مهمة في إيران

محمود فاضلي
ترجمة: حسين حيدري

2015-10-18


ذكريات آخر سفير أميركي في طهران، ويليام سوليفان

ترجمة: إبراهيم مشفقي فر

منشورات: مركز وثائق الثورة الإسلامية

الطبعة الأولي: عام 1393

السعر: 10 آلاف تومان

من بين مصادر الدراسات و البحوث المتعلقة بالثورة الإسلامية الإيرانية، تحظي كُتب الذكريات التي خُطّت بواسطة لاعبي و مراقبي هذه الأحداث التاريخية المعاصرة في إيران تحظي بأهمية خاصة. نشرت هذه الأعمال عن طريق الإيرانيين الذين لعبوا دوراً في الثورة، بما في ذلك المقربون من النظام البهلوي و مناوئيهم، و عن طريق الأجانب الذين كان لهم دور في أحداث الثورة أيضاً. كما قد أوضحت هذه الأعمال زوايا تاريخ إيران المعاصر الخفي في الفترة البهلوية، لاسيما السنوات الأخيرة منها إلي حد كبير. إحدي هذه الأعمال، كتاب «مهمة في إيران» (1) تأليف ويليام سوليفان.

كتاب «مهمة في إيران» و نظراً لمواصفات و موقع و دور المؤلف في تطورات الثورة الإيرانية و كيفية تجميع المعلومات الموجودة في الكتاب، يحظي بأهميه خاصة. علي الرغم من أن الكاتب يمتلك نظرة تحليلية و أحياناً نقدية لبعض قضايا هذه الفترة، لاسيما البرامج الإقتصادية و الثقافية في النظام البهلوي، لكن نقاط ضعف و أضرار الكتاب الذي يقع في 316 صفحة لا يمكن إنكارها، حيث لبعض منها أضراراً تحسب علي الذكريات بشكل عام و لا يستثني هذا الكتاب من ذلك.

ذكريات سوليفان، و بالرغم من وجود بعض أوجه الضعف و القصور، و التي أشار إليها المترجم في المقدمة، ولكنه يعكس و إلي حد ما، كواليس السياسية الأميركية في إيران، و ضمن بيان طريقة التعامل بين البلدين، تكشف آخر جهود الدولة الأميركية و فشلها في الحد من سقوط النظاه البهلوي. بقي منصب السفارة الأميركية في طهران شاغرا منذ شهر آذار العام 1354 / كانون الأدول عام 1976 و الذي إستقال حينها ريتشارد هلمز(2) من منصب السفارة الأمريكية في إيران، لهذا السبب كانت دولة كارتر علي عجل من أمرها بتعيين سفير جديد يخلفه.

لم تتح الفرصة في هذه الأثناء لسوليفان للإستفادة من عطلته و إستراحته قبل الذهاب إلي هذه المهمة. تم تعيينه في الـ 20 من شهر فرردين لعام 1356 (9 نيسان لعام 1977) كسفير أميركا في إيران و قد دخل في الـ 18 من خرداد (8 من حزيران لعام 1977) إلي طهران، في حال أن محمد رضا بهلوي قد خسر في إستثماره المالي لمساعدة الجمهوريين بالفوز ثانية، كما قام في 24 من خرداد لعام 1356 (14 من حزيران 1977) بتقديم أوراق إعتماده إلي الشاه كسفير أمريكا الجديد في إيران. كان عمره عند دخوله إلي إيران 56 عاما. في ذلك الوقت كانت للسفارة الأميركية في طهران فعاليات واسعة و بعيدة المدي. عدد موظفي السفارة بالإضافة إلي الأشخاص الذين يعملون في القسم العسكري يبلغ أكثر من ألفي شخص، حيث يصل عددهم مع أعضاء أسرهم إلي خمسة الآلف شخص. كان عدد الأميركيين الذين يعملون في طهران قبيل دخول سوليفان إلى طهران حوالي أكثر من 35 ألف شخص.

كان يقصد  طهران عندما تنشر مقالات ساخرة من قبل الصحافة المنتمية للديمقراطيين في أميركا ضد حكومة إيران من أجل حماية و دعم محمد رضا شاه المالية من منافسه الجمهوري جيمي كارتر في إنتخابات الرئاسة الجمهورية. قام الشاه و قبيل إنتخابات أميركا عام 1355 بوضع 120 مليون دولار عن طريق أردشير زاهدي سفيره في واشنطن في إختيار مقر حملة الجمهوريين الإنتخابية، للمساعدة في فوز جرالد فورد منافس جيمي كارتر آنذاك. أثارت هذه المساعدات غضب الديمقراطيين، حيث وصف «برجينسكي» الرئيس المستقبلي لمجلس الأمن في حكومة كارتر في ذلك الوقت سلوكيات زاهدي (بوصمة عار) (3).

و إلتقي سوليفان قبل زيارته إلي إيران بسايروس ونس وزير خارجية أميركا آنذاك، حيث يكتب عن اللقاء: «في أول لقاء مع ونس سألته ما هو سبب إختياري سفيرا في بلد لا أمتلك أي تجربة و سوابق فيه؟ قال وزير الخارجية رداً علي سؤاله: «سبب إختياري ـ سوليفان ـ لهذا المنصب هو أنه كنا نبحث عن دبلوماسي يمتلك تجربة كافية في الدول التي تتم إدارتها من قبل حكومات متمركزة و مستبدة و يمكنه العمل مع حاكم مقتدر و مستبد».(4)

كما يسرد سوليفان لقائه مع كارتر رئيس جمهور أميركا كالتالي:«لقد أكد كارتر في كلمته علي أهمية إيران الإستراتيجية كحليف موثوق لأمريكا. كما أكد كارتر ثانية علي أهمية إيران كعامل إستقرار لأمن منطقة الخليج الفارسي الحساسة و في الختام أشار إلي موضوع أسعار النفط و سائر القضايا التي تربط بين إيران و أمريكا.(5)

كما ذكر وليفان في الكتاب جذور الثورة المعلوماتية الحاصلة و كتب أنه « يختلف مع برجينسكي مستشار كارتر الخاص حول الأوضاع الإيرانية، لكن لن يتقبل برجينسكي هذه التهم الموجهة من قبله.

حول إختلاف وجهة نظر سوليفان مع برجينسكي، كتب الجنرال هايزر، المبعوث العسكري الخاص من قبل كارتر إلى إيران في أثناء الثورة مواضيع عديدة حول هذه المهمة في كتاب ذكرياته.

كما بدء سوليفان بتأليف كتابه الذي يتعلق بمهمته في طهران بعد عودته إلي أمريكا و في فترة تقاعده، حيث قام بتبيين و شرح زياراته مع الشاه و المناوئين و القوات الثورية و أوامر وزارة الخارجية الأمريكية حول إيران و تحاليله عن الأحداث المتعلقة بسقوط الشاه. الكتاب و نظراً لمشاهداته و إستماعاته المباشرة، بإمكانه أن يحتوي علي النظرة الأمريكية القريبة و إستنتاج مسؤولي البيض الأبيض لإندلاع الثورة الإسلامية و في النهاية سقوط الشاه. أهم مواضيع الكتاب تشتمل علي شرح الأحداث و الزيارات و الإتصالات التي أجراها سوليفان طيلة مايقارب عامين من إقامته في إيران مع المسؤولين الإيرانيين و الأمريكيين و الأحداث المختلفة في إيران. توفي وليام سوليفان في التسعين من عمره في 11 من تشرين الدول لعام 2013 في مركز صحي بضاحية واشنطن.

 

الهوامش:

1ـ ترجم الكتاب في عام 1375 محمود طلوعي إلي الفارسية، كما تم نشره من قبل دار العلم للنشر.

2ـ للتعرف أكثر علي «ريتشارد هلمز» يمكن مراجعة :رئيس السي آي إي «سفير أمريكا في إيران، مؤسسة الدراسات و الأبحاث السياسية، 2ـ سياسة إيران الخارجية في الفترة البهلوية، عبدالرضا هوشنك مهدوي، دار البرز للنشر ص 462.

3ـ العلاقات الإيرانية الأمريكية، مركز الوثائق و التاريخ الدبلوماسي، ص 240.

4ـ زيارة الشاه الأخيرة، ويليام شوكراس، عبدالرضا هوششنك مهدوي، ص 26.

المصدرالفارسي

 



 
عدد الزوار: 4309


التعليقات

 
الاسم:
البريد الإلكتروني:
التعليق:
 
نبذة من مذكرات ايران ترابي

تجهيز مستشفى سوسنگرد

وصلنا إلى سوسنگرد قُبَيل الظهر. كان اليوم الثالث عشر من تشرين الأول عام 1980. لم يكن أمرها مختلفًا عن أهواز بل كانت أمرّ حالًا منها. كان قد غمرها التراب والدمار. وقد خلت من أهلها إلا ما ندر. كما أعلنت منظمّة الهلال الأحمر في أهواز، كانت لا تزال المدينة في متناول قصف العدو، ولم يأمن جانب منها من وطء القذائف والقنابل. لقد أوصلنا أنفسنا إلى مستشفى المدينة بسرعة. ما زال بابها ولوحتها سالمَين. تتقدّم المستشفى ساحة كبيرة قد حُرِث جانب منها. كأنها قد هُيّئت قبل الحرب لزرع الفسائل والزهور.

التاريخ الشفهي للدفاع المقدس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي

الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان)
لقد صدر عن حرس الثورة الإسلامية ومركز الوثائق والدراسات للدفاع المقدّس في عام 1401 ه.ش. كتابُ التاريخ الشفهي للدفاع المقدّس برواية حجة الإسلام الشيخ محمد نيازي، تحت عنوان الهيئة القضائية للقوّات المسلّحة (محافظة خوزستان) وبجهود يحيى نيازي. تصميم الغلاف يحاكي مجموعة الروايات التاريخية الشفهية للدفاع المقدس الصادرة عن هذا المركز. إذ قد اختار هذا المركز تصميمًا موحّدًا لأغلفة جميع كتب التاريخ الشفهي للدفاع المقدس مع تغيير في اللون، ليعين القارئ على أن يجدها ويختارها.
أربعون ذكرى من ساعة أسر المجاهدين الإيرانيّين

صيفُ عامِ 1990

صدر كتاب صيف عام 1990، بقلم مرتضى سرهنگي من دار سورة للنشر في سنة 1401ش. وبـ 1250 نسخة وبسعر 94 ألف تومان في 324 صفحة. لون غلاف الكتاب يحاكي لون لباس المجاهدين، ولون عنوان الكتاب يوحي إلى صفار الصيف. لُصِقت إلى جانب عنوان الكتاب صورة قديمة مطوية من جانب ومخروقة من جانب آخر وهي صورة مقاتلَين يسيران في طريق، أحدهما مسلّح يمشي خلف الآخر، والآخر يمشي أمامه رافعًا يديه مستسلمًا.
الدكتور أبو الفضل حسن آبادي

أطروحات وبرامج التاريخ الشفوي في "آستان القدس الرضوي"

أشار رئيس مركز الوثائق والمطبوعات لآستان قدس الرضوي، إلى أطروحات "تاريخ الوقف والنذور الشفهي" و"تاريخ القراءات القديمة في الحرم الشفوية" وعلى أنها أحدث المشاريع للمركز وقال: "إنّ تسجيل تاريخ الموقوفات لآستان قدس الرضوي الشفوي في عدّة مدن، هو مشروع طويل المدة. وتأسس مؤخرا قسم الدراسات للقراءت في مركز الوثائق وهو ضمن مجموعة مركز الدراسات". وفي حواره مع موقوع التاريخ الشفوي الإيراني قال الدكتور أبو الفضل حسن آبادي، شارحا برامج المركز:
مكتبة الذكريات

"أدعو لي كي لا أنقص"،"في فخّ الكوملة" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة"

سوف تتعرفون في هذا النص، على ثلاثة كتب صدرت عن محافظتين في إيران: " أدعو لي كي لا أنقص: الشهيد عباس نجفي برواية زوجته وآخرين" من المحافظة المركزية وأيضاً كتابي "في فخّ الكوملة: ذكريات محمد أمين غفار بور الشفهية" و"تكريت بنكهة خمسة خمسة" وهي ذكريات أمين علي بور الشفهية" من محافظة كيلان. إثنان من المعلّمين ألّفـت السيدة مريم طالبي كتاب "أدعو لي كي لا أنقص". يحتوي الكتاب علي 272 صفحة وثلاثة عشر فصل، حيث تم إنتاجه في مكتب الثقافة