في حوار مع عبدالرضا طرازي عن العمليات المهمة

حاملو اللاسلكي يتحدثون

سارة رشادي زاده
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-7-29


ذكريات الحرب المفروضة على إيران، من لسان جاملي اللاسلكي، تفتح نافذة جديدة للقارئ. فلقربهم من القادة ومعرفتهم بالشفرات لكل عملية، باتوا من الكادر الحساس.عبدالرضا طرازي، حامل اللاسلكي وهو عضو في فيلق محمد رسول الله (ص) وشارك في عمليات بدر وخيبر والفجر 8. وكان هذا الحوار.

 

حدّثنا عن نفسك وكيف دخلت الجبهات؟

أنا عبد الرضا طرازي، ولدت في 21 مارس 1966. حين بدأت الحرب المفروضة على إيران لم أكن قد وصلت الى السن القانوني ولم تسمح لي التعبئة لأشارك في الحرب. في تلك الفترة، وحين اصطدمت مع التعبئة قررت الذهاب الى المركز. استطعت الوصول بصعوبة الى مسؤل التعبئة، ولكنه أيضا فطنَ الى أني لم أصل الى السن القانوني وعارض ارسالي الى الجبهة. وعدتُ مرة أخرى الى حيث كنتُ منضماً الى صف المتطوعين.

وحين عرفتُ ماهية الوثائق المطلوبة، اتجهت الى إعدادها مدركاً أنّي لن أرسل من أجل صغر سني، زورتُ عمري في الجنسية، ولكني أخطأتُ في كتابة الأعداد وبدل أن أزيد في عمري قللته، وبتُّ أصغر مما كنت. لذلك زورتُ جنسيتي مرة أخرى، ورغم ذلك حين أردتُ تسليم وثائقي الى المشرف، خطفتُ جنسيتي منه بسرعة، لأني لم أكن واثقاً من صحة الاعداد وغيرتً الأعداد لكني لم أمس الحروف.

صححتُ الأخطاء وعدتُ بعد يومين لتسليم وثائقي، انتظرتُ حتى يرسلوني الى المعسكر وأتعلم على الأسلحة، لأني الى تلك اللحظة لم ألمس الأسلحة. إنتظرتُ في ذلك اليوم ثم سألتُ المشرف: "الى أيّ معسكر سوف ترسلوني؟" وأجابني المشرف: "سوف ترسل الى الجبهة، ولكن لا أعرف بالتحديد الى أي معسكر."

كنتُ أشعر بالدوار، لكني لم أصر بالأسئلة، لأني كنتُ أخاف فضح أمر الجنسية وتزويرها. وقفتُ في الممر قارئاً أوراق المرسلين الى الجبهة، وفطنتُ الى أنّ المشرف أخطأ ويريد ارسالي الى الجبهة دون مرحلة التدريب، لأن ورقة مثل بقية الأوراق الذي سوف يرسل أصحابها الى الجبهة. وطلبتُ من الله، لم أتكلم حتى أذهب بسرعة الى الجبهة. أوصلتُ هذا الخبر الى أصدقائي في التعبئة، لكن لم يصدق أحد ما حدث. على أية حال في اليوم المقرر وصل أصدقائي وكرروا على مسامعي أنهم سوف يفضحوني ولن يسمحوا لي بالذهاب. حين رأيتُ أنهم جادون، أخفيت نفسي في المراحيض وبقيتُ هناك حتى أعلن في مكبرات الصوت عن موعد الحركة.

بعد الإعلان، إصطففنا كلنا لتقرأ الأسماء ونركب الباصات. ولكنهم قرؤوا اسمي في النهاية ويزيد ارتباكي مع كل لحظة. وحين قُرأ اسمي، ركبتُ الباص ذا الطابقين واتجهت الى الطابق الأعلى وجلستُ بصورة لا يظهر وجهي.

بعد أن إطمئن قلبك من التوجه الى المنطقة الحربية، الى أين اتجهتوا؟

اتجهنا الى الجنوب. الى محافظة خوزستان، لأول مرة أركب القطار وأحمل ذكرى جميلة في الطريق الى أهواز. كل من في المقصورة كان للمرة الثانية يتجه الى الجبهة وأنا الذي ليس لديه أية معلومة عنها بقيتُ صامتاُ اسمع ما يُقال. سألني أحدهم: "أين كنتُ في السابق؟" لم يكن لديّ جواب وسمعتُ عدة مرات اسم الجبلين،قلتُ: "كنتُ في الجبلين." قالوا لي: "الجبلين منطقة ليست قريبة من الجبهة، في أي منطقة بالتحديد؟" تهربتُ من الإجابة ولكي لا يمطروني بالأسئلة تركتُ المقصورة. ولكي يمر الوقت وينتهي موضوع رفقتي في السفر، سرتُ في الممر، ولكني نسيتُ أن أحفظ رقم العربة والمقصورة. لذلك ضعتُ واضطررتُ أن أقطع القطار من بدايته الى نهايته عدة مرات حتى وجدتُ مقصورتي. قلق من كان معي في المقصورة، سألوني: "أين كنتَ؟" وأجبتهم: "إلتقيتُ أحد أصدقائي القدامى، وقلبتُ معه الذكريات."

بعد وصولك الى الأهواز هل أخذوكم مباشرة الى الجبهة؟

لا، بعد أن وصلنا الى محافظة خوزستان قصدنا أولاُ أهواز ثم أميدية وبقينا هناك إسبوعا. كان في يوم الجمعة حين أعلنوا أنه يجب علينا الذهاب الى صلاة الجمعة لنرجع ونحصل على المعدات ونتجه الى الخط الامامي. لم أكن أعرف ما هي المعدات وما معناها. ولكني في ذلك اليوم وصلتُ متأخرا لصلاة الجمعة ووقفتُ في نهاية الصف، ولم أكن قد شاركتُ من قبل في صلاة الجمعة ولم على معرفة بتغير القنوت و الركع وصليتُ بالعكس ومن شدة خجلي لبستُ حذائي قبل نهاية الصلاة وخرجت.

بعد عودتي إلى المقر، أخذونا الى بستان وسلمونا أسلحة. ولأنها بداية الحرب، كانت كل الأسلحة جديدة. كان علينا فتح البنادق، وبعد تركيبها مجدد نطلق طلقة تجريبية لنطمئن من عملها.

لم أكن قد لمتُ سلاحاُ حتى تلك اللحظة، راقبتُ من حولي وتعلمتُ ثم أفكك البندقية، ولكن حين وصل وقت تركيب القطع، لم أكن قادراً على فعلها. لذلك قلت الى من بجانبي: "كأنّ هذه البندقية فيها مشكلة." وما أن أخذها مني، أخفيتُ نفسي خلف شجرة بحجة، لأرى ما يفعله، وبعد أن أوصل قطعها، خرجتُ من مخبئي وقلتُ له: "عدتُ بسرعة لأساعدك." في نفس اليوم أرسلونا الى الجبهة.

ما هي أول صورة لصقت في ذاكرتك عن الاشتباكات؟ كيف رأيت الحرب؟

حين تقرر ارسالنا الى الخط الأمامي، ركبنا سيارة بيكاب عليها شبك مرتفع واتجهنا الى خط الدفاع. ولأن شبك السيارة أكثر ارتفاعاً من الحواجز الرميلة وخلّفنا خلفنا غباراً، إستهدفنا العدو ولم أكن قد دخلتُ أي دورة تدريبية ولم أكن على معرفة بالاجواء فأصبت في معصمي بشظية. ولأنّ الإصابة كانت سطحية عدتُ الى الخط الأمامي.

حدثنا أكثر عن الخط الدفاعي، كيف كان الوضع بالنسبة الى شاب لم يصل الى السن القانوني؟

كنتُ لثلاث أشهر كعضو في القوات الدفاعية. كنتُ في الليل مسؤلاُ عن الحراسة وأطلق النار من بندقيتي وأودّ تجربة اطلاق النار، ولكن انجفرتُ الى حدّ أنبني فيه مسؤلي لأنني سأفضح مكاننا.

في الخندق كانت بضعة قنابل يدوية وكنتُ أودّ كثيراُ تجربة واحدة منها، ولكني خفتُ. في إحدى الليالي سحبت زر أمان إحداها ورميتُها في الجانب الأيسر أمام الباب، وإذا استفسر أحد فستقع على عاتق الحارس للخندق القريب منا.

كيف كانت أول مواجهة لكَ مع العدو وكيف كانت ردة فعلك؟

ولأنّ الحرب كانت في بدايتها، الخط الفاصل بين إيران والعراق كان قليلا جدا ما هي إلا أسلاك شائكة قليلة بضعة ألغام أمام خنادق العراقيين.بعد فترة من التواجد في القسم الدفاعي، تقرر بدأ عمليات الفتح المبين، وتقرر فتح خندق من الخط الأمامي الى موقع العدو البعثي. كان تذهب كل ليلة مجموعة لحفره. في فترة الحفر، كانت مجموعة تتقدم للحراسة ولكي لا يكتشف الخندق. في الليلة الأولى التي تقرر فيها أن أكون مع مجموعة الحفر وأعلن عن اسمي ضمن الحراس ولم أكن قد شهدت فترة تدريب عنها. جلستُ في قناة مياه زراعي وأخفيتُ نفسي، غفوتُ ولم يفطن من كان بجانبي الى حالتي. بعد فترة، قال من كان بجانبي: "يا أخي هل سمعتَ صوتا؟" قلتُ ودون أن أفتح عيني لا وعدتُ للنوم، ولكن بعد لحظة فتحتُ عيني ورأيتُ أربع أو خمس عراقين يتحركون من يسارنا. كانت تفصلهم عني مسافة، ولكني خفتُ الى درجة تجمدتُ فيها في مكاني محدقاً فيهم ولم أستطع اخبار من بجانبي بما يحدث. ضربته بكوعي وفطن لما يحدث، ضربني على رأسي وتمدد كلانا في قناة الماء.

ولأننا كنا لا نملك لاسلكياُ طلب مني مرافقي أن أبقى في مكاني حتى يخبر البقية بقرب العدو، ولكني كنتُ خائفا ولا أريد البقاء وحدي قلتُ له أنا من سيخبرهم. تراجعت ما يقارب الثلاثين مترا ورأيتُ أنه هو أيضا تراجع معي، تراجع كلانا للخلف وأخبرنا المجموعة. هذه كانت أول مواجهة مع العدو.

كانت تجربتكَ الأولى في الجبهة مع عمليات الفتح المبين، بالتأكيد أن ليدك ذكريات عنها، حدثنا عما رأيته هناك؟

قبل ثلاثة ليالي من بدأ العمليات، أخذونا الى البستان القريب من مدينة أميدية لنستريح ونعود. قالوا لنا أن الكتيبة التي كانت في الموقع الدفاعي قبل شهرين، ستدخل في العمليات.

كان علينا عبور جسر الكرخة. وضعوا من أجل العمليات جسور مائية. حين وصلنا للجانب الآخر من النهر، علمت القوات العراقية، منذ هذه اللحظة بدأ اطلاق النار علينا وبدأت المواجهة. إستلقينا على الأرض ومن شدة حجم إطلاق النار خفتُ ولم استطع اطلاق طلقة واحدة. كنتُ مستلقيا على الأرض، وأفكر لو يمكنني أن أنشب مخالبي في الأرض وأغوص فيها أكثر.

كان بجانب حامل اللاسلكي، وقع حين عبرَ من جانبي ونال الشهادة. أخذت اللاسلكي وكنتُ أصرخ فيه: "لقد استشهد حامل اللاسلكي." ناسيا أنّ عليّ لانتقال صوتي أن أضغط على الزر. قال لي أحد الجرحى الذي سقط بجانبي: "أضغط على الزر ثم تكلم." ثم خطف اللاسلكي مني وتكلم هو. مرت فترة طويلة ومازلتُ خائفا ومتمسكا بالأرض ويتقدم الجنود. وكنتُ أراهم لكني لا أبارح مكاني من الخوف، تألمتُ وصممتُ على النهوض في لحظة لأشارك معهم. نهضتُ وأوصلتُ نفسي الى خنادق العدو وكانت قد أخذت قبل وصولي.

كانت خنادق العدو قد بُنيت من جدارين.

بعد أن أخذت الخنادق ما الذي حدث؟

أراد العراقيون استعادة ما أخذ منهم وكان الإيرانيون يعدون الدفاعات. في هذه الفترة سلموني عراقيين كبرين في السن لأعود بهما للخلف.

هل كانت هذه المرة الأولى لنقل الأسرى وأنت من قام بها...

نعم، أردتُ العودة من نفس الطريق مع أسيرين. ولأنّ أكثر القوات قد تقدمت كان طريق العودة خالي، لكن هناك الكثير من الجرحى والشهداء والعتاد. ودون وعي مني حملتُ سلاحي وتقدمتهما، ولكني لم أفكر في أنهما قد يستغلان الموقف ويشهران عليّ سلاحا.في الطريق صادفت أحد رفاقي وقال: "لماذا تتقدم الأسرى؟ وهل أنت أسيرهما؟" لحظتها فطنتُ الى خطئي وسرتُ خلفهما. كان خوفي قد تلاشى، وأردتُ أن أناكفهما. كنتُ أقول لهما: "جلوس قيام." كررتُ ذلك حتى انقطعت انفاسهما. وصلنا الجسر وعلينا العبور منه.

كان عرض وطول الجسر المائي صغير وحين وصلنا فوق الجسر، وقع أحد الأسرى في النهر وتمسك بالجسر، ولكن تيار الماء كان قويا ليغطي كاملا. أتذكر أنه كان يرجو: "لخاطر الخميني.". وكان الأسير الثاني يصرخ. من قلة تجربتي سلمتُ فوهة بندقيتي لأسحبه، ولكن ولأنه وزنه كبير، ووقعتُ في الماء. في هذه اللحظة، حين كنتُ في الماء تمسكت بحزام الأسير، وكنتُ أصرخ معه والأسير الآخر يصرخ على الجسر، حتى فطن علينا الآخرون وجاؤوا الى مساعدتنا. على أية حال سلمتُ الأسرى لقواتنا وعدت الى مكاني.

بعد أن وصلتُ الى الخنادق، حيث كنتُ مبتلا وأشعر بالبرد، دخلتُ في أحد خنادق العدو وغيرتُ ثيابي مرتديا ثياب الجنود العراقيين، ثم بدأت الجولة في الخنادق. غافلا أنه من الممكن وجود متفجرات فيها. بعد خروجي من الخندق، إنتقد رفاقي ارتدائي الثياب وقالوا: "قد تأخذ خطأ على أنك فرد من الأعداء." ولذلك ارتديتُ تحت ثيابي العسكرية ثياب بزة مطر.

كنتَ دائم الحركة بين الجبهة وطهران أو اسقريت في الجبهات؟

كنتُ في حركة دائمة.  سلمتُ بعد فترة مهمة حراسة الأماكن الحساسة في طهران وقسم الإذاعة والتلفازيون. نظرا الى أن أعضاء الحزب الشيوعي كانوا في الإذاعة والتلفزيون، ولا تبثّ برامج مباشرة وكان علينا الإشراف على البرامج. أخبرونا لو قررت البقاء هنا، يجب أن توظف، ولكن ورغم وجود كل الرفاهيات لم استطع البقاء أكثر من 45 يوما وطلبت العودة مجددا الى الجبهة.

في المرحلة الثانية هل أُرسلتَ لنفس المناطق أم أماكن أخرى؟

ذهبتُ الى كردستان. كان الحضور فيها صعب، الى الحدّ الذي إذا عرف بعض الأشخاص أنهم سيرسلون الى هناك، يقدمون استقالتهم. الأكثرية تميل الى الجبهة الغربية أو الجنوبية.  كان اعداد وجبتني الطعام على عاتقنا وعلينا قضاء فترة طويلة على حصة محددة. إضافة لذلك كان العدو محدد في الجبهات الغربية والجنوبية، ولكن العدو في كردستان كان من الكوملة والدمقراطيين أو قوات شعبية. كانت فترة طويلة ومن بعدها وصلنا الى مرحلة والفجر واحد.

كان كان حلموا اللاسلكي دائما بجانب القادة؟ هل كنتَ أنت دائما بجانب القادة مثل الشهيد رضا دستواره؟

عينت في العام 1984 ضمن الكادر الرسمي لفيلق 27 محمد رسول الله (ص) وعقدتُ عزمي على أن أكون ضمن قسم الاتصالات فيه. كان حامل اللاسلكي على تواصل دائم مع القادة. المرة الاولى التي كنتُ فيها الى جانب الشهيد رضا دستواره كانت في عمليات والفجر. وقبل بدأ العمليات قال لي الحاج حسين بهشتي: "إستعد ومتى ما تعطل لاسلكي سلمه آخر." ولكن مع بدأ العمليات قال لي: "رافق رضا دستواره." وأخذتُ لاسلكياً بي آر سي 77 مع ورقة الرموز. قبل بدأ العمليات انكسر الخط الامامي ولم نستطع عبور نهر أروند. كان دستواره نائب القائد العسكري. لم أكن أتركه وحده. وكان على القادة التراجع للخط الخلفي، ولكنه كان دائم التقدم وأنا معه، لذلك كنتُ أعجبه.

كيف رأيتَ مميزاته؟

كان دستواره رجلا نحيفاً وطويل القامة وقد استشهد قبله أخواه. كان لبقا. أتذكر حين كان يتحدث عن ذكرياته في الابتدائية كنا نضحك الى أن يصيبنا ألم في بطوننا.

هل لديك ذكرى أخرى عنه؟

ركبنا في مرة مع سيارة جيب واتجهنا الى الخط الامامي. عبرنا من خطوطنا وترجلنا حتى دخلنا ما يقارب 8 امتار الى العدو. اختبئنا في حفرة وكنا تحت نيران العدو وكنا ننيمه بقوة على الأرض. كنا نسمع صوت اطلاق النار والحديث المتبادل بينهم. كنتُ أخفي وجهي بيدي وإذا بصحبي في فرصة ينهضون ويتركون المكان وأنا على وضعيتي، رفعتُ رأسي ولم يكن أحد بجانبي. ركضتُ في تلك الأوضاع الى الجيب ولم أكن أعلم هل أصبتُ أم لا. حين وصلتُ الى السيارة، كانت تسير وركضت خلفها حتى وصلتها. وحين وصلنا فطنوا الى أنني كنت في نهاية الجيب متعلقا هناك.

كيف تطرح رموز العمليات؟

 

كان المقر بين الجبلين. كنا في مرة أنا وأفشاري وبطلب من بهشتي وهو مسؤل الاتصالات، جلسنا لاعداد الرموز. علينا تحديد الرموز التي تتبادل بين الأفراد. كنا نحدد رمزا لكل من القارب والماء إلخ.. مثلا عينا رمز 1023 للقارب.

أذكر نقطة هنا أن الرموز خاصة لكل عملية.رغم ذلك تتغير الرموز كل فترة. لأن الاتصالات تراقب.

هل كان الجميع على علم بالرموز؟

 

لم يكن القادة يولون أهمية لمعرفة الرموز ويتكلمون معنا بوضوح وحامل اللاسلكي هو من عليه تحويلها الى رموز.

هل لديك ذكرى سيطرت عليك من الحرب؟

إتجهنا الى الاهواز لأخذ نسخ عن الأوراق، وكان سائقنا السيد عسغري. واضطررنا الدخول في شعبة بنكية.جميع الموظفين عرفوا السيد عسغري فسألته: "هل أنت موظف في البنك؟" فأجاب أنه رئيس قسم التوظيف في المركز البنكي وجاء كسائق لكي يساعدنا.

بالطبع أنك شهدتَ شهادة شخصيات في الجبهة؟

 

رأيت الشهيد عباس كريمي. وكان قائد فيلق تجمع الشباب حوله لكي لا يصاب إثر اطلاق النار. وفي نفس المكان أصيبت رجلي بشظية وبعد أن نقلوني للخلف كان قد نال الشهادة.

النص الفارسي



 
عدد الزوار: 4265


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة