مذكرات شهود القصف الكيميائي

مريم رجبي
ترجمة: حسن حيدري

2018-12-8


خاص موقع تاريخ إيران الشفوي، عُقد برنامج ليايلي ذكريات الدفاع المقدس في نسختها المئتين والسابعة والتسعين في يوم الخميس الموافق 22 من نوفمبر لعام 2018م في صالة سورة الفنية. حيث قام في هذه المراسيم كل من السيد حسين وحدتي وبروين كريمي وأمير سعيد زاده بالحديثعن ذكرياتهم في فترة الحرب المفروضة التي فرضها جيش صدام علي جمهورية إيران الإسلامية.

رجال الأيام الصعبة

كان الراوي الأول للبرنامج، السيد حسين وحدتي، قائد قسم الطب في لواء الإمام الحسن (عليه السلام) في سنوات الدفاع المقدس.كان واحداً من الأشخاص الأوائل الذين حصلوا علي شهادة مساعد طبيب آنذاك. قال حسين وحدتي:«حديثي هنا حول ذكريات عملية خيبر. حيث كانت عملية خيبر قد حدثت في هور الهويزة .الهور عبارة عن منطقة يتواجد فيها الماء بعمق حوالي مترين أو ثلاثة أمتار. كما نمي داخل هذه المياه القصب و يطلق عليها هور الهويزة. الجزء العلوي منها يطلق عليه هور العظيم... طول هور العظيم كثير جداً و يبلغ عرضه من ساحلنا حتي الساحل العراقي حوال 45 كيلومتراً. كنّا نقوم بمهامنا وواجبتنا في لواء الإمام الحسن (عليه السلام). كان غالبية مقاتلي اللواء من أبناء المناطق الجنوبية، من مدينة بهبهان و عدد من أبناء الشوش و آخرين من مقاتلي مدينة الأهواز. كنت أقوم بواجبي في ما سبق في مدينة الأهواز و وفقاً للتجارب التي عندي، حددوا مهمتي في هذه المنطقة. عندما أبلغوني عن مهمتي، ذهبت برفقة القيادة لإستطلاع المنطقة. حتي الطيور لاتطير في تلك المنطقة وكانت خالية وخصبة. كنّا حوالي 20 شخصاً. كان من المقرر أن ندخل منطقة هور الهويزة خلال 48 ساعة و من ثم نقوم بالعملية. كانت إحدى خصائص عملية خيبر هي مراعاة مبدأ المفاجأة. ربما كان أحد أسباب نجاحها الأولي هو الالتزام بالمبدأ نفسه.

قبل بضعة أيام من إبلاغنا بالمهمة المنشودة ، كنا نقيم في فندق في مدينة آبادان. بالتزامن مع الإعلان عن المهمة، بدأت حرب المدن. في حرب المدن، هاجم العراق مدننا بانتظام و بشكل متسلسل، لكن إيران لم تجب أبداً، حتى اضطرت إيران للرد على هجماتهم و قصفت المدن العراقية و هددتهم بالتصعيد أيضاً. حينما لم يهتم العراق بتهديد إيران، بدأت إيران بقصف المدن العراقية، لكن هناك فرقاً شاسعاً بين القصف العراقي والإيراني، لقد قلبت مدينة آبادان رأساً علي عقب بقصفها المكثّف وأحرق الأخضر واليابس في هذه المدينة خلال 24 ساعة فقط. كنا في ذلك الوقت في هور العظيم. في ذلك الوقت كنّا نقوم بجمع القوات و الإمكانيات لكي نسير صوب مكان المهمة، لكن كان لدينا العديد من الجرحي. وبالإضافة إلي علاج الجرحي، توجب علينا الذهاب نحو منطقة العمليات.قمنا بنقل المعدات و الأجهزة خلال 24 ساعة إلي معسكر أميرية الذي سمّي فيما بعد باسم الشهيد غلامي قائد اللواء آنذاك. كما ذهب خلال 24 ساعة الثانية أيضاً جميع مقاتلي الوحدة نحو معسكر الشهيد غلامي حيث استقروا في منطقة شتلي في هورالهويزة. إمتلأت الأماكن التي كنا ننوي الإستقرار فيها لكي نقوم بعلاج واسناد الجرحي. لايوجد أي مكان للإستقرار ، وامتلأت كافة الأراضي المحيطة بنا بالقوات الأخري التي كانت تريد البقاء هناك. كانت الوحدات تتواجد هناك بشكل كبير وقريبة علي بعضها البعض ولربما هذا يعتبر نقصاً وعيباً من المنظور العسكري. حتي إذا ما حصلنا علي مكان للإستقرار ، لبقينا إلي جانبهم، لكن اضطرينا أن نبتعد لحوالي ثلاثة كيلومترات و أن نبني خيمة الطوارئ في تلك المنطقة. في ذلك الوقت لم يكن لدينا الوقت الكافي و أجبرنا علي إقامة قسم الطوارئ الرئيسي داخل ذلك المخيم. للحفاظ على الأمن، تم بناء ساتر مرتفع بجانب الخيام حتى لا يتعرضوا للأذى و القصف على أقل التقديرات. وبينما كنا نقيم حالة طوارئ ، كانت القوات تركب القوارب وتذهب إلى مناطق العمليات.

كانت وحدتنا تتواجد في عمليات خيبر،كما كانت هذه المنطقة جزء من منطقة عمليات خيبر. كانت وحدتنا قد دخلت من جانبين، جزء منها كنا نرتبط بهم عن طريق القوارب فقط كما كانت هناك قريتان و هما البيضة والصخرة و يوجد جزء منها نرتبط به عن طريق المروحيات، مكان يسمي طريق الخندق.بعد ذلك قاموا بإطلاق اسم الخندق عليها حيث كنّا فيما سبق نطلق عليها اللوحة أو الطريق. توجب علينا أن نتردد عن طريق المروحية فقط و أن نقوم بإسناد و دعم قواتنا الأمامية.في أول فرصة سنحت لنا،منحونا مروحية حتي نقوم بنقل الإمكانيات والمعدات اللازمة لقسم الطوارئ ومركز الإغاثة. في 22 من فبراير لعام 1984م، قاموا بإدخال القوات إلي منطقة العمليات و منحونا طائرة. كان طريق الخندق حوالي 5 كيلومترات. جانب منه يرتبط بالأراضي العراقية والجانب الآخر بالهور. نحن أيضاً قمنا بإنزال قواتنا في نهاية هذا الطريق و إلي جانب الهور. كما استقرت وحدة الطوارئ في ذلك المكان. عندما كانت القوات مشغولة بالطوارئ، كانت قوات الإغاثة الأخرى تتحرك مع التسهيلات اللازمة للخط الذي سلكه وسيطر عليه المقاتلون. في تلك العملية، لم يعتقد العراق أبداً أنّ إيران ستعبر المسافة التي تبلغ طولها 45 كيلومتراً وأن تستولي عليها بالكامل.كان العراق يعتبر الهور حاجزاً طبيعياً لا يمكن العبور منه. في الحقيقة أن الهور من جوانب عسكرية مختلفة غير قابل للعبور بهذه السهولة. ربما كان العراق قد خمّن هذا الأمر، لكن المقاتلين أثبتوا أنهم يستطيعون القيام بوظائف أكثر وأفضل من هذه المهمة الملقاة علي عاتقهم. وتمكّنت القوات من الاستيلاء بسهولة على الساحل العراقي بعدد قليل من الجرحى. كما قمنا بنشر مركز الإنقاذ في تلك المنطقة. كان الوضع هادئاً للغاية وعُدت إلى قسم الطوارئ. حتى أحضرنا بنك الدم إلى غرفة الطوارئ وكان لدينا ما يكفي منه. قررت الذهاب إلى العقبة، وحلّ مكاني  جلال قادري، نائب الوحدة الصحية ، في المنطقة .كما عدت في الليل إلي هناك.

في اليوم التالي، واجهنا مشهداً غريباً في العقبة. تمركزت وحدات أخرى في الجزء الخلفي من الجبهة وكان الوضع مختلف جداً. أدركنا فجأة أن شيئاً جديداً يحدث هنا. لقد تعرضنا إلي قصف كيميائي من قبل القوات العراقية. لقد بدأ العراق بشكل خفيف في قصف أجزاء مختلفة بالمواد الكيميائية، لكن الهجوم الواسع النطاق استهدف هور الهويزة. بالطبع، قبل العملية ، كان لدينا تنبّؤات بالقصف الكيميائي حيث اتخذنا سلسلة من الإجراءات والتدابير اللازمة. وضعنا حقائب خاصة لإزالة الملوثات تحت تصرف القوات، وتم وضع عدد من الأدوية في غرفة الطوارئ. كان لدينا حتى آلات لإيقاف القنابل الكيماوية، ولكن ليس ما الكفاية. كانت هناك سيارة تأتي لإزالة القنبلة الكيميائية و أيضاً إطفاء القنابل الكيميائية بشكل سريع، لكنها غير كافية. تسبب هذا القصف الكيميائي في إصابة جميع قوات الإسناد. المكان الوحيد الذي يمكن أن يساعدهم هو حالة الطوارئ التي كنا نعدها قليلاً. في تلك الحالة الطارئة ، قدر الإمكان، أعطينا أدوية أولية للجرحى المصابين بالمواد الكيميائية حيث يتم ارسالهم إلي المستشفيات من هناك. عندما ذهبت إلى غرفة الطوارئ، رأيت أن العدوى كانت شديدة جداً. أمرتهم برفع حواف الخيمة للحد من تلوث الهواء في غرفة الطوارئ. لأن القوات جاءت بجسم ملوث بمواد كيميائية  إلى غرفة الطوارئ وكان هناك مصدر للتلوث. في هذه الحالة، اضطرت جميع قوات الدعم والإسناد إلي العودة للخلف. في نهاية المطاف، أصيبت القوات العاملة داخل قسم الطوارئ بالعدوى وأعادتها إلى العقبة. خلال طلباتنا، تم ابتعاث قوات جديدة من معسكر الأهواز واستطعنا أن نستبدلهم في تلك الظروف القاسية. قررت الذهاب إلي طريق الخندق والإطلاع علي ما يجري هناك. رأيت ثلاث طائرات هليكوبتر.  جلبت ثلاث شاحنات محملة بالذخائر لتحميل المروحيات ونقلها إلى المقاتلين في الخط الأمامي. قبل أن تهبط طائرة هليكوبتر في تلك المنطقة، كان هناك مائة شخص لتحميل المعدات والانتقال إلى الأمام، ولكن لم يكن هناك أحد في تلك اللحظة باستثناء طيار المروحيات وسائقي الشاحنات. حاولنا مساعدة السواق لتحميل المعدات في طائرات هليكوبتر. عندما أراد الطيارون الإقلاع، قالوا يجب أن يرافقنا شخص واحد علي متن كل مروحية، وإلا لن نطير. ركبت برفقة إثنين من السواق علي متن المروحية و طلبنا من الطيارين الإقلاع.

عندما وصلنا إلى منطقة العمليات، رأينا أن الوضع غير مستقر وأجبرت القوات على التراجع لأنه لايوجد أي دعم وإسناد في تلك المنطقة. قد يكون نقد الأصدقاء لماذا أتحدث عن التراجع. كانت الحرب تراجع وتقدمي على حد سواء، ولا ينبغي لنا أن نتحدث دائماً عن الذكريات التقدمية فقط. يجب أن يقال أنه إذا استولينا على جزيرة مجنون في جزء من الجزر الشمالية والجنوبية، سيكون علينا التراجع في أماكن، وذلك بسبب فقدان الدعم والإسناد اللازمين. لم تكن هناك طريقة ولا يمكن للقوات أن تقف وتموت، لأننا لا نريد التراجع. التراجع للخلف في الوقت المناسب،  يمكن أن يكون ناجحاً. هذا التراجع قد يعطينا بعض الخبرة. عندما هبطت طائرات الهليكوبتر ورغبت في تفريغ المركبات، كانت بعض القوات على عجلة من أمرها للوصول إلى المروحية وركوبها. كما لم تكن معنويات جميع القوى متشابهة، فبعضهم كان لديهم معنويات مرتفعة، وربما كان بإمكاننا دفعهم إلى الوراء، وبعضهم لم يتحمل ويرغب في مغادرة المنطقة بشكل أسرع. ألقينا الذخيرة بصعوبة ونزلنا هناك. جاءت فرصة وأخبرت السيد قادري أن عليه الركوب والعودة بسرعة. أصر على البقاء لكنني أرغمته علي الذهاب. حالما أرادت طائرات الهليكوبتر الثلاث الإقلاع ، وصلت الطائرات العراقية و فتحت النيران عليها. في تلك الأثناء اشتعلت إحدي المروحيات.لم تقصفنا الطائرات بالقنابل بل اكتفت بفتح النار عليها، لهذا احترق الجزء العلوي من المروحية. حالما شب الحريق في المروحية، ذهب الطيار ومساعد الطيار إلى المروحية و ركبا علي متنها. قاموا بقيادة طائرتين مروحيتين واقلعا من هناك. عندما ارتفعت المروحيات،وضع بعض المقاتلين أرجلهم علي الدواسة و وضعوا أيديهم علي المروحية حيث لم تغلق أبوابها. بأي شكل من الأشكال، أقلعت المروحيات وعندما كانوا يحلّقون فوق المياه، أطلقت الطائرات العراقية النيران عليهم  لكنهم لم ينجحوا في استهدافها،كانت كل القوى تراقب هذا المشهد. ذهبت طائرات الهليكوبتر بعيداً عن تلك النقطة الإستراتيجية. كان هناك حوالي 100 مصاب، وجرح بعضهم مرة أخرى، حيث قمنا بتقديم العلاج لهم. كان الطاقم الطبي يقوم بما هو مطلوب قدر الإمكان. ذهبت إلى عبد العلي بهروزي، نائب قائد مركز قيادة اللواء حيث كان جالساً في مقره.  طلبت منه الاتصال لتعود المروحية ثانية، لكنه قال إنه من غير المرجح أن تعود المروحيات مرة أخرى.  طلبت منه أن يتصل على الأقل. مرت ساعة وكنا نأمل ويأس من عودة الطائرات .هنا، أظهر الطيارون أنهم رجال الأيام الصعبة. كانت الرحلات الجوية عادية إلى حد ما، ولكن من هنا فصاعداً، كان التحليق مختلفاً جداً ، لأنهم رأوا بأعينهم كيف أحرقت طائرة عراقية واحدة من المروحيات ورأو كيف أطلقت الطائرات العراقية النار عليهم. وبمساعدة الطيارين، تمكنا من إعادة الجرحى في رحلتين إلى ثلاث رحلات. كما طلبنا من الجنود إعادة الجرحى إلى الخلف ثم ركوبهم والعودة بهم. أثبتت القوات هنا أنهم رجال الأيام الصعبة. كنا على طريق، جانب منه في العراق وآخر في مياه الهور. من ناحية أخرى، لم يكن من الواضح ما إذا كانت رحلة أخرى ستتم بعد كل رحلة. كانت القوارب غير قادرة على الوصول إلي تلك المنطقة، وكان ارتباطنا الوحيد يتم عبر المجال الجوّي فقط. استمعت إلينا القوات وانتظرت الصعود بعد الإنتهاء من صعود الجرحى. كانوا يساعدون على نقل الجرحى داخل المروحية. في ذلك الوقت، كنت شاباً في العشرين من العمر أفعل هذه الأشياء وأديرها. أعني بالقول إن هذه إدارة جيدة للشباب في الحرب. هؤلاء هم الشباب الذين يستطيعون حل مشاكل هذا البلد. لا أريد أن أقول إنني كنت شجاعاً جداً ولم أكن أرغب في العودة. كنت أبحث عن فرصة للخروج من ذلك الموقف، لكنني لم أتمكن من ترك المصابين والعودة مع الرحلة الأولى. أرسلنا الجميع وأصيب أربعة فقط. قلت لنفسي أننا سنكون جميعاً علي متن الرحلات القادمة ويمكننا العودة، ولكن للأسف، لم يتم القيام برحلة أخرى. مع اقتراب غروب الشمس وكان هناك الكثير من المقاتلين  والمصابين الذين بقوا في ذلك المنطقة. قد لا يكون من المنطقي التوصل لطائرة مروحية في تلك الحالة من الظلام. ذهبت إلى مركز القيادة وقالوا إنهم كانوا يتصلون وكان من المفترض أن يأتي قارب نحونا.. عندما عدت إلى الجرحى، جائني خبراً بوصول القوارب، وكان علينا أن نأخذ الجرحى ،أخذناهم نحو القارب وانطلقوا إلي الخلف. كان ذلك قارباً قابلاً للنفخ.عندما ركبنا علي متن القارب، وصلت المياه إلي داخل القارب و إذا تحركنا لربما سيدخل الماء أكثر فأكثر داخله . خوفاً من الغرق، تحركنا ببطء إلي الأمام.تحركنا لحوالي كيلومتر و وصلنا بعد ذلك إلي مفترق طرق. كان الهور بشكل ممرات مائية و داخل القصب كأنما أحدثت طرق موازية لبعضها البعض. طرق مثل الجمع وكانت شمالية وجنوبية وشرقية وغربية. عندما وصلنا إلي المفترق الأول، سألني قائد القارب الذي كنت أناديه بالسكّاني، إلي أي جهة أذهب؟! سألته أنك قائد القارب و عليك أن تقول إلي أي جهة نذهب. عندما سألت هذا السؤال، ظننت أنه جاء من العقبة وأعطانا القارب لاستعادة الجرحى. سألته، قال إنني لم أقود هذا القارب حتى الآن، حيث أنه قارب القيادة و أرسلوها لكم. هنا أدركت أن قادتنا هم أيضاً رجال الأيام الصعبة والمصيرية. كان قاربهم ويمكنهم الاحتفاظ به، لكنهم رفضوا إبقاء هذا الامتياز لأنفسهم ووضعه تحت تصرفنا ونقل الجرحى. هم أنفسهم آمنوا بالله.

علي أية حال،عندما وصلنا إلي المفترق ولم يعرف سائق القارب من أي جهة سنذهب، تذكرت حينما كنا علي متن المروحية، كنت أنظر من الأعلي إلي الأسفل. رأيت أننا نتحرك نحو الجنوب الغربي ونقطع القنوات عند 45 درجة. فكنت أحسب أنه إذا ذهبنا الآن إلى ممر مائي إلى الشرق وآخر إلى الشمال، فسوف نصل إلى خط المياه الرئيسي ونصل في النهاية إلى سواحلنا. وجدت النجمة الشمالية التي ساعدتنا في تحديد الطريق. انتقلنا مع هذه الفرضية، وبعد حوالي ساعتين إلى ثلاث ساعات وصلنا إلى القناة الرئيسية التي تميزت بالحبل. كانت هذه القناة متصلة بالجانب الذي كان الطريق الوحيد عبر القارب. عند رؤية هذه القناة وجدنا أن الطريق صحيح. بعد التحرك قليلاً، وصلنا إلى عدد من القوارب التي بقيت هناك ولا تعرف اتجاه المنطقة التي كنا فيها.عندما  رأوا أن قاربنا قد تضرر بشدة، قاموا بتغيير قاربنا مع أحد قواربهم. حددنا لهم الطريق، وأخذوا معهم سائق قاربنا لكي يدلهم على ذلك الطريق بشكل صحيح. انفصلنا عنهم. عندما ركبنا مع هذا القارب لمدة ساعة تقريباً، رأينا لنج كبير غارق في المياه ولم يتبقي إلا القليل منه خارج الماء.كان هناك شخص مسلح ولديه قارب. عندما أردنا الذهاب ، أوقفنا وقال أنه لا يوجد قارب له الحق في العودة. قلنا إن الجرحى معنا، لكنه لم يقبل . قال يجب عليكم النزول من القارب و الركوب في هذا اللنج ، يجب على القارب العودة إلى المنطقة وجلب المصابين. بينما كنت أتحدث معه عن الجرحى، أخذ أحد المصابين قدمي وقال إنني بخير، خذنا ودع القارب يعود إلى المنطقة. اكتشفت أن رجالنا الجرحى أيضاً هم رجال الأيام الصعبة. على الرغم من أن حياتهم كانت في خطر، أرادوا أن يعود القارب لإنقاذ أرواح بقية الجرحى، حتى لو ضحوا بأنفسهم.  بقينا في اللنج وحافظنا على الجرحى حوالي 2-3 ساعات حتى جاء قارب وأخرجنا إلى ساحلنا. لقد ركبنا علي متن القارب أثناء غروب الشمس. عندما وصلنا إلي الساحل،كان شروق الشمس قريباً، لقد بقينا لحوالي 14 أو 15 ساعة علي سطح الماء مع هؤلاء الجرحي، لكننا أوصلناهم سالمين غانمين إلي قسم الطوارئ ولم يحدث لهم أي مكروه ولله الحمد».

كانت هناك جبهة أيضاً

كان الراوي الثاني للبرنامج، السيدة بروين كريمي، من شهود القصف الكيميائي في سردشت حيث قالت:« عشنا في طهران قبل الثورة. كان لدينا منزل في سردشت وكنا نتردد عليه آنذاك. عندما بدأت الحرب، وقال الإمام الخميني لن تبقى الجبهات فارغة، عاد والدي إلى سردشت، أخذ والدي اخوتي الصغار مع والدتي. إلي سردشت.حيث تعتبر مدينة حدودية تبعد حوالي نصف ساعة بالسيارة عن العراق. تم قصفها من اليوم الأول حتى اليوم الأخير من الحرب. في اليوم الأول من الحرب، استشهد حوالي 20 إلى 30 شخصًا هناك.  في ذلك الوقت، لم يكن أحد يعلم أن هناك حرب. مرت سنوات وكان أبي لا يزال في الحرب برفقة إخوتي. في أواخر الحرب رزق أخي بمولود، وذهبنا جميعا إلى سردشت لرؤية ذلك الطفل من طهران. أخي الآخر لم يكن في سردشت لعدة سنوات، لم يرافقنا أثناء تلك الرحلة، لهذا حجز تذكرة طائرة نحو أرومية وجاء من هناك إلي سردشت. لقد مرّ شهران على زواجي . تناولنا الغداء في أجواء خاصة في ذلك اليوم. منذ وقت طويل و أنا لم أحتس الشاي من يد أمي، طلبت منها أن تعطيني الشاي وذهبت بعد ذلك  إلى الحمام وغسلت الأطفال. كان الأولاد مولعين بي لدرجة أن ابن أخي قال لي: عمّتي! أقسم عليك بالله أن لاتتزوجي. كان هؤلاء الأطفال يعتقدون أني أذا تزوجت سأبتعد عنهم. عندما غسلت الأطفال، طرقت والدتي باب الحمام وقالت: تعالي يا بروين لقد جاءت الطائرات ثانية. كانت الطائرات تأتي لعدة مرات في بعض الأيام لكنني لم أخش منها علي الإطلاق. غسلت الملابس. كان الحمام يقع بين المطبخ و غرفة نوم أخي الصغير قادر.عندما انتهيت من أعمالي، ذهبت إلي غرفة أخي. بعد دخولي إلي الغرفة، قُصف المنزل بالقنابل. لقد خفت المشهد. كنت أذهب نحو فناء البيت و في تلك اللحظة استوقفني أخي في الطريق وقال: ماذا تفعلين؟ قلت: لا أعرف. ذهبت إلي فناء المنزل.كان الفناء مزدحمة ويضجّ بالأصوات.كان بيتنا يقع في حي سرچشمه سردشت، لهذا السبب كل من كان في السوق جاء إلي بيتنا.قالوا لنا أنهم قصفوا الحي بالكيميائي،عليكم أن تضعوا قطعة قماش مبتلة علي فمكم. لم أعرف أن الماء وجميع الملابس التي كانت معلقة علي الحبال ملوثة.قمت بوضع الملابس في بركة الماء وأقدمها للناس ولعائلتي. كما أنني لم أحتفظ بقطعة واحدة من تلك الملابس . أردت أن لايحدث أي مكروه لهؤلاء الناس ولم أفكر بنفسي علي الإطلاق، لكنهم استشهدوا جميعاً و بقيت أنا وحدي. الشي الذي يؤلمني دائماً و أبداً، هو لو علم الناس ماهو الكيمياوي و مايجب فعله أثناء قصف المدينة بالكيميائي، لبقي عدد من أفراد أسرتي و الأشخاص الذين لجأوا داخل بيتنا،على قيد الحياة. أنا أفتخر لأنني ابنة رجل ترك طهران من أجل أوامر الإمام الراحل و جاء برفقة أبنائه إلي سردشت حتي لا تفرغ الجبهات. لربما يقول البعض ليست جبهة، لكن هناك كانت الجبهة بعينها».

معرفة الذات ومعرفة العدو

كان أمير سعيد زاده، الراوي الثالث. حيث قال:«كان شقيق السيدة كريمي صديقي المقرب و والدها كان أستاذي أيضاً.كان أحد زعماء العشائر في مدينة سردشت. على الرغم من أن لديه موارد مالية كبيرة، إلا أنه تصرف بناءً على نصيحة الإمام. كنت حاضراً ورأيت هذه المشاهد. في ذلك الوقت كنا صغاراً واعتبرنا و لقد عرفني الحرس الثوري للتعرف علي الطابور الخامس الآن يطلق علي الطابور الخامس بالنفوذي أو المتنفذ.الطابور الخامس هم عبارة عن أشخاص يأتون بسرعة بعد قصف قوات صدام ويكتبون تقريراً عن الموقع الجغرافي و نسبة الدمار هناك إلي جيش صدام. كانوا فرعاً من المنافقين. كنّا نذهب بشكل خفي لنتعرف عليهم. لله الحمد تمكنا إلي جانب هذا العمل أن نقوم بعمل الإغاثة .كانت طائرات صدام تحلق فوق المدينة في كل يوم وتقصف و تذهب. حيث قال الإمام الراحل أن لاتترك وراء الجبهات و أن لاتبقي فارغة. بقي الناس و صمدوا و قاوموا تلك الظروف الصعبة. في كل مرة تقصف الطائرات، كان العديد من المواطنين ينالون درجة الشهادة الرفيعة.في ذلك اليوم كانت الساعة تشير إلي الساعة الرابعة عصراً حيث حلقت الطائرات فوق سماء المدينة. كان ارتفاعها منخفضاً جداً ويمكن مشاهدتها. كان صوت انفجار القنبلة أقل بكثير من صوت الانفجارات السابقة. ذهبت إلى الناس للمساعدة.  قال الناس أن واحداً فقط استشهد وشكرنا الله. قالوا أنهم استهدفوا الأنبوب الرئيسي. فجأة استنشقت رائحة و قالوا أنه الكيمياوي. لم نعرف الكيمياوي و لم تكن التجارب كافية. كنا شباباً وأقسمنا أن لانترك الساحة و ذهبنا للإغاثة. في حوالي الساعة العاشرة صباحاً، أصيب حوالي 1000 شخص. مزقنا ملابس أي مصاب،. و نضع علي جسده مرهم كالزبادي. فعلنا العمل الأولي لهم. كما اقتلعنا مقاعد الحافلة واستخدمناها كسيارة إسعاف. حتي الشخص الذي يرافق المصاب بالكيمياوي،سيتلوث جسده أيضاً. أكثرهم أصيبوا بالمواد الكيميائية، لجأ الناس إلى الطابق السفلي ليكونوا آمنين، ولكن في القصف الكيميائي يحدث عكس ذلك الأمر. المواد الكيميائية ثقيلة ومنخفضة، وأولئك الذين لجأوا إلى تلك الأماكن كانوا الأكثر إصابة. الآن لدي 27٪ من رئتي وأنا أعيش مع الأكسجين، ومثل السيدة كريمي، لدي مشكلة في توفير الدواء. كنت واحداً من هؤلاء الأشخاص الذين عملوا مع حجة الإسلام روائي شيرازي والسيد باريك بين، الذين كانوا في المنفى في سردشت قبل الثورة، جنباً إلى جنب مع حسين عادل زاده، علي صالحي، رحمت علي بور ووالد السيدة كريمي عملنا واجتهدنا من أجل الثورة.كنا نقوم بنشر وتوزيع الإعلانات والمنشورات. لم أكن أعرف الإمام الخميني. كنت صغيراً ولم يكن لدي فهم أو دراية سياسية. حتى في يوم من الأيام عندما كنا نطوي المنشورات والإعلانيات، رأيت صورة رجل عجوز يحمل صينية الشاي في يده. سألت صديقي من هو؟ قال إنه الإمام الخميني . لقد عملنا بإخلاص. كان هناك تضامن بين الطالب والعمال والعاملين في السوق والمعلمين والأكراد واللروالبلوش، الذين أوصلوا  الثورة إلى هنا.  كنا متحدين مع بعضنا البعض. الآن علينا أن نعرف أنفسنا ثم العدو.

ذهبت إلى الحرس الثوري للدفاع عن البلاد، وفي عام 1979، بسبب قناعتي وعقيدتي الثورية، تم أسري في الحرب الأهلية، من قبل المناوئين للثورة حيث أصدروا حكم الإعدام بحقي بعد التعذيب والاضطهاد. عندما كنت في السجن، التقيت شخصاً يدّعى كيانوش كلزار راغب، الذي لم يكن لديه لحية أو شارب آنذاك. كان صغيراً جدا لكني وثقت به من بين باقي  السجناء. فكرت في الهروب. حلمت أن نهراً غمرته المياه في سردشت وأردت الذهاب إلى جانب النهر.عندما كانت أمواج الماء تتلاطم،كأنما كان مكتوباً عليها آيات قرآنية. فجأة ظهر هناك رجلاً طاعناً في السن حيث جميع ملابسه ولحيته وشنبه متسم بالبياض.سألني هل تريد الذهاب إلي الجانب الآخر من هذا النهر؟ قلت له : نعم. سألني ثانية، هل تريد أن أوصلك إلي ذلك الجانب الآخر من النهر؟ قلت : من أنت؟ قال: إنني الخميني! مسك يدي هذا الرجل العجوز و ذهب بي إلي ذلك الجانب من النهر. لم يكن هناك سجل لأي شخص قادر على الهروب من سجن الكوملة. كنت أول شخص فعل ذلك، وكانت ضربة قوية لهم. أخذوا والدي وقالوا إن والدك من قام بتهريبك من السجن. أنا، وجنباً إلى جنب مع كيانوش كلزار راغب، رسمنا خطّة الهروب من هناك. تم القبض على شقيق كيانوش قبل ذلك. كنت أعرف أن شقيق كيانوش قد أعدم لكن كيانوش لم يكن يعلم بإعدامه. تم أسر كيانوش وشقيقه في يوم واحد، وتم إعدام شقيق كيانوش، ولكن ولأنه كان صغيراً في العمر لم يعدموه و احتفظوا به .لقد ندم في اللحظات الأخيرة علي فكرة الهروب من السجن. بعد الإفراج عنه سألته عن سبب ندمه وقلت له لماذا لم ترافقني بالهروب؟ قال : قلت إذا هربت سيقوموا بإعدام أخي، في حال تم إعدام شقيقه من قبل وهو لايعلم بذلك. عندما عدت إلى إيران وانضممت مرة أخرى إلى المقاتلين والثوريين، أمر المنافقون بقصق منزلنا بالآربي جي ونهب منزلنا لكن الجيران منعوهم من ذلك، لكن لسوء الحظ قاموا باغتيال أخي بدلاً مني . قالوا لهم بأنني كنت في الطريق، لم يقولوا اسمي وأخبروهم فقط باسم عائلتي. ثم اعتقلوا والدي. في نفس اليوم الذي استشهد فيه أخي، أردنا أن نذهب لخطبة فتاة له.. في فضاء ومدرسة و أفكار لا يمكننا التوقف عنها بفقدان أحبائنا. هذه الثورة هي للشهداء، ونحن الوصي والحارس عليها.

وتابع قائلاً:« يمكن أن يكون المقاتل في الجبهة لديه عدة مهام وسمات. كنت في وحدة الدعم.  أثناء عملية والفجر 4. حدث جزء من العملية في سردشت وذهبت إلى الخدمات اللوجستية. رأيت أن شخصا ما كان يرتدي ملابساً رمادية وساقط على الأرض. فكرت في نفسي قد يكون من المنافقين المناوئين للثورة و يريد أن يستوقف سيارتي و من ثم يبادر بقتلي. بعدها قلت مع نفسي ربما من قوات التعبئة . توكلت علي الله ووقفت. رأيته من من قوات الباسيج حيث أصيب بجروح. كان ذلك الرجل في منتصف العمر. قلت له اتكئ علي شجرة الإجاص وقلت له: هل تريد أن أقطف لك من هذه الفاكهة؟ قال : لا. ليس صاحبها هنا حتي نستأذنه. هذا لايجوز وحرام. فكرت أن نذهب إلي ذلك الجانب من الوادي. قلت له: إنّ مدفعيات الجيش العراقي تمر من هنا ولربما تصيبنا. وافق علي ذلك. ذهبنا إلي ذلك الجانب وكان يصر عليّ أن أذهب حتي لا أصيب بمكروه أو يتم أسري. بعد مضيّ بضعة دقائق قٌصف ذلك المكان بالمدفعية العراقية، أي في نفس المكان الذي كنا جالسين فيه. سقطعت جميع فواكه شجرة الإجاص علي الأرض. قال لي : هل رأيت ما فعله الله عز وجل؟ لقد أمر الله القاذفة أن تصيب الشجرة حتي نأكل من ثمراتها».

وقال السيد سعيد زاده في نهاية كلمته:« قبل الحرب المفروضة في منطقتنا كانت هناك حرب أهلية. أرادت الثورة المضادة فصل كردستان عن إيران. قالوا لنا لديهم متفجرات تعمل، ولم نشاهد تلك المتفجرات من قبل. قلت لأخي علي، الذي استشهد فيما بعد، إذا رأيت هذا، فهناك قنبلة ويجب ألا تلمسها. جاء يوماً وقال إن القنابل التي ذكرتها كانت تحت الأشجار بجانب قبر الشهداء. قاموا بتنظيمها للساعة الرابعة والنصف عصراً حينما يتواجد جمع غفير من الأهالي. إذا ما انفجرت، لكان عدد الضحايا لا يعد ولايحصي. ذهبت ورأيت نفس الشيء الذي تحدثوا عنه من قبل. لأنني غير مختص في هذا الأمر، لم ألمسه علي الإطلاق. أخبرت القاعدة عن ذلك حيث جاء حينها الشهيد علي صياد شيرازي برفقة عدد من زملائه. لم يسمح لأحد بلمس تلك المتفجرات. وقال : هذا العمل (إزالة تلك المتفجرات) علي عاتقي و عليكم أن تستلقوا علي الأرض حتي لاتصابوا بأي مكروه».

عقدت برنامج ليالي الذكريات للدفاع المقدس في نسختها المئتين والسابعة والتسعين، بهمة وجهود مركز الدراسات و ابحاث الثقافة الأدبية و الإستدامة ومكتب الأدب وفن المقاومة، في يوم الخميس الموافق 22 من نوفمبر لعام 2018م في صالة سورة الفنية. سيعقد البرنامج الآتي في السابع والعشرين من ديسمبر لهذا العام.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2659


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة