نقد ناتج الحوار

لماذا لا يمكن اعتبار أي مقابلة، مقابلة تاريخ شفهي؟

شيما دينادار رستمي
ترجمة: حسن حيدري

2018-10-19


 

خاص موقع تاريخ إيران الشفوي، عُقد إجتماع تعريف ونقد كتاب «في هاوية الحادث» بحضور الدكتور علي أكبر اعتماد، راوي الكتاب ومحمد حسين يزداني راد، المحاور ومحرر الكتاب، شفيقة نيك نفس وغلام رضا عزيزي، ناقد، في تاريخ 26 سبتمبر لعام 2018م في دار أهل القلم التابعة لمؤسسة بيت الكتاب.

الطرق والأساليب المتخذة لإجراء المقابلة

في بادئ الأمر أشارالسيد يزداني راد إلى أنّ كتاب «في هاوية الحادث» إتخذ مساراً حتي تمت طباعته و قال أيضاً : يجب أولاً تقديم وصف أولي لفئة التاريخ الشفهي. التاريخ الشفهي هو، وفقا للتعريف المعطى، طريقة جمع المعلومات في شكل مقابلة. عادة في المقابلات، هناك نوع من الخطاب، وإذا كان هذا نتيجة لهذا الخطاب التاريخي، فإن عنوان التاريخ الشفهي يشير إليه.

وأوضح عمّا يطلق علي نوعية مقابلات التاريخ الشفهي أساسا قائلاً: لماذا لا يمكن تسمية إجراء أي مقابلة، بمقابلة التاريخ الشفهي؟ ما هي أنواع المقابلات وما هي عملية التاريخ الشفهي؟كما تعلمون أن مناقشة التاريخ قد حدثت طوال حياتنا، وفي الواقع، كل كائن حي لديه وعي في مجال التاريخ، وكل شيء له واقع تاريخي، كما أّن المقابلات هي أيضا ليست مستبعدة من هذه القضية.

كما قال المؤلف أنه في أواخر عام 2007م قمت بإجراء مقابلة مع الراحل إحسان يارشاطر عن طريق خدمة اسكايب : كما أشار هو عن إجراء مقابلات متعددة، طرح هذا السؤال قائلاً: ماسبب إصرارك علي إجراء مقابلة معي وأنت في ذلك الجانب من العالم؟ بعد ما قدمت بعض التوضيحات ، قال إنني أجريت مقابلة قبل 60 سنة.  كانت هناك لهجة في إيران تُدعى «وفسي» ، والذين أخبروني أن الشخص الوحيد الباقي على قيد الحياة كان رجلاً يبلغ من العمر 90 عامًا في كاشان (أعتقد أنه آران وبيدكل) وقمت بإجراء مقابلة معه. هذه المقابلة من منظور علم اللغة هي الوثيقة الوحيدة المتبقية من لهجة وفسي حيث تمكنت من الحفاظ عليها. وتساءل عما إذا كان يمكن الآن اعتبار هذه المقابلة تاريخاً شفهياً أم لا؟

تابع يزداني راد قائلاً: بعد حواراتنا وعندما أوضحت أن عملنا هو التاريخ الشفهي وما هي العملية المتخذة لإنتاج مقابلة في مجال التاريخ الشفهي، قلت إن هذا لا يتناسب مع قضية التاريخ الشفهي ، ولأنه لديك لغة احتفظت بها من أجل إطارها العلمي، لكن النقاش التاريخي ليس موجوداً في طياتها. سئل كيف؟ قلت: إذا سألت أسئلتك تاريخياً، على سبيل المثال، في أي فترة من الزمن أنشأت (على سبيل المثال، هذا الرجل الطاعن في السن لم يستطع الإجابة عن أسئلتك) ، منذ متي أصبح ذلك شائعاً، ما هي اللغة المستخدمة، وما إذا كان هناك اختلاف في اللهجة، في أجزاء أخرى من إيران، كيف يمكن تحديد هذا الإختلاف، يطلق التاريخ الشفهي علي مثل هذه المقابلة التي تحكمها عملية التاريخ في مناقشتها.

و أضاف يزداني راد مثالاً آخراً: أتذكر أني تحدثت مرة واحدة مع الأستاذ عزت الله انتظامي عن جمع تاريخ السينما . في المنزل، قطعنا موعد في بيت الفنانين و التقيناه هناك. السؤال الأول الذي سئلني هو ما الذي تعرفه عنّي؟ قدمت شرحاً مفصّلاً، وقلت له سماحة الأستاذ لديك كتابين تحت عنوان «سحر المشهد» و«السيد الفنّان». فيلمك الأول كان «الإهمال» الذي تم تدميره في النار في استوديو إسماعيل كوشان.  بعد ذلك، ساهمت بفيلم تقاطع الحوادث مع ناصر ملك مطيعي، والذي لعبت فيه دور البائع. حتي قبل فيلم «البقرة» لم يكن لديك دوراً جاداً. قال: يا للعجب! لديكم معلومات جيدة لكن كل هذه المعلومات كانت خفية في كتبنا. قلت نعم، لكن ما يهمنا هو أن نبدأ في مناقشة تاريخية معك، مثل تاريخ «المسرح الواحد» كان هناك أكثر من 200 مجموعة مسرحية في لاله زار حيث توجد الآن حوالي 50 أو 60 مجموعة منها فقط. كانت لدينا مجموعة متنوعة من المسرح. كنت أحد تلاميذ الراحل نوشين الذي كان مؤسساً للمسرح الإيراني الحديث. نريد أن نسألك عن هذه القضايا. ضحك الأستاذ وقال : لا ليس كذلك، مثل هذا العمل كان جدياً. أريد أن أقول الفرق بين المقابلات مع السيد إنتظامي، على الرغم من نشر كتابين، نحن جعلنا هذا الاختلاف بالنسبة له.

وفي إشارة إلى صورة الدكتور داريوش شايكان في محل الإجتماع، قال: أجرينا نفس المناقشة مع الدكتور شايكان.  كان لديه مقابلة مفصلة مع رامين جهانبكلو. وأشار قائلاً بأن لدينا 500 صفحة من المقابلات، وأثبتت مرة أخرى للأستاذ أنّ هذا العمل ليست مقابلة حول التاريخ الشفهي لأنها لاتمت بصلة للعملية التاريخية. كيف تبدو المقابلات في العملية التاريخية؟ قلت إنه على أي حال، يجب أن نعرّفك كمفكر تعرّف أفكاره في جميع أنحاء العالم ، في شكل تاريخ فكري، وهو نفس التاريخ الشفهي. على سبيل المثال، دعونا نلقي نظرة على ما تقف عليه وكيف يمكنك التأثير عليه. في نهاية المطاف، في العملية التي تحدثت إليكم، خضع كتاب الدكتور اعتماد إلى مثل هذه العملية عملياً.

تعرفت إلى الدكتور اعتماد في عام 2010 ، وقال: عرفه الدكتور برويز بيران وقال إنه طالب في مركز الأبحاث، وهو بارز للغاية في بعض المجالات، وإذا ما أجريت معه المقابلة، فسوف تحصل على نتائج جيدة. لقد أجريت تحقيقاً وشاهدت الكثير من الأعمال عن الدكتور اعتماد. درست مسارين لفتا انتباهي، وأدركت أن هذه الأعمال كانت في شكل مقابلة، وأن هناك مناقشات تاريخية حوله في كتاب منظمة الطاقة الذرية. لا أريد أن أقول إنه ليس تاريخاً شفهياً على الإطلاق ، لكنه لم يكن تاريخاً شفهياً شاملاً. لأنه إنسان شامل في عدة مجالات، وإذا قرأت الكتاب، ستجد أنه قد قام بالكثير من العمل في عدة مجالات وبدأنا العمل على أساس الدراسات التي قمنا بها. في جميع المقابلات الشخصية الشفهية، من المعتاد أن نأخذ أولاً السيرة الذاتية و مدارج الشخص الدراسية، وهذا أمر مهم بسبب ما هو تاريخ التعليم، و يعتبر أحد اهتماماتي. سوف أدرس هذا القسم في جميع مقابلات التاريخ الشفهي لتحديد النظام والإجراءات التي تحكم مجال التربية والتعليم، والتعليم العالي والتي كانت نتاج وحصيلة هؤلاء الأشخاص. سألنا الدكتورعن هذا ووجدنا، السبب أنه اتخذ طريقه الصواب، كان هناك مدرس رياضيات يدعى محمد طاهر معيري.

وأوضح السيد يزداني راد قائلاً: قال الدكتور إنه عمل معي بشكل جيد، حتى عندما جئت إلى معهد البرز في طهران، عندما كان مدرس الرياضيات يطرح مسائل صعبة للغاية، كنت الوحيد القادر على حل هذه المشكلة. سألني في أحد الأيام أين درست؟ قلت: همدان . قال: من كان معلم الرياضيات؟ قلت: السيد معيري. وقال: حين يزور طهران، دعونا نلتقي به، لأنه عمل بشكل جيد معك في مجال الرياضيات. وذكر أنه بدأ مقابلة مع اعتماد في عام 2012م ، مضيفا: «لقد بحثت بشكل كبير في ذلك العام حتى وجدت السيد معيري . كان يبلغ من العمر 97 عاماً ويقيم في الولايات المتحدة، حيث كان حاصلاً على درجة الماجستير وكان عضواً في الجمعية الأمريكية لعلماء الرياضيات. شرحت موضوع التربية والتعليم في الخارج في نفس مقدمة الكتاب. بالطبع ، أطلب من الشخص الذي أجري معه مقابلة التاريخ الشفهي أن يحدثني عن الألعاب المحلية أيضاً. لأن هذا أمر تاريخي بذاته. كانت الألعاب البدنية مؤثرة للغاية، وللأسف، إن الجيل الجديد ليس على دراية بهذه المواضيع.

وذكر أنه في كتابه «هاوية الحادث»، قمت بدراسة مقطع الدكتوراه للدكتور اعتماد في الخارج وأسباب اهتمامه باختيار «الفيزياء النووية»، على الرغم من أنه كان ينوي قراءة دورة «الإلكترونيات» ، ولكن لسبب ما  قرأ الفيزياء النووية.  الدراسة الثانية التي توصلت إليها من وجهة النظر التاريخية كانت التأثير الذي أحدثته عملية إنشاء وزارة العلوم ومعهد أبحاث المركز. كان مساعداً لوزير العلوم وكان مؤثراً جداً في التخطيط للتعليم وبناء الجامعات، وهو بحد ذاته نقاش تاريخي في تاريخ وزارة العلوم والتخطيط في إيران.

وفقاً لما قاله يزداني راد، كان من المثير للاهتمام ملاحظة أن الدكتور اعتماد كان مؤثراً جداً في إنشاء جامعة بو علي برؤية و نظرة حديثة وجديدة. للأسف، حتى يومنا هذا، بقي فارغاً في وزارة العلوم . من المثير للاهتمام ملاحظة أن نموذج إنشاء جامعة بوعلي كان نموذجاً احتذته و قلدته اليونسكو ونفذته في العديد من البلدان. يعتقد الدكتور اعتماد أنه يجب علينا إزالة النظام الدراسي الواحد والدروس الفردية، وقال إنه عند إنشاء جامعة بوعلي، لم يكن هناك أي شيء تحت مسمي النظام الواحد على الإطلاق، وكان ما أفكر فيه هو أن يقوم الطلاب بالتحقيق أولاً وتحديد احتياجات مدينة همدان على سبيل المثال، وتحديد المواهب في قطاعات الاقتصاد والمجالات الأخرى. ثم يقومون بالتحقق من ذلك وإعطاء نتائج الأبحاث لأصحاب الصناعة والحرف والمؤسسات الأخرى، وإنشاء علاقة بين الجامعة والصناعة.  كما تقوم وزارة العلوم الآن بتسليط الضوء على هذه الخطة.

وأضاف المحاضر في التاريخ الشفهي، إلى أنّ منظمة الطاقة الذرية كانت موضوعا آخر ذا أهمية تاريخية قائلاً: كان الدكتور اعتماد أول رئيس لمنظمة الطاقة الذرية يبدأ خطة عمله بشكل مبرمج. عندما اقترح محمد رضا بهلوي عليه أن يكون رئيساً لهيئة الطاقة الذرية، لم يقبل ذلك ببساطة. وهو يعد برنامجاً ويقول إذا قرأت برنامجي وأعجبك، فسأتولي رئاسة المنظمة. كان لديه عقل هندسي منذ البداية، حيث قام بتصميم النموذج، وبوصفه الرئيس الأول لمنظمة الطاقة الذرية، فإن هذا القسم يعتبر جزء من تاريخ المنظمة. أعطينا هذا الموضوع إهتماماً كبيراً وناقشناه بشكل دقيق علي قدر استطاعتنا، على سبيل المثال، طلبنا الراتب والمخطط التنظيمي والعقود التي كانت موضوع نقاش تاريخي.  يتمتع الدكتور اعتماد بذاكرة عظيمة ومن حيث ترتيبها كان جيداً للغاية.

وأضاف السيد يزداني راد قائلاً: تابعت محور الكتاب كله بطريقة تاريخية. مواد أخرى كانت تتحدث حول الجوانب الشخصية للدكتور اعتماد. إنه ليس عالما نوويا فقط، وربما الشيء المثير للاهتمام هو أنه إذا نظرنا إلى نهاية الكتاب، فقد أرفقنا قصائده الشعرية. وهو أيضا رجل أديب، وأقول هذا مستنداً بالوثائق والمعلومات اللازمة. في إحدي الليالي كان السيد بهاء الدين خرمشاهي، كامران فاني وداريوش شايكان ضيوف لدي الدكتور اعتماد. قدم الدكتور قصيدة  لحافظ معتمدا على  معنى جديد وموثق، وقال السيد خرمشاهي، الأخصائي المعاصر في أشعار حافظ ، إنني لم أسمع ذلك من قبل. حاولنا أيضاً تضمين هذا الجانب في الكتاب ليكون كتاباً شاملاً.

وقال الكاتب «في هاوية الحادث» عن موضوع تحرير وإعداد الكتاب: لقد بدأنا المقابلة منذ عام 2012م والذي استمر لغاية نهاية السنة نفسها. كما أخذنا المقابلات التكميلية والإضافية في عام 2013م أيضاً. كانت هذه العملية بسبب رحلة الراوي (إلي خارج البلاد) كما كنّا ولفترة سنة كاملة نبحث عن ترخيص لنشره. وأخيراً، تم نشر الكتاب عام 1396 .وبالنظر إلى أنّ الراوي لديه وجهة نظر في هذا الموضوع، بعد أن أعدنا النص قمنا بتقديمه له للإدلاء بآرائه، حيث قام بتعريف أحد زملائه القدامي «مهران رهكذر» وهو أيضاً من أسرة ذو سمعة فنية. شقيقه ، كيهان رهكذر، الذي كان مخرجاً لمسلسل بوعلي سينا، وعلاوة على ذلك، مترجم وناقد أدبي، لكن لديه وجهات نظر معينة حول الكتابة. على سبيل المثال، كتب بعض الكلمات بجدية تامة ولم يقبل أسلوب الكتابة لأكاديمية اللغة.

وأضاف قائلاً: لحوالي 6 أشهر قمنا بمناقشة السيد رهكذار حول هذه القضية و قدمنا النص ثانية للدكتور اعتماد و هناك نقاط لم ترق للدكتور في النص مرة أخري. في نهاية المطاف، قمت بتحرير النص 23 مرة لمدة 6 أشهر تقريباً وأرسلت جميع التعديلات إلى االدكتور، وفي المرة الثالثة والعشرين، سمح الدكتور اعتماد بإرسال الكتاب للنشر. كما كان يمكننا توثيق النص وتوفير المزيد من المصاد، وباستطاعتنا أيضاً إضافة حوالي 200 إلى 250 صفحة للكتاب، لكن هدف الدكتور هو تبسيط قراءة الكتاب إلى سائر شرائح المجتمع وقال يجب عليكم إتخاذ حداً متوسطاً في السرد، وفي النهاية حاولوا أن لاينجرف الجمهور نحو الهامش.

وأشار السيد يزداني راد لل «لغة المقابلة» قائلاً: في المقابلات الشفهية  يقولون إنه يجب الحفاظ على لغة الشخص الذي تتم مقابلته في النص. هذا لا يعني أننا سننفذ الخطاب نفسه الذي ألقاه الشخص في المقابلة، ولكن لا ينبغي لنا أن نزيل التصريحات المتبادلة. يستخدم الدكتور اعتمادا دائما لكلمة «الاحتواء» في مناقشة التقنيات النووية. على سبيل المثال ، قال: نحن نسيطر علي الماء الثقيل، أي قمنا بالسيطرة عليه. كما استخدمنا دائمًا كلمة ضوء و ليزر و بي وي آر، واستخدمت جميع هذه الكلمات ولم احذف واحدة منها علي الإطلاق. عندما أرسلت هذا النص إلى صديق لأخذ رأيه فيه، قال: ما هذه السيطرة ؟ قلت إن هذا يبدو لي، وربما هذا واضحاً، وبدلاً من ذلك، إننا نحيط بالتكنولوجيا علماً، لكنني حاولت أن أحافظ على لغة الشخص حين الحوار.

في النهاية قال: أشكر جميع المؤثرين على جودة وتحسين هذا الكتاب. أشكر موظفي المكتبة الوطنية والمحفوظات الإيرانية، وأقترح مشاهدة فيلم «أنا أكبر اعتماد، أكسر النووي» من إنتاج و إعداد أحمد رضا كنجه اي وسيد وحيد حسيني.

 

الحاجة إلى كتابة مقدمة شاملة

وتحدثت السيدة شفيقة نيك نفس، رئيسة قسم التاريخ الشفهي في المكتبة الوطنية والمحفوظات، قائلة إنّ نشر الكتاب في همدان تعتبر خطوة مباركة: أعطت إدارة التوثيق الوطني والمكتبة الوطنية في همدان عملاً رائعاً للمجتمع البحثي، حيث خطوتهم هذه تذكر ثم تشكر.وقد نُشر هذا العمل على الرغم من القيود التي تواجهها الوكالات الحكومية في القطاع التنفيذي، وخاصة عندما نعرف أن نشر هذا العمل في إدارة المحافظات كان له بالتأكيد تعقيداته الخاصة به. غير أنه مع الجهود الحثيثة التي أجراها السيد تكلو (المدير العام للمكتبة الوطنية في منطقة غرب البلاد) والسيد يزداني راد، استطاع هذا العمل أن يبصر النور ونأمل أن يستمر في أعمال أخرى.

وأشارت إلى أنه سبق أن قرأت الكتاب لإدخاله على الموقع ، قائلة: لذا فقد احتفظت بالكتاب فقط في هذا الجانب. لم أفكر أبداً في أنني أريد أن أكون في موقع النقد لكتاب من هذا القبيل له جانب تخصصي ومهني يتحدث عن قضايا الطاقة الذرية والنووية، وهي مسألة تتعلق بالتنمية. في هذه المجالات، لست على دراية كافية، ولكن هناك بعض النقاط في منهجية التاريخ الشفهي، ومخاطبي الرئيسي هو السيد يزداني راد، على أمل أن تكون الأعمال الأخرى التي ستنشر فيما بعد أفضل بكثير من هذا العمل. بالطبع، إن كتاب «في هاوية الحادث» جيد جداً لدرجة أنني قد لا أمتلك توصية خاصة.

وقالت السيدة نيك نفس: يمكن مراجعة هذا الكتاب من بعض وجهات النظر. واحد من حيث الشكل والمظهر ورسومات الكتاب وغيرها من القضايا الظاهرة. من حيث منهج التاريخ الشفهي، يمكننا دراسة الكتاب، وهو أكثر في طريقة عمل المحاور ومن حيث خصائص وميزات الشخص الذي تمت مقابلته ومن حيث طريقة البحث التي نتعامل معها في مرحلة الصياغة. مثل التوثيق، وإعداد شريط الترجمة، والإعلانات، وإدخال المعلومات، وهلم جرا. هذا الكتاب هو كتاب جذاب للغاية. قام إبراهيم حقيقي، وهو فنان شهير في مجال الرسوم، بتصميم هذا العمل. يختلف تصميم هذا العمل عن الأعمال الأخرى التي نتعامل معها داخل منظمة المكتبة الوطنية، وأعطتها بعض القيمة لهذا المحتوى. في هذا الكتاب، لدي علاقة جيدة بين الشكل والمحتوى الذي أحبه كثيرا.

وقالت إنه بالمعنى العام للمحتوى، فإن كتاب «في هاوية الحادث» ذو جودة عالية وقابل للقراءة وأضافت: عندما نمسك الكتاب ونبدأ بتصفح أوراقه، نحصل على الكثير من المحتوى ونحب أن نرى ما يحدث. وكما أشار المؤلف، فإن نص الكتاب ليس له تعقيد خاص، وعبر عنه ببساطة تامة، بينما المفاهيم المشار إليها هي على درجة عالية من التخصص والمهنية، وإشير لمفاهيم أكثر في مجال الطاقة الذرية. ومع ذلك، يتم شرح نص الكتاب بشكل كبير بلغة واضحة. كما يستطيع إلى حد كبير أي شخص يريد أن يأخذ الكتاب والاستفادة منه وزيادة مستوياته العلمية في هذا المجال. أستطيع القول إن المعلومات الواردة في الكتاب مفيدة لنا بقراءتها كوحدة دراسية جامعية.

كما أضاف هذا الباحث في مجال التاريخ الشفهي قائلاً: القضية التي أثيرت في الكتاب قبل 68 عاماً في إيران.  أي أنه منذ عام 1950م، أثيرت مسألة امتلاك الطاقة النووية في إيران. كما أنها كانت قضية عالمية لم تشرعها إيران. كما كانت مسألة توفير الطاقة على مستوى العالم، ومن المستحسن أن تستخدم هذه الصناعة في مجال الطاقة النووية وستكون المنظمة العالمية موجودة. لكن، كما يقول السيد اعتماد، يبدو أن إيران لا تستطيع فتح النقاش في البلاد، لأنه لا يوجد خبراء أخصائيين في هذا المجال علي صعيد إيران. يبدأ العمل ببساطة جداً عن طريق دفتر إنشاء مكتب صغير، حيث يمر بعدة مراحل و بدايتها تكون جامعة طهران حتى يأتي الدكتور اعتماد إلى إيران. إن موضوع تأسيس منظمة الطاقة الذرية يتم طرحه من خلال مثابرة كبيرة ويؤسس هذه المنظمة باهتمام ونزاهة كبيرين. تم دعم هذا العمل واسناده أيضاً، ولكن لم يكن كل شيء خاص به. إصرارها يزيح الحواجز ويصل إلى درجة معينة من التنظيم ومراحله المختلفة . يبلغ عمر هذه القضايا حوالي 68 عاماً، لكن المنظمة نفسها تأسست عام 1974م، أي قبل أربع سنوات من انتصار الثورة. لذلك إذا أراد أي شخص اليوم متابعة قضايا الطاقة النووية كمسألة تسببت الآن في تحمل العقوبات، فمن المقرر أن يبدأ بقراءة وتصفّح كتب الدكتور اعتماد، حيث يمكن العثور على جميع السجلات في هذه الكتب. حتى في مجال الدبلوماسية، يمكن استخدام هذه الكتب.

ووفقا لما قالته السيدة نيك نفيس، فإن الشيء المثير للاهتمام في هذا الكتاب هو أنّ السيد اعتماد قد اختار جمهوره من جيل الشباب، ويقول إن هذه النقاط  التي تحدثت عنها في هذا الكتاب «أتحدث أكثر مع الشباب».لأنني لن أكون غداً، ويحتاج الشباب اليوم إلى معرفة كيف يقدم مسار الحياة الأشخاص إلي الأمام. ( أي أنّ معظم اهتمامه في طرح قضاياه هو أن يحكي قصة حياته للتأثير على الشباب في الوقت الراهن). الشيء الأكثر أهمية هي الإرادة والإصرار والجهد المبذول لتحقيقها. كان هذا إحساس في ذلك الوقت موجود في حياتنا. (هذا يعني أنّ طريقة التعليم هي إحياء هذا الشعور عند الأبناء) ، لكنهم اليوم يدمرونهم  من خلال تمتعهم بأدوات تدمر شبابهم  وتنتزع منهم الإرادة عن طريقها». عندما قرأت هذه الأجزاء من الكتاب شعرت أن وجود السيد يزداني راد  و السيد كنجه اي جنبا إلى جنب مع السيد اعتماد حثه على التعبير عن هذه الذكريات كدروس لحياة الشباب، وهنا يمكننا أن نشعر بتأثير حضورمن أجريت معه المقابلة.

وفي إشارة إلى الكتب المنشورة عن الدكتور اعتماد ، قالت: على سبيل المثال ، تم نشر المقابلة مع السيد غلام رضا أفخمي في خطة الدراسات التاريخية الإيرانية  والتي أجريت في أمريكا، تحت عنوان «برنامج إيران للطاقة الذرية، الجهود والتوترات».  والتي تمت طباعتها في مشروع خطة التاريخ الشفهي للتنمية والإعمار. وعلاوة على ذلك، أجريت مقابلة مع السيد اعتماد أيضاً حول مشروع البهلوي الثاني، حيث أنه نسخة كاملة منها متوفرة في المكتبة الوطنية والمحفوظات في إيران.  بخلاف ذلك، نشر السيد مجيد كرمي كتاباً في الأيام القليلة الماضية. في التاريخ الشفهي، يتمثل المبدأ المهني في تركيز عقل الشخص الذي يريد المقابلة على ما يريد قوله. إذا وضعت نفسك في موقف الشخص الذي تجري المقابلة معه وتريد أن تتذكر ماضيك، يمكنك أن ترى مدى صعوبة تذكر الماضي. على وجه التحديد، نريد أن نتحدث بالتفصيل وبشكل هادف.

أكدت السيدة نيك نفس على: أنّ العديد من المقابلات مع السيد اعتماد جعلت عقله جاهزاً وشفافاً، والذي قد يكون له ميزة ما. يمكن أن يكون انعكاس هذا الأمر بالنسبة للسيد يزداني راد ما يمكن فعله لعدم التكرار، لكن هناك تفكير آخر وهو أنه يحتوي على أرضية جاهزة يمكن من خلاله إنتاج عمل أفضل. في الكثير من أجزاء الكتاب نجد أن السيد اعتماد يقول علي سبيل المثال أنني واجهت هذه المشكلة وراجعت إلي الشاه أو هويدا و من خلال طرح القضية استطعت حلها. لقد واجهنا عدة أماكن تسمى محمد رضا بهلوي وكنت مندهشاً للغاية لعدم وجود أسمائهما في فهرس الكتاب. جعلني أشك فيه إلى حد ما حول ما إذا كان هذا الأمر مقصوداً ؟ هذا غريب بالنسبة لي، لأنه لا ينبغي أن يكون هناك اعتراض على ذلك.

وذكَّرت قائلة: لقد نوقشت أيضاً الحوارات حول التاريخ الشفهي. إحدى القضايا التي نواجهها في التاريخ الشفهي هي أننا جميعاً نتأثر بتنوع وكيفية الخطابات القائمة. يمكن أن تكون الخطابات ملاحظات أو وجهات نظر حول العائلة البهلوية، أو العكس من ذلك، العداء لهم. تتضمن هذه الخطابات أحياناً ملاحظات في عملنا المهني. هذه هي فعالة وموجودة في التاريخ الشفهي، وأنا أؤمن بشدة من الذي يقوم بإجراء هذه المقابلة وما هي الأجواء التي خلقها للمحاور. هذه المساحة يمكن أن تجعل المحاور يكرر الروتين الذي اعتاد عليه، أو قول ما يحتفظ فيه في ذاكرته. النقطة التي حدثت في هذا الكتاب هي أنه من خلال إجراء المقابلات في 30 جلسة، ينبغي أن يكون هناك تواصل جيد للغاية بين الشخص الذي تمت مقابلته وبين الشخص الذي يجري المقابلة، مما سيخلق بيئة ثقة تسمح بتوفير مساحة للمعلومات. نشعر أن هذا الفضاء قد تم إنشاؤه في هذا الكتاب.

في نقدها لهيكلية أسئلة المحاور، قالت: إن هيكل هذه الأسئلة جافة و ميكانيكية للغاية. هذا هو جو الحوار الذي لا نتوقع حدوثه في مقابلة التاريخ الشفهي، و إذا حدث علي سبيل المثال، تمت إزالته هنا. يختلف مجال الأسئلة عن مساحة الروايات. الروايات لها جو أكثر حلاوة وأكثر متعة. الأسئلة هي مثل أسئلة الإمتحان. جافة للغاية وانعدامها لن يغير شيئا. لأن المسار الذي يجب أن تتشكل من خلال المحادثة يُرى أحياناً، وأحياناً لا، إلى الحد الذي أشعر فيه أن الكتاب مشابه للمذكرات المكتوبة ذاتياً، والذي يختلف عن متطلبات وضروريات التاريخ الشفهي.

قالت الخبيرة في التاريخ الشفهي، هناك بعض الأسئلة التي أعتقد أنها ستكون مفيدة إذا كان الجواب مكتوباً في المقدمة. على سبيل المثال، ما هو عدد أيام الأسبوع التي عقدت فيها المقابلة وما هي الفترة الزمنية؟ قال السيد يزداني راد إن المقابلة استمرت سنة واحدة لكن لم يذكر هذه النقطة في مقدمة الكتاب. بالنظر إلى أن السيد اعتماد عادة ما يتنقل من مكان لآخر، كم مرة جرت المقابلات من سنة إلى أخرى؟ في طهران أو همدان؟ كم كانت الفترة الزمنية لكل مقابلة؟ كان من الجيد أن يكتب المؤلف في مقدمة الكتاب عن شخصية السيد اعتماد بناء على تجربته الخاصة وما الذي حصل عليه منه؟ هل واجهتك أية مشاكل أثناء المقابلة؟ على سبيل المثال، وفاة عزيز أو شخص آخر يريد التأثير على مسار المقابلة. هل هناك أي مصادر مماثلة لإجراء المقابلات، وهل هناك أي روايات متناظرة في المصادر مع رواية السيد اعتماد حول قضية ما، حتى لو كانت هذه الروايات متناقضة؟ هل تم استخدامها؟

استمرت السيدة نيك نفس حول مقدمة الكتاب قائلة: ما هو شكل الكتاب وما هي مصادر الوثائق المستخدمة؟ في بعض الحالات ، أُزيلت المحتويات (بالتأكيد توجد مواضيع قد حذفت و تمت ازالتها) ، كما أنه من الجيد الإشارة إليها في المقدمة، وأين هو مصدر المقابلة (في شكل مصادر صوتية وفيديو) ، وأين يجب أن يذهب من يريد الحصول علي أصل تلك النسخ؟ كيف أثرت هجرة الدكتور اعتماد إلى فرنسا في أعقاب الظروف الخاصة له بعد الثورة؟

وفقا لما قالته، إنه إذا كان المؤلف يضيف إلى استنتاجاته في المقدم ، فسيضيف ذلك علي قيمة الكتاب ومكانته كذلك.

الحاجة إلى وثائق دقيقة في تجميع العمل

وقال غلام رضا عزيزي، مدير معهد وثائق المكتبات الوطنية، وهو الناقد الآخر للكتاب، إنّ الاجتماع عقد بسبب مقابلة السيد اعتماد. من الصعب إجراء مقابلات مع أشخاص مثل الدكتور اعتماد، إذ ذكرياته مرتبطة بجزء مهم من تاريخ بلد ما ولعب دوراً هاماً في الوقت المناسب ، وهو يعتبر موقف حساس في هذا المجال. إن دور الشخص الذي يجري المقابلة هو شبيه بصيد الأسماك في المحيط والبحر، والذي يجب عليه رغم أي صعوبة أن يوجه السمك نحو الشبك ليجلس  لإجراء المقابلة. في مجتمع مرت به ثورة، حيث تعتبرهذه مشكلة مريرة، ويجب أن تتحدث عن أناس وصفتهم الثورة بأنهم غير مرحب بهم. كما ذكر أيضاً: أجريت مقابلة مع السيد بزشك بور ورغم أنه كان الشخص الوحيد الذي تحدث في القضية البحرينية ضد قرار الشاه، فقد تحدث معي بأسلوب وكأنني كنت أذهب إلى منزله عام 1976م . كان من الصعب إجراء هذه المقابلة حتى في عام 2012 ، عندما كان الوضع أسهل قليلاً. أود أن أشكر السيد يزداني راد علي جميع مساعيه المبذولة. أنا شاهد علي من نسق معهم حول موضوع إجراء مقابلة و يقولون «ماذا سنقول نحن، ما كان هو من باب واجبنا» من يقول «إذا تحدثنا فهذا رياء» و حتي أولئك الذين ينظرون من الأعلي إلي الأسفل حيث يقولون « أنتم أيضاً تريدون إجراء مقابلة معنا» وهو أمر في غاية الصعوبة. من ناحية أخرى، يجب أن نشكر السيد اعتماد الذي وثق بنا وفتح لنا صدره وتحدث عما كان يدور في خلده، وأود أن أطلب منهم الحديث عن ما لم يتحدثوا عنه.

قال السيدعزيزي: أتيحت لي الفرصة لقراءة هذا العمل في عام 2014م وقبل الطباعة (دون إشعار السيد يزداني راد حتى يومنا هذا). تم إرسال الكتاب للطباعة إلي المنظمة لكن و بعد وجهة نظر الجميع أتخذ قرار بطبعه في دار «أختران» للنشر. في الوقت نفسه، أقرت بأن هذا العمل سيكون كتاباً رائعاً. إن كمية المعلومات المقدمة في بعض الأماكن مدهشة، وتذكر بعض المقالات في الكتاب، لكن وللأسف، أنه لا توجد مصادر أخرى للتحقق منها. صدق الراوي جدير بالثناء. على الرغم من أنه قد أجرى مقابلة في عام 2011م ، لا يوجد مجال للراوي للتحدث عن قضية أخري، بسبب الوضع الجديد (يعني الجمهورية الإسلامية)، ومن ناحية أخرى هو لم ينتقد الوضع في النظام السابق. لذلك ، أقول هذه القصيدة عن الراوي نفسه، وليس عن ظروف عصره، حيث أنكم تستطيعون «لا نتكلم بها عن الشر ولا نستحق أن نتعرض للظلم» مشاهدة ذلك في أثناء حديث الدكتور اعتماد و أجوبته وكمية المعلومات التي قدمها والصدق الذي كان يتمتع به خلال المقابلة ، وفي الحقيقة كان الشخص الذي أجرى المقابلة.

وفي وصفه أننا لن نقوم بتقييم المعلومات هنا، قال السيدعزيزي: أننا نتأسي بالسيدة نيك نفس في هذا الصدد، وسأتناول أسلوب العمل الذي تم إنجازه . طريقة التجميع غير واضحة ولا نفهم ما فعله الكاتب في الكتاب. و أشارت السيدة نيك نفس إلي أن توقيت المقابلة غير واضح، ولا نعلم أن القسم الخاص بك يستند إلى المقابلات، أو في وقت لاحق أعادت ترتيب بعض أجزاء المقابلة، أو ما يسمى بالمقابلة، التي قدمتها. ولم يذكر المؤلف الموضوع في المقدمة، ويشك القارئ فيما إذا كان الكتاب مبنياً علي الوثائق ودقّة المعلومات. في رأيي وتصوري، أن عملي يستند علي الوثائق، و لم يتم تقديم الوثائق المطلوبة لهذه المقابلة.  توقيت المقابلة وموقعها غير واضحين، وكل هذا يمكن أن يساعد تصورات القارئ. وفي نقده لأسئلة الكتاب، قال: لدينا مجموعتان من الأسئلة في الوقت المناسب وذكيان في مجموعة المحاور وسلسلة من الأسئلة الجافة. إذا كان لدي تسجيل جلسات المقابلات، لعلني أدركت أن هذه الأسئلة الجافة، أو الأفضل الروتينية، تعود إلى بداية المقابلة أو كانت في وقت خاص من نفسيات المُحاوِر. لا نعرف إن المقابلات أجريت في منزل الدكتور اعتماد أو في المكتب. على نفس المنوال ، لا نعرف كيفية تشفيف المقابلة أيضاً، كما إننا لا نعرف ما إذا كانت الكلمات الواردة بين قوسين تأتي من لغة الراوي أو المؤلف نفسه. هذه سوف تؤثر على تقييمي لذاكرة الدكتور اعتماد، صحيح أنه في بعض الأماكن، يتم ترجمة الكلمات إلى اللاتينية في الهامش، ولكن هذا تشفيف و توضيح للمصادر الواردة في الكتاب. على سبيل المثال، قيل إن فرخ روبارسا كان وزيراً للتربية والتعليم. لأنه لا يوجد مصدر، لهذا لا يمكننا أن نفهم أن هذه هي لغة الراوي أو الكاتب.

ووفقا لما قاله، فإن معالجة قضايا ما قبل الثورة، وخاصة القضايا الحساسة، مثل منظمة الطاقة الذرية، التي لا تزال خطاً أحمراً للنظام ، مثيرة للاهتمام أيضاً، كما أنه من أجل فهم سياسة الدول الأخرى قبل وبعد الثورة فيما يتعلق بهذا الموضوع ، أو مدى تأثير تفكير الدكتور في هذا الصدد. في سياق معالجة المذكرات ما قبل الثورة، ربما كانت «ذكريات فردوست» من بين أول الكتب المنشورة في هذا المجال. ومنذ ذلك الحين، تم نشر الأعمال في شكل التاريخ الشفهي وفي بيئة خالية من أي إكراه و بحرية تامة حيث مضي وقت طويل علي ذلك. بالرغم من مرور هذا الزمن الطويل،لازالت هناك مجموعات تعيش خارج البلاد تلصق التهم علي مثل هذه الأعمال التي تنشر داخل البلاد. لقد قرأت حديثين منفصلين ممن عاش في الخارج حول هذا الكتاب، المجموعة الاولى تقول  أن الكتاب لم يفلت من مقص الرقابة و الثاني يقول (سيروس آموزكار) أنه لم يتعرض إلي أي رقابة ومضايقات. حيث لم يتملك أيّ منهما دليلا مقنعا بالنسبة إلي ما يتناولونه.

وقال أعلم أن هذا سينشر في الطبعة الثانية مشدداً على أن المحرر استطاع تقديم الطريقة والوقت والمكان وشروط المقابلة وكيف رضي الراوي بإجراء المقابلة. آمل أن تتم إضافة هذه النقاط إلى المقدمة في الطبعة الثانية. وأقول أيضاً حول لهجة «وفس» والسيد تفرش آشتيان، قام الراحل صادق كيان علي العمل عليهما و جمع المستندات والوثائق ولم يكن الراحل يارشاطر الشخص الوحيد الذي أجري مقابلة حول هذا الموضوع.

كما انتقد عزيزي عنوان الكتاب، وقال: لم يكن لدي الكثير من الارتباط مع عنوان الكتاب ، لأنه كان مشابهاً لكتاب آخر لم يكن مؤلفه يحظي بسمعة طبية ولم يمتلك مواضيع جديرة بالإهتمام. يبدو لي أنهم لم يوفقوا من حيث التقارب ومن حيث عنوان الكتاب .  كانت منظمة المحفوظات والمكتبة الوطنية ودار أختران للنشر هما الراعي الروحي للكتاب.

من منظور الراوي

في النهاية، تحدث الدكتور اعتماد عن نواقص هذا الكتاب وقال: إن الكثير من عيوب ونواقص هذا الكتاب تعود إلى السيد يزداني راد ، لأنه كان المسؤول عن إستلام و إرسال الكتاب للطباعة، لكن خطئي هو أنني كنت رقيباً علي نفسي. على سبيل المثال، قصة رحيلي من إيران وكيف ذهبت إلى فرنسا وماذا حدث هناك؟ كانت القصة مفصلة، و كان بإمكان أي شخص أن يعتز ويفتخر بها، لكني فضلت عدم الحديث عنها في هذا الوقت.

وشرح هجرته إلى فرنسا قائلاً: كانت الأجواء مزدحمة في كل مكان، والشاه أراد أن يذهب. سافرت بجواز سفر حكومي، وعندما أعود، أقوم بتسليمه إلى الوزارة الخارجية.  كنت عاجزا ماذا أفعل؟ رحمني الله ورتب شيئًا يمكنني من الخروج. أقولها باختصار حتي لايبقي شيئاً غامضاً ،الفرنسيون، السويسريون، البريطانيون، الألمان واليابانيون، عندما رأوا انهيار الوضع في إيران، وأنا استقلت من وكالة الطاقة الذرية، وأرسلت عملاء إلى إيران ليروا إذا ما كنت في السجن أم لا. ذهبوا إلى السجون ليتحروا عن أمري، فيما يلي تابعوا قصتي. ذات مرة، جاء شخص من فرنسا وتحدث معي وقال: إذا بقيت هنا، فهذا أمر خطير للغاية ويجب عليك الخروج. قلت: ما زلت في بلدي. قال: الآن إذا أردت أن تغادر إيران يوماً ما، سأعطيك رقم هاتف في باريس، واتصل به فقط و قل من خلاله «أنا اعتماد» ولا تقل أي شيء آخر. نحن نفهم ما يجب القيام به. رأيت في النهاية أن هناك فوضى. اتصلت وأرسلوا 10 أفراد من فرنسا لترتيب مغادرتي من إيران.

 كما قال أنه لم يدخل في تفاصيل هذه القضية: قاموا بأخذ جواز سفر لي و حجزوا لي تذكرة طائرة و أخرجوني من إيران. وصلنا فرنسا. و لأنني قد أرسلت زوجتي وأبنائي من قبل، لهذا قلت سأذهب نحو بيتي. قالوا كلا. أنت لست شخصاً عادياً هنا وكل الأدلة التي تملكها ملفقة .نأخذك الليلة إلى الفندق وغداً سنذهب إلى الشرطة ونحصل على ورقة الشرطة ونكتب فيها ظروفك الخاصة. على أي حال ، لقد مرت هذه القضايا، وأخبروني بما عليّ القيام به.  قلت بعد خدمتي في الحكومة الإيرانية، لم يعد بوسعي أن أخدم أي حكومة أخري. قالوا ماذا تريد أن تفعل؟ قلت: أنا أقوم بإنشاء مؤسسة و سأحصل علي مبالغ مقابل خبراتي، والتي قمت بإنشائها فيما بعد. أخبرني الفرنسيون بعد بضعة أشهر أنه لا يمكنك البقاء في فرنسا بهذه الورقة. قلت ماذا يجب ان افعل؟ قالوا إننا تحدثنا مع الحكومة الفرنسية،  وقد وافقت الحكومة الفرنسية بشكل استثنائي على إعطائي وزوجتي وأبنائي جنسية فرنسية فورية. و بهذا الشكل أصبحنا فرنسيين، ولم أكن أرغب في القيام بعمل حكومي، لقد عملت هناك كفرد و استمريت بالحياة. هناك الكثير من الأشياء التي لم يرد ذكرها في هذا الكتاب على الإطلاق. لأنني لم أرغب في جلب هذه الأشياء في الكتاب. راقبت ذاتي، في نهاية المطاف، سيصدر هذا الكتاب وسيتم قبول السلبيات التي ذكرت من قبل الجميع.

أقيم إجتماع تعريف ونقد كتاب «في هاوية الحادث» في اليوم 26 من سبتمبر لعام 2018م في دارأهل القلم التابع لمؤسسة دار الكتاب.

النصّ الفارسي



 
عدد الزوار: 2818


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 

الأكثر قراءة

نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة