المغيب من التاريخ الشفاهي الحربي

الرواي: مسعود ده نمكي *
إعداد: فاطمة مرادي
ترجمة: أحمد حيدري مجد

2016-3-15


بذلت جهود جيدة لتدوين التاريخ الشفاهي، و لكن هذه الذكرايات جاءت من الأعلى الى الأسفل. لدينا الكثير من الكتب عن القادة، و لكن ما غفلنا عنه، الثقافة العامة التي كانت بين القوى الشعبية، هناك الكثير من المواقف التي لم تروَ .

الكثير من المقاتلين، كانت تدور بينهم المزح و الفضوليات، و لكن في حضور القادة لا يظهروها. لذلك يقول الكثيرون أن ما ترويه لم نره في الجبهات، و لكنها كانت.

في الجبهة كانت المعنويات عالية. كان هناك من يقوم بالأمور اليومية و عادة ما يكون شخصان، مثل: إعداد الشاي و غسل الأواني و ... و يقدمان المساعدة. أُصطلح أن يطلق عليهم "البلدية". و كان هناك شخصيات مخلصة جدا و تحكمهم حالة معنوية لا توصف. و هم منظمون جدا و مضحين يطلق عليهم " خدام الحسين".

صدر كتاب " درجة أولى" عن المركز الفني، و يشير الكتاب الى شخصيات مخلصين و قدموا الكثير في الجبهات. و يطلق عليهم " درجة أولى" . و لكنهم كانوا قلة،و كان قسم منهم ضمن الكتيبة الأولى، فوج الحمزة سيد الشهداء. يقوم هؤلاء الأشخاص بجمع موائد الطعام و الحراسة و غسل الثياب و قراءة القرآن بعد الصلاة دون أن يشعر بهم أحد. شخصيات الدرجة الأولى، بعد الساعة الواحدة مساء يخرجون من خيمهم لصلاة الليل. و في كل هجوم يستشهد منهم بين 17 شخص الى 18 شخصا، و أحد مسؤليهم كان الشهيد كلستاني.

من القضاء و القدر كنت أنا و بضعة أشخاص من ضمن أشرار كتيبة سلمان! و لم نكن مخلصين مثل من ذكرتهم. عرفنا عن طريق إذاعة التعبئة أن هناك عمليات قادمة. من ضمن كتيبتنا كان مضاد للطائرات. في الكتبية هناك قسمان قسم مضاد الطائرات و قسم العمليات. من يعشق الشهادة يدخل ضمن قسم العمليات. إلتحقنا بقسم العمليات باسم الحمزة.

كنت في السابعة عشر و جرحت رجلي و أردت المشاركة في العمليات. ذهبت الى الحاج أميني، و هو من القادة المعروفين في فترة الحرب المفروضة، أمام هذه الشخصيات نفقد قدرتنا في الكلام. قال لي الحاج أميني: " عليك القيام بالأمور المكتبية، إذا أردت الدخول في الحرب عليك تحمل المشي." قلت له: " كم عليّ السير؟" قال: " على الأقل عشر مرات، تسير مسافة الملعب." و رغم أن رجلي مكسورة من مكانين بدأت بالسير. طال الأمر 14 ساعة حتى سرت المسافة المقررة. عدت الى معسكر الكرخه، و قلت للحاج أميني أني ركضت عشرة مرات حول الملعب. أجابني دون أي سؤال: " إلتحق بالكتيبة الأولى، المجموعة الأولى."

قضيت فترة من الزمن في فترة الحرب مع المجموعة الأولى، كانا نتعشى و يقوم أفراد المجوعة الأولى بجمع المائدة و غسل الأطباق، و يأخذون مكاننا في الحراسة. كانوا يصلون صلاة الليل، و كنت أنا تحت البطانية أصلي صلاة الليل و أقرأ المناجاة. تحملونا لعشرة أيام. شكل أحد أفراد المجموعة الأولى جلسة و قالوا لنا: " نريد وصول ثواب العمل للجميع. سيقسم الثواب بيننا و بينكم، سوف نتناوب."

قبلت. عاتبني أصدقائي على قبولي؟ و لكننا كنا نأخذ الأواني التي غسلوها هم و وضعوها بجانب الماء، و نتظاهر أننا غسلناها! كانوا يصلون صلاة الليل و نحن نصلي صلاة الصبح!

سمعت أن عليّ التقدم الى خطوط مضادات الطائرات في مدينة مهران، لعمليات كربلاء 5. كان الحاج أميني يكره السجائر و لو سمع بشخص يدخن يطرده من المجموعة، الحاصل لم أذهب الى مهران! و قصدت المدينة و اشتريت سجائر، مررت من أمام خيمة الحاج أميني دون أن أشعل سيجارتي، لم يظهر الحاج أميني ردة فعل، أشعلت السيجارة و بدأت بالمشي. قال الحاج أميني: " أنت يا ولد حتى لو دخنت المخدرات لن أطردك!"

في يوم من الأيام كنا منشغلين بقراءة المناجاة الشعبانية، كان مسؤل المجموعة الاولى بعد شهادة كلستاني هو مهدي بور قال لي: " أرجو أن تقلل من فضولياتك اليوم من أجل الأجواء المعنوية الحاكمة. في ليلة الهجوم الكثير منهم يفقد معنوياته." قلت له: " أنت مخلص الى هذه الدرجة لأنك وصلت الى اليقين، قم بأمر لأصل الى اليقين و سوف أبتعد كليا عما أقوم به من مواقف مضحكة" سألني: " كيف تصل لليقين؟" قلت: " تعرف أنك ستنال الشهادة في الهجوم القادم، تعال لي في المنام، و سأصبح مثلك، و أترك المزاح." لم يعارضني و مدّ يده لي.

و أول من استشهد اثر وقوع قذيفة هو سيروس مهدي بور. بعد ذلك و في مهران جاءني في الحلم و لم أعد أخاف أي هجوم بعد ذلك. في عمليات كربلاء 5 ذهبت كتيبة الحمزة ب 600 شخص و عادت ب 80 شخصا. و وصلت الى اليقين الذي طلبته من الشهيد سيروس مهدي بور.

 

*منتج.

المصدر الفارسي



 
عدد الزوار: 4278


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة