؟ قالوا نغتسل غسل الشهادة. في المنام خلعت ملابسي وأردت أن أغتسل غسل الشهادة لكنني استيقظت حينها.عندما استيقظت رأيت أنّ المخيم فارغاً من المقاتلين والجميع قد ذهب. كان مسؤل الخدمات رجلاً طاعناً في السن وقال إنهم ذهبوا قبل حوالي ثلاث ساعات. ذهبت إلي جانب النهر واغتسلت بالرغم من برودة المياه .كان من المقرر أن التحق في الصباح الباكر بالمقاتلين. قضينا الليلة معنا وتحدثنا كثيراً وتصارعنا مع عدد من المقاتلين. سيطر علينا في تلك الليلة قلق ويقول باستمرار إنه يخشي أن يتأخر عن قافلة زملائه المقاتلين. في اليوم التالي ودعت الشهيد ياوري وهو التحق بكتيبة حبيب في مرتفعات كاني مانغا. لقد نال درجة الشهادة الرفيعة هناك وعاد جثمانه في عام 1994م. أينما وصلوا تصبح الدنيا لاقيمة لها في قاموسهم؟».

كتيبة الفاتحين

وتحدث السيد عباس بوستاني الراوي الثاني لبرنامج  ليالي الذكريات في نسختها المئتين والثامنة والتسعين. هو من مواليد عام 1969م وفي عام 1984م ذهب إلي جبهات القتال من خلال تحريف شهادة ميلاده. شارك في عمليات والفجر 8 وبيت المقدس 8 ومرصاد. قال السيد عباس بوستاني:« كنت في عام 2015 في خدمة الفاتحين. كما تواجدت في محرم عام 2015 في سورية ولكن لأسباب ما لم استطع البقاء للمشاركة في العمليات. لقد عاصرت عمليات يوم تاسوعاء وكنا مع قوات الدفاع في إحدي القري السورية ومن ثم عدت إلي طهران. من أجل إرسال القوات إلي سورية، يشارك المتطوعون في معسكرات عسكرية وتدريبات متكررة ولا يرسلون بسهولة. لم يكن من الممكن لأي شخص أن ينجح بالتدريبات بسهولة لكي يلتحق بقافلة مدافعي الحرم.عندما عدنا، كنا نبحث عن طريقة للعودة ثانية، حتي علمنا أن مقاتلي فاتحين اسلامشهر يريدون الذهاب. من ميزات كتيبة مقاتلي فاتحي إسلامشهر إنهم ليسوا من منطقة واحدة. افراد متعددين  إجتمعوا إلي جانب بعضهم البعض. كان لدينا عمل جماعي وتحت إطار المعسكر في العاصمة حيث يقوم بتأييد ارسالنا وذلك كان في المعسكر الذي يجب علي الوحدات أن تثبت قدراتها هناك حتي يتم قبولهم للذهاب.  لله الحمد لقد تواجد مقاتلونا في ذلك المعسكر وقضوا ليلتين صعبتين هناك حيث كانت تلك الأعمال مقدمة للأعمال التي يتوجب علينا فعلها في الشامات وحلب وخان طومان. قبل ذلك قام مقاتلونا بعمل صغير لكنه صعب جداً. قاموا حينها بفتح منطقة صغيرة تسمّي قلعجية حيث كانت السيطرة عليها بمثابة سهم في قلب العدو. كانت أطراف المنطقة في أيدي العدو وكانت هذه النقطة أمام صوامع خان طومان. كان وجود المحاربين هناك يمثل بعداً آخراً لخصوصية الكتيبة. عندما كانوا هناك، لم يقوموا بأي تحركات عسكرية ولم يطلقوا النارعلي العدو. لقد ازدادت مخاوف العدو ليتحدثوا مع أنفسهم لماذا لا نتحرك علي الإطلاق.

بعد حصولنا على الترخيص، تمت مناقشة الإرسال. يتم تحديد مَن سيذهبون من البداية ويتم إغلاق العمل من مكان آخر. كان عدد من المقاتلين متواجدين من البداية، تم الإستغناء عنهم  ولم يكونوا علي الإطلاق التحقوا بالقوات. هذه الأسماء يجب أن يتم تأييدها بلطف من السيدة زينب (سلام الله عليها). عندما أظهرت الكاميرا هذه المجموعة من الذين سيتم إرسالهم إلي هناك، مع كل شخص يريد مقابلته، يشيرون إلي مهدي قاضي خاني حيث كان مهدي أول من سيرسل من هذه الكتيبة. هو وثلاثة من المقاتلين الآخرين لقد استغنوا عن الماديات الدنيوية تماماً. إحدي ميزات السيد مهدي إنه كان بشوشاً ومرحاً إلي حد كبير ويضفي طابعاً إيجابياً علي الأجواء،لاسيما عند تواجد المقاتلين في المعسكر وبسبب خوضه فترات تدريبية متعددة، أصبحت القضايا التدريبية مؤذية إلي حدّ ما والعمل في المعسكر لايطاق بالنسبة لهم. كان يوم 26 من نوفمبر لعام 2015، يتزامن مع يوم التعبئة. كانت الجمعة وهو اليوم الذي سيتم فيه إرسال عدد من عشاق ومحبي لقاء حرم السيدة زينب (سلام الله عليها). كان المقاتلون يقولون أنّ امير سياوشي اقتطف برتقالة من الشجرة التي كانت في ضريح السيدة زينب (سلام الله عليها) وأكلها ومن هناك ذهبنا نحو ضريح السيدة رقية (سلام الله عليها). لقد تركنا تلك المنطقة وذهبنا إلي المنطقة المنشودة وهي مدينة حلب. كان البعض يتساءل لماذا حلب؟ لا ضريح في ذلك المكان؟ لكن أينما تراق الدماء في سبيل الدفاع عن الحرم ستكون محترمة. لم يكن المقاتلون يدّعون أرض ما. لقد قضي المقاتلون الليلة الأولي بعد وصولهم إلي دمشق في معسكر حوالي مدينة حلب. ذلك المكان يشبه معسكر (دوكوهه) في إبان فترة الدفاع المقدس. بعد ذلك، كنا في منطقة الخانات ومن ثم مدينة الحاضر، حيث تعتبر نقطة مهمة للجيش السوري والوحدات التي تم نشرها، وكانت حيوية للتحركات المستقبلية نحو خان طومان أو العيس أو طريق دمشق وحلب الدوليين.

أحد المقاتلون الذين كانوا في غرفتنا ونال درجة الشهادة الرفيعة، هو الشهيد قاضي خاني. قام الشهيد قاضي خاني بتقديم الخدمات في سورية كما كان يقدمها في طهران. كان إسماعيل كريمي أكثر الأفراد بهجة بيننا، لكنه صاحب حكمة وبصيرة. كما كان يواجه التكفيريين في العراق أيضاً. كان متآنساً مع المقاتلين الذين يعرفون بالفاطميين. قام بإهداء ملابسه الإضافية لهم قبل ليلة من استشهاده. كما قدموا لنا في إحدي الليالي كمية من اللحوم لإعداد المشويات. اقترح اسماعيل أن نتناول الطعام مع المقاتلين الفاطميين. ذهبنا نحوهم وجلسنا حول النار. تم قراءة الشعر بعد تناول العشاء حيث أبدي الشهيد كريمي علاقة بذلك وسجّل أشعارهم في دفتره الخاص.

في الليلة التي أعلنا فيها أننا يجب أن نذهب إلى خان طومان، كانت متزامنة مع ليلة الهجوم. رجال الدفاع المقدس لديهم الكثير من الذكريات في تلك الليلة. كنت أنا وإسماعيل في الغرفة وأردنا أن نأكل العشاء. كان إسماعيل فرحاً جداً بالعمليات. كان السيد أمير لطفي من ضمن مجموعتنا ومتحمس جداً. كما كان حميد رضا أسد اللهي أكثر تحمساً في تلك اللحظات. محسن فرامرزي وعباس علي زاده أكثر احتياجاً للشهادة. فيما ينتظر داود جوانمرد الشهادة بفارغ الصبر وكان الشهيد أمير سياوشي أسعد الأفراد فينا. أخر لحظات وداعنا مع بعضنا البعض في مكان اجتمع فيه المقاتلون وأقاموا مجلساً تأبينياً لأبي عبدالله (الإمام الحسين عليه السلام)».

رسول،28،مجتبي...

كان المتحدث الثالث حسن اعرابي. حيث قال: «لم نكن نحن مدافعو الحرم، كانت السيدة زينب (سلام الله عليها) هي من تدافع عنّا. لقد سيطرنا علي منطقة قلعجية. كنا في نقطة يتم إطلاق النار علينا من كل حدب وصوب. أخبرونا في الليلة السابعة عن وصول قوات جديدة ومن كانوا متواجدين في المنطقة، أن يتراجعوا إلي الخلف حتي تخلفهم القوات الجديدة. في هذه اللحظة، هاتفني أحد أصدقائنا يسمي حسن فرماني والذي يناديني تحت إسم مستعار (شرافت) وقال:«شرافت ،شرافت،سجاد؟»قلت أسمعك جيداً. قال الصديق مرتضي في الطريق إليكم. يعد مرتضي من المقاتلين الجيدين. قلت له لايمكن ذلك وعليه أن يبقي في الجبهات الخلفية. قال ثانية أنّ مرتضي يصر علي المجيء. وأنا رفضت. في النهاية سلم حسن فرماني اللاسلكي لمرتضي وذهب من هناك. قال مرتضي بصوت عال :«عندما يكون المقاتلون في الخطوط الأمامية، فكيف لي أن أبقي في الخلف؟ لقد جئت للدفاع عن حرم السيدة زينب (سلام الله عليها)». تعبت من إلحاحه لكن رفضت طلبه. قال سأتي إلي الخط الأمامي وقطع الإتصال. بعد حوالي ساعة، جاء مرتضي علي متان سيارة تويوتا برفقة حسن فرماني. غضبت كثيراً وسألته لماذا أتيت إلي هنا؟ قال إن المقاتلين يدافعون، فكيف لي أن أبقي هناك؟ في تلك الليلة قامت القوات المعادية بمهاجمتنا. كان الوضع حرج جداً. لقد سيطر 13 شخصاً علي حي قلعجية. قال لي قائدنا السيد محمد بهمني، عليك مراقبة الأمور حتي أذهب لكي أقوم بإدارة الأوضاع. قلت له بشجاعة نعم، ذهب محمد وبعد أقل من دقيقتين سمعت صوتاً يأتي نحونا. لقد غنّيت من شدّة الخوف. جاء شخص من الخلف وامسكني. صرخت وسألت من أنت؟ قال :«أنا مرتضي!»

عاد محمد وقال إنّ الليلة هي 28 من صفر وتصادف ليلة رحيل رسول الله (ص) وأيضاً إستشهاد الإمام الحسن المجتبي (عليه السلام)،عليك اطلاق سرّ الليل حتي لاينخدع المقاتلون أثناء قيامهم بواجب الحراسة. سنضع إسم كلمة السّر «رسول،28،مجتبي».خرج محمد في منتصف الليل ولم يجد حارسنا في مكانه. عندما عاد، كان الحارس يصرخ ويقول ضع يديك علي رأسك ولاتتحرك من مكانك وإذا كنت من مقاتلينا فعليك أن تقول كلمة السر. كان الحارس يصرخ ويقول له قل كلمة السر وهو يردده ويقول :«يا أخي لا أعرف ما هي كلمة السر. الليلة هي 28 من شهر صفر. رحلت النبي الأكرم (ص) واستشهاد الإمام الحسن (ع). كان يصرخ ويقول لا أعرف كلمة السر، أنا محمد بهمني، قائدكم. في النهاية عرفه الحارس. عندما وصل قال للحارس عليك ان تقوم وتقعد».

هذا وفي سياق متصل، قال السيد إعرابي في برنامج الذكريات في ليلتها المئتين والثامنة والتسعين:«كنت بجانب الشهيد مهدي قاضي خاني. كان يوماً بارداً إلي حد كبير. إذا سألني أحد ما هو اليوم الأسوأ في حياتك؟ سأقول غروب خان طومان. لقد وضعنا مهدي علي متن درجات نارية وأخرجناه من أيدي العدو. كنا لإثني عشر ساعة محاصرين في خان طومان. كانت أجساد شهدائنا علي الأرض طيلة يومين. كنت برفقة أمير حسين حاجي نصيري وعلي اتفاقي. كنا نربط أرجل الشهداء بحبال لكي نتمكن من جرّهم إلي الخلف. كان أمير سياوشي أول شهيد استطعنا أن نأخذه إلي الخلف والشهيد الثاني كان اسماعيل كريمي، من ثم كان هناك شهيداً من سورية وآخر من العراق. كان الشهيد أسد اللهي في الجانب الأيمن منّا ولقد وقع داخل حفرة ولم نتمكن من سحبه إلي الأعلي. في النهاية ذهبت إلي داخل الحفرة برفقة شخص آخر. كان العدو يطلق النار علينا بكثافة. لقد احتضنت حميد أسد اللهي و قبّلته وقلت له: «أرجوا أن لاتنسي. ضرنا وعدا، إذا ما ذهب أيّ واحد منّا قبل الآخر، سيشفع له هناك». أتحسّر لأنّ في تلك العمليات لم تكن من نصيبي حتي رصاصة واحدة؟ في ذلك المكان ربطنا قدم حميد بحبل وسحبناه إلي الأعلي وذهبنا به إلي مكان آمن، لكن فجأة أصبت برصاصة في جانبي. سألني رفيقي هل يمكنك النهوض؟ قلت له نعم وفي تلك اللحظة وعندما أردنا أن نرفع حميد، أصبت برصاصة ثانية. نادوا شخصاً آخراً ليساعد علي حمل جثمان حميد ونقله إلي مكان آمن. لقد سقطت علي الأرض حينها. ظننت أنّ الحبل الشوكي قد قُطع. قال الشهيد محسن فرامرزي سأذهب مع حسن إلي الخلف. قام محسن برفقة مقاتل آخر بوضعي علي كتفيهما والذهاب بي إلي مكان آمن. لم نذهب سوي 10 أمتار حتي أصبت برصاصة في يدي. عندما سأال محسن ماذا حدث لك يا أخي؟ سقط أرضاً منكفئاً علي وجهه. كان يوماً صعباً للغاية. دعا محسن الإمام الرضا (عليه السلام) وقال، ألم تقل أنني سآتي ثلاث مرات إلى جانبكم؟ تعال وخذني معك. كانت أجسادنا تنزف دماً وسقطنا علي حافة الطريق. كان يقول أريد الذهاب نحو الإمام الرضا (عليه السلام) حيث كان فرحاً ومسروراً. بعد ذلك أخبروني بأنّ محسن حلّ ضيفاً علي الإمام الرضا (عليه السلام). كان مقاتلو الحرم كمقاتلي الدفاع المقدس رجال ذوو شجاعة وكفاءة ومروءة وذات شخصية نبيلة».

الصلاة الأخيرة

كان حجة الإسلام محسن صفائي الراوي الأخير لبرنامج ليلة الذكريات. حيث قال: « لقد تعرفت علي الشهيد أسد اللهي في فتح منقطة قلعجية. كان وخلافاً لدراسته العليا ومظهره الدنيق، لديه قلب (قوي). لهذا السبب كان أحد الأشخاص المنضمين إلي وحدة المعلومات والإستطلاع ونظراً لإلمامه في مجال اللغة العربية، كان مترجماً هناك. كانت عملية خان طومان في ليلة السبت. لقد فتحنا المصحف في تلك اليلة وظهرت أمامنا الآية 82 من سورة هود حيث ذكر فيها عذاب قوم ونحن نعلم إنه هناك أنباء تلوح في الأفق. لقد ألُغي عملنا في تلك الليلة. كنا في وقت أخذ قسط من الراحة في الصباح حيث قالوا أنّ عدداً من المقاتلين اشتبكوا مع قوات العدو وحصل كما ذكر في الآية الكريمة. لقد فُتح حصن خان طومان القوي بعون من الله عز وجل بـ 30 أو 40 مقاتلاً، وبأبسط ما يكون تم تقديمه لجبهة المقاومين. حصل اشتباك وراء المخازن واستشهد كريمي وسياوشي وعدد من المقاتلين السوريين والعراقيين. ذهبنا خلف الجدار. اقترب موعد الأذان وأنا اتجهت نحو القبلة وتيممت وأديت فريضة الصلاة. كان حميد رضا أسد اللهي جالساً إلي جانبي. جلسنا جميعنا القرفصاء ونيران العدو تنهال علينا بشدّة. كان خندق حميد رضا.عندما اتجهت نحو القبلة لأتيمم، سقطت قذيفة بالقرب مني وتسبب بإصابة حميد رضا في شريانه. نهضنا ومددنا حميدرضا علي الأرض وانتزعت بسطاله وقام أحد منّا بقراءة القرآن الكريم. قلت لحميد رضا لقد تيممتَ وأنت علي إستعداد للصلاة، عليك بقراءة إحدي الأدعية لتحتسب صلاة في وقتها. لقد عانا من اختناق شديد وأنا لم أنتبه ماهي الأذكار التي رددها ومن ثم نال درجة الشهادة الرفيعة».

عُقد برنامج ليالي ذكريات الدفاع المقدس في نسختها المئتين والثامنة والتسعين، بجهود مركز الدراسات وبحوث الثقافة الأدبية والإستدامة ومكتب الأدب وفن المقاومة، في مساء الخميس الموافق ليوم 27 من ديسمبر لعام 2018م في قاعة (انديشه) الفنية. سيعقد البرنامج المقبل في 27 من شهر يناير.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2556


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة